حجازي يشارك في فعاليات المُنتدى العالمي للتعليم 2024 بلندن    رئيس جامعة المنصورة يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بالكليات    وزير العمل يُعلن عدم إدراج مصر على قائمة الملاحظات الدولية لعام 2024    رئيس النواب: القطاع الخاص لن يؤثر على تقديم الخدمة للمواطن أو سعرها    وزيرة التضامن تلتقي بنظيرها البحريني لبحث موضوعات ريادة الأعمال الاجتماعية    باسل رحمي: جهاز تنمية المشروعات يحرص على دعم للمشروعات الابتكارية    نواب يوافقون على مشروع قانون المنشآت الصحية: صحة المواطن أولوية    رئيس جهاز السويس الجديدة تستقبل ممثلي القرى السياحية غرب سوميد    شون وصوامع المنيا تواصل استقبال القمح وتوريد 244 ألف طن منذ بدء الموسم    زياده 11%.. موانئ البحر الأحمر تحقق تداول 704 آلاف طن بضائع عامة خلال أبريل الماضي    وزارة التجارة والصناعة تستضيف اجتماع لجنة المنطقة الصناعية بأبو زنيمة    الشرطة الإسرائيلية تقتل فلسطينيا بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن    الوقوف فى طابور وحفر المراحيض وصنع الخيام..اقتصاد الحرب يظهر فى غزة    ولي العهد السعودى يبحث مع مستشار الأمن القومى الأمريكى الأوضاع فى غزة    أوكرانيا: القوات الجوية تسقط 37 طائرة روسية دون طيار    المصرين الأحرار عن غزة: الأطراف المتصارعة جميعها خاسرة ولن يخرج منها فائز في هذه الحرب    أخبار الأهلي: أول قرار من كولر بعد التعادل مع الترجي التونسي    مدينة مصر توقع عقد رعاية أبطال فريق الماسترز لكرة اليد    نصائح لأولياء أمور طلاب الثانوية العامة.. كيف نواجه قلق الامتحانات؟    الأرصاد: استمرار الموجة شديدة الحارة حتى هذا الموعد    ضبط 100 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز والأسواق فى المنيا    إصابة 4 مواطنين فى مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    إحالة أوراق عامل للمفتى قتل جدته المسنة لسرقة مشغولاتها الذهبية في البحيرة    الحب لا يعرف المستحيل.. قصة زواج صابرين من حبيبها الأول بعد 30 سنة    عماد الدين حسين: تعطيل دخول المساعدات الإنسانية لغزة فضح الرواية الإسرائيلية    وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد إطلاق الدورة الثانية لملتقى تمكين المرأة بالفن    توقعات الأبراج 2024.. «الثور والجوزاء والسرطان» فرص لتكوين العلاقات العاطفية الناجحة    رئيس النواب يذكر الأعضاء بالضوابط: ارفض القانون أو جزءا منه دون مخالفة القواعد    إزاي تحمى أطفالك من أضرار الموجة الحارة    البدري: الأهلي قدم مباراة جيدة أمام الترجي .. وتغييرات كولر تأخرت    تعرف على شروط مسابقة «التأليف» في الدورة ال 17 لمهرجان المسرح المصري    صور| باسم سمرة ينشر كواليس فيلمه الجديد «اللعب مع العيال»    في ذكرى وفاته.. محطات بارزة في تاريخ حسن مصطفى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 19-5-2024    حنورة: يمكن للشركات المصرية التقدم لعطاءات الطرح العالمي للجهات الدولية بالخارج    ترامب ينتقد بايدن مجددًا: «لا يستطيع أن يجمع جملتين معًا»    وزير الصحة: التأمين الصحي الشامل "مشروع الدولة المصرية"    طريقة عمل الكمونية المصرية.. وصفة مناسبة للعزومات    رضا عبد العال: الأهلي حقق المطلوب أمام الترجي    