تطاول الرئيس المعزول محمد مرسي على الرئيس عبد الفتاح السيسي، من داخل قفص الاتهام أمام هيئة محكمة جنايات القاهرة، أثناء سماع مرافعته عن نفسه في قضية "التخابر"، وألقاه بالعديد من الاتهامات، مؤكدًا أنه مازال الرئيس الشرعي للبلاد، وقررت المحكمة التأجيل لجلسة الأربعاء لسماع مرافعة دفاع أحمد عبد العاطي ورفاعة الطهطاوي. يحاكم مرسي و35 متهمًا آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان، لاتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية. عقدت الجلسة برئاسة المستشار شعبان الشامي وعضوية المستشارين ياسر الأحمداوي وناصر صادق بربري بسكرتارية أحمد جاد وأحمد رضا. قال مرسي، في بداية مرافعته عن نفسه: "أنا غيرت قيادات الجيش حتى أحافظ عليه، وعلى فكرة أنا أكره كثيرًا ما يسيئون لي به، ولكن أكثر ما أساءني أن وصفني أحد الناس بأني "كذّاب"، حينما قالوا إني كنت مرتديًا الصديري الواقي، ويعلم الله أنه لم أرتد هذا الصديري الواقي، طوال هذه المدة وحتى ما بعدها، وما ينفعش واحد زيي يخبي نفسه في الجاكيت "قاصدًا سمنته". أضاف مرسي: "أنا أقسمت أمام الناس قسمًا يشبه القسم الرسمي، ويوم السبت ذهبت إلى المحكمة الدستورية، وكان بصحبتي المستشار فاروق سلطان، وتم إجراء شبه تسليم للسلطة، من المجلس العسكري، إلى رئيس الجمهورية، وبدأت بعد ذلك ممارسة عملي، والدماء أريقت منذ ثورة 25 يناير إلى أن تولى رئيس الجمهورية المنتخب، ثم توقفت وسألت نفسي ما السبب فيما يحدث"، وتساءلت: "هو فيه عفريت بيطلع يقتل الناس"، وحاول الكثيرون أن يلصقوا تلك الاتهامات في هذه الأيام إلى الإخوان، وسأقول لكم من الذي قتل المتظاهرين؟ وأوضح "مرسى" أن البلد قبل 25 يناير كانت في ديكتاتورية، وكان فيه بيع للبلد وأشياء كثيرة معلومة للكل، وحدثت حالة من الغضب والفوران الشعبي للشعب كله، ولا يستطيع أحد أن يزعم أنه صاحب ثورة 25 يناير، فالشعب كله ثار وهبّ هبّة واحدة ضد نظام ظالم فاسد، خاصة أن وضع البلاد يتأخر، وأنا كنت جزء من ذلك الحراك السياسي والشعبي وأن الإخوان تعرضوا لتشويه كبير منذ الثورة من وسائل الإعلام". وأضاف "المعزول" أنه مازال الرئيس الشرعي للبلاد، وأن مصر في تاريخها لم يُختطف فيها رئيس، مستشهدًا بما حدث مع الملك فاروق وأنه وقع وثيقة تسليم السلطة إلى نجله طبقًا للدستور حينئذ, وأن أول رئيس للجمهورية "محمد نجيب" تنازل بإجراء قانوني عن السلطة لجمال عبد الناصر ومبارك تنازل للمجلس العسكري طبقًا للدستور. أشار إلى أنه لا يوجد رئيس في تاريخ مصر الحديث "داب واختفى" مثلما حدث معه، وكان هناك محاولات من النظام القديم إبان ثورة يناير للتعاون مع الصهاينة في مصر للعودة إلى سدة الحكم مرة أخرى. انفعل "المعزول" بصوت عالٍ قائلًا: "أنا كنت رئيس جمهورية مش رئيس عصابة، وكان من مصلحتي إني أسيب البلد من غير مجلس شعب ويبقى التشريع معايا، بس أنا عاوز بلد فيها دستور عشان أصون المؤسسات، وأحمي الدولة من الفوضى". واستكمل "مرسي" قائلاً: "يا سعادة المستشار، أنا أحترم القضاء المصري والقضاة والمستشارين، وأُكنّ لهم كل معاني الاحترام والتقدير، ومصر من غير قضاء تبقى سبهللة"، مضيفًا "أنا اعتُقلت في 13 مايو 2006، بسبب تظاهري في ميدان العباسية، تضامنًا مع القضاة المشرفين على انتخابات 2005، وكانت لهم مواقف مشرفة لمحاولة منع التزوير، وعوقب بعضهم". وتابع: إن الحرس الجمهوري تم إنشاؤه في الأساس في عهد جمال عبد الناصر والسادات ومبارك، لحماية رئيس الجمهورية من الجيش والانقلاب، وليس من الناس والشعب، لكن الذي حدث كان غير ذلك"، مضيفًا "سألت محمد زكي: إنت بتسمع كلام مين.. أنا الرئيس، فرد عليّ: هو إنت عاوزني أحارب الجيش". وقال: "إن هناك صهاينة مصريون وصهاينة عرب، يعملون على إغراق الوطن، ويعملون حتى الآن تحت الأقدام، وهم من تسببوا في أحداث محمد محمود وماسبيرو ومذبحة بورسعيد وأحداث مجلس الوزراء، لأنهم أرادوا أن يخربوا الوطن". وأضاف مرسي "المجلس العسكري كان يستعين بنا، لإعطائه معلومة أو لإيقاف مشكلة وغيره، لكننا لم نشارك في عمل السلطة التنفيذية من حكومة عصام شرف والجنزوري وغيرها، والمجلس العسكري هو اللي كان بيتصل بينا كفصيل من المجتمع، وكانت عبارة عن مشاورات واجتماعات".