كانت رسالة العدل لكل الدنيا.. حملها سيد الخلق أجمعين ويوم حملها أشرقت الأرض بنور ربها وبعدل خالقها فزلزل برسالته أركان الجهل والكفر.. أضاءت الدنيا بنور الإسلام... عرضوا عليه الملك والجاه فرفض وقال قولته الشهيرة والله يا عمي لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسار علي أن أترك هذا الأمر ما تركته أبداً .. نعم هنا أمام أمر الله ورسالة الإسلام لا عم ولا أب ولا أم ولا أخ ولا الدنيا كلها... كانت دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة... فلم تفرق بين نبى وآخر ولا كتاب وآخر.. فأضاءت دعوته الدنيا.... فانتشرت الرسالة بحسن الخلق والقضاء علي الجبابرة الذين استعبدوا الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً. وكان لمصر نصيبها يوما حرر أقباطها من ظلم وقهر الرومان.. فعاش المصري حراً أبياً وكانت مصر علي مر تاريخها قلب الأمة الإسلامية والعربية قاطبة تتقدم الصفوف دفاعاً عن رسالة المصطفي صلي الله عليه وسلم فكان الانتصار تلو الانتصار فانتشرت الدعوة في أركان المعمورة حاملة السلام والعدل والعلم والإيمان بخالق السموات والأرض.. وحتي في العهد القريب كانت انتصارات المسلمين في حطين وتحرير القدس من الصليبيين الذين جاءوا ليغتصبوا ويدنسوا الأقصي والقدس فكان صلاح الدين الأيوبي لهم ويوم نشر التتار الرعب والدمار في أركان الدنيا وقفت مصر المدافعة عن الإسلام ورسالة محمد لتتطهر الأرض منهم وأمام رسالة العدل والسلام يدخل التتار أفواجاً في دين الله.. لم يدخل الإسلام بلداً إلا وانتشر فيه السلام والعدل والإيمان.. ولم تكن رسالته إلا حب واحترام الأنبياء.. ولكن أن يأتي من يتطاول اليوم علي سيد الخلق نبينا محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم من العالم في وقت حرموا فيه وجرموا فيه مجرد كلمة عن الصهيونية بزعم أنها عداء للسامية فهذا أمر مرفوض من كل مسلم حر ومن كل من يؤمن بالله الواحد الأحد.. في هذا الوقت بدلاً من أن تفتح الفضائيات لجرائم الغرب التاريخية في حق البشرية للأسف تفتح الفضائيات لكل سفيه يتطاول علي الإسلام.. في الوقت الذي يقف فيه موتور الغرب من خلال برامجهم ومن خلال مؤتمراتهم يشنون حرباً علي الإسلام فشل فيها من قبل أجدادهم نجد أن حكام العرب والمسلمين يتوارون خجلاً وأدباً وكأنهم الفتاة المهذبة المستحية.. ونجد أن علماء وشيوخ السلطة في حالة من الخجل خوفاً من إغضاب أولي أمرهم.. يا حكام العرب والمسلمين ألم تعلموا أن حكام اليهود والصهيانة لا يخجلون من ممارسة طقوسهم الدينية ويلزموا كل ضيوفهم بأن ينحنوا أمام حائط الأقصي الذى يزعمون أنه حائطهم ومبكيهم.. ألم تعلمو أن ملكة بريطانيا هي الرئيسة العليا للكنيسة هناك.. ألم تروا أن أى رئيس أمريكي قبل أن يذهب الي مكتب أو يعتلي مقعد الحكم عليه الذهاب أولاً الي الكنيسة... إذن لماذا تخجلون وتعطون لكل متربص بالإسلام فرصة بتصريح أو بيان غير متقن إعداده.. ان الكلمة علي الحاكم لهاالف حساب وحساب قبل أن ينطقها.. كان يجب أن تصل رسالة من حكام المسلمين والعرب الي الدنيا كلها بأنه لا يوجد مسلم يقبل أبداً بالإساءة إلي أي نبي من أنبياء الله تعالي فنحن لا نفرق بينهم بل لا نقبل الإساءة الي أي كتاب سماوي لأن هذا ديننا يقول الله تعالي في كتابه العزيز: «لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» صدق الله العظيم... لو تحرك حكام الأمة بما يجب ولو تحركت دبلوماسية الدول العربية بما يجب ولو تحرك علماء وشيوخ الأمة بما يجب ما لجأ البعض إلي قتل المسيئيين إلي المصطفي صلي الله عليه وسلم... لكن اليوم نجد فضائيات أنشأت من دم الشعب المصري تفتح اليوم لكل سفيه ومتطاول علي الإسلام.. طوال عمري لم أشهد تطاولاً علي الإسلام من الفضائيات إلا هذه الأيام.. وللعلم الغيرة علي الإسلام ليست مقصورة فقط علي مجموعة دون أخرى... لقد تجاوز البعض كل الحدود في حق الإسلام والتطاول عليه.. أمام صمت مريب.