القومي لحقوق الإنسان يستقبل السفير الفرنسي بالقاهرة لمناقشة التعاون المشترك    افتتاح دورة تدريبية عن تطبيقات تقنيات تشتت النيوترونات    ضبط 34 قضية فى حملة أمنية تستهدف حائزي المخدرات بالقناطر الخيرية    موعد عيد الأضحى 2024 وجدول الإجازات الرسمية في مصر    رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب    بيت الأمة.. متحف يوثق كفاح وتضحيات المصريين من أجل استقلال وتحرير بلادهم    الأمور تشتعل.. التفاصيل الكاملة للخلافات داخل مجلس الحرب الإسرائيلي    منها «تناول الفلفل الحار والبطيخ».. نصائح لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة    «البحوث الإسلامية» يوضح أعمال المتمتع بالعمرة إلى الحج.. «لبيك اللهم لبيك»    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في أول أيام عمل البنوك    إقبال الأطفال على النشاط الصيفي بمساجد الإسكندرية لحفظ القرآن (صور)    حقيقة فيديو حركات إستعراضية بموكب زفاف بطريق إسماعيلية الصحراوى    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    تعليق غريب من مدرب الأهلي السابق بعد التعادل مع الترجي التونسي    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    محمود أبو الدهب: الأهلي حقق نتيجة جيدة أمام الترجي    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أ. ح. حسام سويلم يواصل كشفه افتراءات "الأستاذ"(2)
"هيكل" مسئول عن هزائم عبدالناصر فى سوريا واليمن ونكسة 67 حرض الرئيس على قرارات مصيرية فاشلة أدت إلى كوارث مروعة
نشر في الوفد يوم 15 - 01 - 2015

فى حلقة الأمس تناولنا افتراءات هيكل على نصر أكتوبر، وكشفنا كيف لا يهدأ «الأستاذ» دون أن يمارس هوايته الخبيثة فى إثارة الشكوك وبث روح التشاؤم واليأس والإحباط. وكشفنا أيضاً عن سر إزاحة أحمد إسماعيل ل«هيكل» من رئاسة الأهرام.
واليوم سنثبت إلى أى مدى كان الأستاذ مسئولاً عن هزائم عبدالناصر فى سوريا واليمن، وأنه كان بعبقريته الفذة وراء هزيمة 1967 عندما أوعز إلى عبدالناصر بغلق مضيق تيران أمام إسرائيل وهو ما جعلها تشن حرباً استباقية دمرت 80٪ من معدات وأسلحة الجيش المصرى، وراح ضحيتها أكثر من 15 ألف قتيل مصرى.
طالب هيكل في لقائه الأخير مع لميس الحديدى بدراسة الجانب المدنى في هزيمة 1967 وغيرها من الحروب، ونحن معه في هذا الشأن، لاسيما أن هيكل كان أحد أسباب الهزائم التي تعرضت لها مصر في الحقبة الناصرية، بالنظر للدور الرئيسى الذي لعبه في التأثير على عبدالناصر لاتخاذ قرارات مصيرية كانت بجميع المقاييس فاشلة، وذلك بحكم قربه من عبدالناصر، فكانت قرارات فورية وعفوية أدت إلى هزائم وكوارث منكرة. فقد اعتبر هيكل أن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 كانت عملاً عملاقاً سيترتب عليه انضمام باقى الدول العربية إلى هذه الوحدة، وكانت النتيجة فشلاً ذريعاً. إذ سرعان ما انهارت هذه الوحدة بين يوم وليلة لأنها لم تقم على أساس، بل على أهواء عدد من الضباط في سوريا سرعان ما استجاب لهم عبدالناصر بتحريض وإيعاز من هيكل الذي كان يتغزل في استقبال أهل حلب لعبدالناصر ورفعهم عربته عن الأرض، غير متحسب لعواقب وحدة بين دولتين دون وجود ركائز سياسية واقتصادية وأمنية متينة تنهض عليها مثل هذه الوحدة، فكان طبيعيا أن تنهار وتقع الكارثة.
- وقبل أن تفيق مصر من صدمة فشل الوحدة مع سوريا والعراق، وقع عبدالناصر في فخ آخر باليمن بزعم ضرورة إرسال الجيش المصرى لدعم الثورة اليمنية التي قامت هناك عام 1962، ووجد عبدالناصر في هيكل ما يشجعه على اتخاذ قرار فردى وعفوى آخر بإرسال قوات إلى اليمن.. بدأت بسرية صاعقة وانتهت بثلث الجيش المصرى كان يقاتل هناك في مناطق جبلية وعرة وضد قبائل تعرف جيداً كيف تقاتل في هذه الجبال، فتكبدنا على مدى خمس سنوات أكثر من 10.000 قتيل، فضلاً عن ضعف هذا العدد من المصابين، وإنفاق أكثر من 1500 مليون جنيه، مما أثر سلباً على استعدادات قواتنا وخطتنا للدفاع عن سيناء، وبالتالى هزيمتنا في حرب 1967، ولم تجن مصر شيئاً من الذهب والفضة والنحاس والبترول التي خدّر بها هيكل عقل عبدالناصر والمصريين كلهم آنذاك.
- وقبل أن تستكمل قواتنا انسحابها من اليمن في صيف 1967، استُدرج عبدالناصر إلى فخ ثالث، عندما أوعز الاتحاد السوفيتى له بوجود حشود إسرائيلية على الحدود مع سوريا، وأن الأمر يتطلب تلويحا بتدخل مصر عسكريا لصالح سوريا لردع إسرائيل عن الهجوم عليها، وقد استغل الاتحاد السوفيتى في ذلك الجانب العاطفى عند عبدالناصر تجاه سوريا، وسرعان ما استجاب عبدالناصر بعد أن أوعز إليه كاهنه (هيكل) أن حشد القوات في سيناء بعد تحريكها في شكل مظاهرة عسكرية من القاهرة إلى منطقة القناة، ومنها إلى سيناء معتقداً أن ذلك سيكون كفيلا بتخويف وردع إسرائيل، وسحب قواتها من حدودها مع سوريا، وفرصة لاستعادة بريق عبدالناصر باعتباره المدافع عن القومية العربية، عملاً وليس قولاً فقط. وبالفعل، ورغم وجود ثلث الجيش المصرى في اليمن، وبالكاد بدأ انسحابه من هناك، ورغم ضعف الاستعداد القتالى للقوات في مصر بفعل تخفيض الميزانية الدفاعية.. حتى إن التدريب توقف عند مستوى سرية فقط لنقص الوقود، كما لم تستكمل تعبئته الوحدات الجديدة التي تشكلت رغم استلامها الأسلحة المتعاقد عليها مع روسيا.. وكانت نوايات بنسبة 25% فقط، ناهيك عن عدم استكمال بناء خط الدفاع الرئيسى عن مصر في منطقة المضايق الاستراتيجية بسيناء بحجة حاجة مشروع السد العالى للأسمنت.. ورغم كل هذه المعوقات، أعلن عبدالناصر التعبئة العامة للقوات في سيناء، وتحركت بالفعل من معسكراتها في القاهرة ومنطقة القناة إلى سيناء في شكل مظاهرة عسكرية في وضح النهار، وتحت أعين أجهزة المخابرات الغربية والإسرائيلية، بزعم أن ذلك سيخيف إسرائيل. ولم يكتف عبدالناصر بذلك، بل أعقبه باتخاذ قرارين في غاية الخطورة، الأول: مطالبته الأمم المتحدة بسحب قواتها من قطاع غزة وسيناء، وتم ذلك بالفعل، أما القرار الثانى: فهو إعلان عبدالناصر إغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، وبذلك أعطى عبدالناصر الذريعة لإسرائيل لشن حربها الاستباقية ضد مصر بزعم أن الحشود المصرية في سيناء تهدد أمنها، وأنها على وشك الهجوم على إسرائيل، ومن حقها إجهاض ذلك قبل أن يقع، وبالفعل شنت حربها صباح يوم 5 يونية 1967 والتي انتهت باحتلال سيناء وغزة خلال ستة أيام، وسقوط أكثر من 15.000 قتيل، وتدمير 80% من المعدات والأسلحة، وتعطيل الملاحة في قناة السويس لمدة 7 سنوات.
- وهنا نعود لمسئولية هيكل عن هذه القرارات الكارثية التي اتخذها عبدالناصر، حيث برّر في مقالاته آنذاك قرار إغلاق مضيق تيران بأنه سيلغى الموافقة المصرية السابقة التي أعطتها لإسرائيل بالمرور في هذا المضيق كثمن لانسحابها عام 1956 من سيناء بعد حرب السويس آنذاك، والتي كانت تتخذها بعض الدول ذريعة للهجوم على عبدالناصر.. على حد تعبير هيكل. كما لا أستطيع أن أنسى مقالة هيكل يوم 2 يونية قبل الحرب.. وفيها يقول: «ليس أمامك يا إسرائيل سوى الحرب»، وأكد هيكل أن مصر مستعدة بكافة قواها لخوض هذه الحرب!! وحتى بعد أن وقعت الكارثة نجد هيكل لا يخجل من مسئوليته في الترويج لهذه الهزيمة، بل يستمر في أسلوب خداع وتضليل المصريين زاعما في مقال له أن عبدالناصر اعتكف في منزله عدة أيام أثناء الحرب ليخطط ويخطط لاستعادة سيناء، وخرج بخطة تتسم بالعبقرية الفذة، ولكنه فوجئ بحجم الهزيمة المهول. وقد اعترف عبدالناصر بمسئوليته عن هذه الهزيمة وقرر التنحى، ولكن الشعب رفض ذلك ليس حبا في عبدالناصر بقدر خشيته من الفراغ الذي سيحدثه بعد تنحيه، لاسيما أنه لم يهيئ كوادر جديدة تخلفه، خاصة بعد إزاحة نائبه وصديقه عبدالحكيم عامر عن مناصبه العسكرية والمدنية، وهو ما عبَّرت عنه مظاهرات الطلبة بعد أن أفاق المصريون من صدمة الكارثة، رافعين شعار «لا صدقى ولا الغول.. عبدالناصر المسئول» في إشارة إلى محاكمة قائد السلاح الجوى وقائد الفرقة الرابعة المدرعة، وكان عبدالناصر قد قدمهما (كبشى فداء).
خطط الجيش:
- في عام 1969 لم تكن قواتنا المسلحة قد تهيأت بعد لشن حرب تحرير سيناء، لذلك - ولكن تطبيقا لمبدأ «الدفاع النشط»، بمعنى إدماج عمليات هجومية مع العمليات الدفاعية حتى لا يركن الأفراد لأسلوب الدفاع الثابت فقط، ويكونوا دائما مؤهلين -قيادات وقوات- لشن علميات هجومية. وفى إطار هذا المبدأ كلَّفت القيادة العامة للقوات المسلحة قيادة الجيش الثانى بإعداد خطة لعبور قناة السويس بجزء من قوات الفرقة 18 مشاة المدافعة عن القنطرة غرب، وشن عمليات هجومية محدودة شرق القناة لتدمير العدو في المواقع المنعزلة له في المنطقة المحصورة بين القنطرة شرق جنوبا ورأس العش (جنوب بورسعيد) شمالاً، وتشمل مواقع العدو في جسر الحرش، والكاب، والتينة، وتحقق اتصالاً مع موقع قواتنا في رأس العش، واهتمت القيادة العامة في توجيهاتها على التأكيد بضرورة مراعاة السرية في الإعداد لهذه العملية، حتى وفى كتابة أوامر العمليات.. حتى أننا كضباط كنا نكتب تعليمات هذه العملية على أيدينا بدلا من الآلة الكاتبة حتى لا تتسرب أسرار هذه العملية إلى إسرائيل.
- وتم الإعداد كاملا لتنفيذ هذه العملية التي أطلق عليها «رقبة الوزة»، لأن طبيعة الأرض من بورسعيد شمالاً وحتى القنطرة جنوبا تشبه فعلاً رقبة الوزة، لأن المواقع المخطط مهاجمتها محصورة غربا بمياه القناة وبحيرة المنزلة، وشرقاً بمياه سهل الطينة. حيث تم تجهيز مواقع الهجوم غرب القناة هندسيا، وإعداد معدات العبور، وإجراء الاستطلاعات اللازمة، بل واتخذت القوات مواقعها غرب القناة تأهباً لتنفيذ هذه العملية، حتى فوجئنا صبيحة أحد أيام الجمعة بمقالة هيكل (بصراحة) وفى صدرها خريطة الخطة كاملة، وعنوان من «القنطرة إلى القنيطرة».. والقنيطرة هذه لمن لا يعرف بلدة في هضبة الجولان السورية تقع على الحدود مع إسرائيل، وكانت تحت الاحتلال الإسرائيلى منذ 1967. وكشف في مقاله هذا عن الخطة التي تم إعدادها، وكانت على وشك التنفيذ، قائلا: «إنه ليس من المهم أن نحرر كل الأراضى العربية المحتلة من القنطرة في شرق القناة إلى القنيطرة في الجولان السورى، ولكن من الممكن تنفيذ عمليات هجومية محدودة.. مثل الاستيلاء على منطقة (رقبة الوزة) بين القنطرة ورأس العش». وقد أدى كشف هيكل هذه الخطة على هذا النحو الفاجر إلى إلغائها لما يشكله ذلك من خطورة على القوات المنفذة لها، بعد أن علمت بها إسرائيل من هيكل وعلى صفحة أهم صحيفة رسمية.
الحقد الدفين
- لم يكن بعيدًا عن ملاحظة ودهشة واستغراب كل من تابعوا حديث هيكل مع لميس الحديدى، حشر اسم الرئيس الأسبق مبارك في معظم كلام هيكل.. بسبب ودون سبب، كما لم يكن خافيًا أو صعبًا على أحد أن يدرك حجم الحقد الدفين الذي يكنه هيكل لمبارك، في حين يعلم الجميع أنه لم تكن هناك أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين الاثنين طوال سنين حكم مبارك، كما يدرك الجميع أيضاً أن أول عمل قام به مبارك فور توليه السلطة في أكتوبر 1981 أن أفرج عن هيكل ضمن من اعتقلهم السادات قبل اغتياله، وبالتالى فهو صاحب فضل عليه ويدين له هيكل بذلك، كما أن مبارك لم يمس هيكل بسوء طوال الثلاثين سنة التي حكم فيها مصر، وذلك رغم قيام هيكل بالتهجم على مبارك في الكثير من وسائل الإعلام خاصة الخارجية، وعلى رأسها قناة الجزيرة التي أفردت لهيكل ساعات طويلة كل يوم خميس، كان خلالها يبث سمومه وينفث عن أحقاده ضد مبارك ونظام حكمه.. الأمر الذي دفع الكثيرين داخل مصر وخارجها إلى السؤال عن السبب وراء هذه الهجمات التي يشنها هيكل ضد مبارك، وهو ما لم يعبأ به مبارك، وترك هيكل يعبر عن مكنون نفسه ويكشف خبيئتها بنفسه من خلال فحيح الأفاعى الذي كان ينثره عبر الجزيرة وغيرها داخل مصر وخارجها، بل تعالى مبارك عن الرد على هيكل، واعتبر كلام الأخير من الصغائر التي لا ينبغى التدنى لمستواها، خاصة أن مبارك كان مدركا وواعيا لحقيقة هيكل وتاريخه وأهدافه وعلاقاته بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA -وهو ما سنتحدث عنه لاحقاً- وأن الهدف الرئيسى لهيكل أن يقوم بدور (صانع الملوك - Kings Maker) وأن يكون كاتب خطابات الرئيس - كما كان يفعل مع عبدالناصر - ومستشاره الخاص وكاتم أسراره - إلى غير ذلك من المواقع القريبة من متخذ القرار، حتى يبقى هيكل دائما في دائرة الضوء والشهرة والنجومية.. وهيكل في كل هذه الأهداف لا يبغى مصلحة الوطن، بل مصلحة نفسه ونفسه فقط ولو على حساب الأمن القومى المصرى ومن أجل دعم مركزه لدى دوائر المخابرات الأجنبية بما يسربه لها من معلومات نتيجة قربه من متخذ القرار.
- لقد رفض مبارك أن يقترب منه هيكل، كما رفض السادات ذلك من قبل، خاصة بعد أن أدرك مبارك خاصية بالغة السوء في هيكل، وهى أنانيته وسرعة انقلابه حتى على أصحاب الفضل عليه، والشاهد على ذلك كتاب هيكل (خريف الغضب) الذي فضح فيه السادات للدرجة التي عيره فيه بلونه الأسود وأصول أسرته، كما حاول إيهام المصريين بأن السادات هو الذي قتل عبدالناصر بتحضيره فنجان قهوة قبل موته مباشرة؟ وكان هيكل من قبل أن ينقلب على السادات منحازًا له، ومخططاً لإقصاء رجال عبدالناصر، ومساهما في وضع حجر أساس دولة العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة، طامعا في أن يكون مستشارا للسادات وقلمه الصحفى وعقله السياسي، وحتى عبدالناصر الذي حاول هيكل أن يصنع منه إلهاً قبل موته، نجده ينقلب عليه بعد وفاته ويقول «ماكان عبدالناصر أسطورة»، وها هو في حديثه الأخير يوجه اتهامًا مباشرًا لأشرف مروان -زوج ابنة عبدالناصر- بأنه كان عميلاً لإسرائيل وكشف لها موعد حرب أكتوبر، ويعترف بأن هذا الأمر أحدث مشاكل بينه وبين عائلة عبدالناصر. ولأن مبارك أدرك كل هذه الحقائق عن هيكل، أغلق في وجهه كل الأبواب ولم يتعامل معه، بالشكل الذي كان يتوقعه هيكل، وهو الشخص الذي لا يتحمل التجاهل ولا يرضى به، لذلك شن حملاته المسمومة ضد مبارك، وجاءت كلمات هيكل عن مبارك طوال الوقت من أرضية بغيضة لا مكان فيها لمصلحة الوطن، ولكن من أجل الانتقام وتصفية الحسابات، رغم أن مبارك لم يفعل شيئا ضد هيكل طوال سنوات حكمه.
يكذب كما يتنفس:
- تمثلت أحقر أكاذيب هيكل في استنكاره -بعد ثورة 25 يناير- وأيضاً في إطار تهجمه على نصر أكتوبر - شن ضربة جوية مصرية أصلا بواسطة المقاتلات المصرية ضد المطارات الإسرائيلية في سيناء (المليز، العريش، تمادا، ورأس نصرانى)، ومركز قيادة الجبهة (في أم خشيب)، ووحدات دفاعها الجوى، ومناطقها اللوجيستية، وبطاريات مدفعيتها بعيدة المدى.. وغيرها من أهداف مهمة، حيث أنكر هيكل كل ما يعرفه كل العالم بما في ذلك إسرائيل من أن الضربة الجوية المصرية تمت بقوة 212 طائرة، وضد نحو 20 هدفاً، حيث زعم هيكل «أنه لم يتم قصف سوى هدفين فقط وب12 طائرة»، في حين سبق له في كتابه أن اعترف بقوة ونجاح الضربة الجوية الافتتاحية لحرب أكتوبر والتي تمت بأكثر من 200 طائرة!! فهل يعقل أن يتم قصف هدفين بواسطة 212 طائرة؟! ولكنه الاستخفاف بعقول المصريين، والإمعان في الكيد لحسنى مبارك قائد القوات الجوية آنذاك، فضلاً عن الاستهتار بأرواح شهدائنا الطيارين التي ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن.
- كما زعم هيكل في حديثه مع لميس الحديدى أنه لم يسع لمقابلة الرئيس مبارك ولا مرة في حياته، وهيكل في هذا كذَّاب أشر، لأنه طلب أكثر من مرة من المرحوم أسامة الباز أن يسهل له مقابلة مبارك، ويقنعه بأن يكون كاتب خطبه، وعندما نقل الباز هذه الرغبة لمبارك رفضها، لأنه كان يعلم تماما خطورة ما وراءها، وإزاء إلحاح هيكل على مقابلة مبارك من خلال وسطاء، وافق الأخير على أن يقابله في بيته وليس في الرئاسة، وعندما جاء إليه هيكل سأله سؤالاً أثار دهشة واستغراب مبارك، حيث بادره هيكل بالقول: أريد أن أعرف فيما تفكر، وكيف تفكر؟! فأجابه مبارك بأنه يفكر مثل أي إنسان طبيعى، فلا عن التفكير في هموم الوطن ولا أكثر من ذلك، وكان هذا هو أول وآخر لقاء بينهما، فهل يستطيع هيكل أن ينفى هذه الواقعة؟!
- كما نفى هيكل وجود أية علاقة بين أولاده وأولاد الرئيس مبارك، وها هو الصحفى مجدى الجلاد في مقاله في الوطن بتاريخ 14/12/2014، يكشف هذه الأكذوبة أيضا في مقال له تحت عنوان «لا.. يا أستاذ هيكل»! «الحقيقة التوت وانكسرت بين أصابع الأستاذ» حين نفى بجرأة غير مسبوقة علاقة أولاده بجمال مبارك ونظام والده.. لم أصدق هذا الكلام، لأننى كنت شاهداً على وقائع لا تحتمل الالتباس - فنجل هيكل (حسن) كان شديد القرب من جمال مبارك، وشاهدته ذات مرة في سرادق عزاء يصافحه بحرارة الأصدقاء.. وفى سرادق آخر، كان اللقاء عادياً بين حسن وعلاء مبارك». ثم كشف الجلاد طبيعة (البيزنس) الذي كان قائما بين جمال مبارك وحسن هيكل عبر شركة (أوف شور) اسمها (بولين)، واستحواذ شركة (هيرمس القابضة) التي يرأسها حسن هيكل على جزء من شركة (بولين).. والقضية لا تزال مفتوحة رغم نفى حسن. ولكن السؤال المهم الذي يفرض نفسه في هذا الشأن هو: إذا كان حسن هيكل بريئاً فلماذا هرب إلى الخارج، في حين أن أبناء مبارك الاثنين لم يهربا وقبلا الخضوع للتحقيق ثم المحاكمة؟!
- ويكذب أيضا هيكل في حديثه مع لميس الحديدى عندما ذكر أن مبارك سافر إلى باريس لتسهيل صفقة طائرات ميراج لصالح ليبيا بناء على طلب القذافى من السادات، في حين أن مبارك لم يكن له شأن في هذا الموضوع، ذلك أن من سافر إلى باريس هو المرحوم اللواء طيار عبدالخالق مطاوع لمساعدة الوفد الليبى في مناقشة المسائل الفنية المتعلقة بهذه الصفقة، وتتكون من 12 مقاتلة ميراج وليس 105 طائرات كما يزعم هيكل، وهى صفقة تابعة بالكامل للجيش الليبى وليس لمصر، وكان تمركز هذه الطائرات في زمن الحرب في إحدى القواعد الجوية المصرية بهدف توفير نسق ثانى (احتياطى) من المقاتلات، تشكل عمقا ومساندة للقوات الجوية المصرية إذا ما تطورت العمليات لغير صالحها، وبالفعل لم تشترك هذه المقاتلات في العمليات الجوية في مصر إلا في مهمة واحدة، حيث كُلِّفت أربع طائرات من هذا السرب بقصف مناطق هبوط الجسر الجوى الأمريكى لإسرائيل في العريش، ثم عادت إلى ليبيا بناء على طلب القذافى بعد الحرب.
- وعندما علم هيكل أن الإخوان يفكرون في الانسحاب من ميدان التحرير مقابل مكاسب عرضها عليهم عمر سليمان، تواصل مع عصام العريان وسعد الكتاتنى، وعقد اجتماعا بهما في منزله ببرقاش، وقال لهما ما نصه: «لو انسحبتم من الميدان الآن فسوف يعلقكم مبارك على المشانق في ميدان التحرير، وسيسترد قوته ونظامه ويتفرغ للانتقام منكم، لأنه يعرف أن الإخوان هم من قادوا الثورة ضده».
وأى إنسان متابع لأحداث الأيام الأولى من ثورة 25 يناير يدرك تماما كذب هذا الادعاء من جانب هيكل، ذلك أن ميدان التحرير وكافة ميادين مصر كانت تحت إشراف قوات الجيش وسيطرته رغم وجود الإخوان وغيرهم في ميدان التحرير، وما كان الجيش ليسمح لمبارك أن يتصرف على النحو الذي يزعمه هيكل، إلى جانب أن مبارك لم يكن يملك أي سلطة فعليا، حيث كانت السلطة الفعلية في أيدى الجيش، هذا فضلا عن أن مبارك كان في وضع لا يسمح له حتى بالتفكير في الانتقام من الإخوان أو غيرهم -وهو ما يزعمه هيكل- حيث كان كل ما يشغل بال مبارك آنذاك هو أن تنتهى الأزمة وتستقر الأمور في مصر بدونه، لأنه أعلن تنحيه عن الحكم بمحض اختياره، وليس بضغط من المجلس العسكري كما يزعم هيكل. حقيقة الأمر أن هيكل بهذه الواقعة كان يريد أن ينتهى عصر مبارك بأى ثمن، ليس ذلك فقط بل والانتقام منه من خلال تسليط الإخوان عليه، وهيكل من أجل ذلك لم يمانع من أن يضع يده في أيدى الإخوان.. العدو التقليدى له ولعبدالناصر.
- وحتى بعد أن رحل مبارك إلى شرم الشيخ، خاف هيكل من نجاة الرئيس الأسبق، فخرج من على شاشة التليفزيون يحرض عليه بشكل مباشر، محذرًا مما اسماه «بؤرة شرم الشيخ التي تتيح لمبارك أن يتواصل مع أصدقائه الإسرائيليين»، وقتها قال المعلقون إن ما قاله هيكل كان بوازع من أمير قطر الذي تجمعه بهيكل الكراهية الشديدة لمبارك ولكل ما يتصل به. وحتى عندما قال هيكل في حوار مطول نشرته الأهرام أن لديه وثائق تثبت أن ثروة مبارك تقدر ب119 مليار دولار - كان يفعل ذلك من باب الكيد السياسي وتشويه مبارك حتى النفس الأخير. وكان هيكل يتصور أن الأمر سيمر مرور الكرام، لكن جهاز الكسب غير المشروع الذي كان يحقق في كل ما يتعلق بثروة مبارك، استدعاه وحقق معه المستشار خالد سليم، وقتها اهتز عرش هيكل، فلم تكن لديه وثيقة واحدة تثبت ما يقول، بل قال إنه استند فيما قاله إلى بعض ما نشرته الصحف الأجنبية. يومها أصر خالد سليم على أن يصدر قرارًا بحبس هيكل، لولا تدخل رئيس الجهاز وقتها، الذي رأى أن حبس هيكل يمكن أن يسبب مشكلة أكبر، لكنه تحدث في مؤتمر صحفى بما أهان هيكل، حيث سخر من معلوماته التي يجمعها من قصاصات الصحف!! ثم كشفت المعلومات بعد ذلك أن مبارك كان متاحا له طائرتان إحداهما في شرم الشيخ، والأخرى في مطار ألماظة كان يمكنه أن يستقل أي منهما للهروب خارج مصر كما فعل رئيس تونس السابق على زين العابدين، ولكنه لم يفعل لاعتقاده الراسخ أنه «لم يفعل شيئا مشينا يهرب منه» - على حد قوله، وأبدى استعداده للمثول أمام محكمة نزيهة، وهذا ما حدث بالفعل عندما أصدرت محكمة الاستئناف أخيرًا حكمها ببراءته من التهم الموجهة إليه، بل إن مبارك أعلن في حديث مسجل له في قناة العربية أنه ليس لديه أي حساب في أي بنك في الخارج ولا لزوجته، وأن كل ما يملكه نحو 50 مليون جنيه مصرى في البنوك الرسمية للدولة، وقدم تفويضاً مكتوبا للنائب العام بالحصول على أي أموال قد يجدها في حساب له أو لزوجته بالخارج. وإذا كان نائب الرئيس الأمريكى بايدن قد امتلك الشجاعة لينفى ويعتذر عما سبق أن صرح به ونشرته صحيفة الجارديان بأن مبارك يمتلك 70 مليار دولار في الخارج، وأنه كان يقصد شخصا آخر غير مبارك، فلماذا لا يملك هيكل نفس الشجاعة الأدبية التي مارسها بايدن، ويعترف بأن ما قاله عن اتهام مبارك بامتلاك 9-11 مليار دولار في الخارج، هو خطأ ويعتذر عنه. ولكن لأن هيكل لا يمتلك مثل هذه الشجاعة الأدبية، بل يملك كراهية وحقدًا دفينا ضد مبارك يأبى إلا أن يكابر ويستمر في هرتلته بتوجيه الاتهامات الباطلة لمبارك.
- ولنتأكد من حقيقة هيكل، وأنه إنسان يتلون بلون كل عصر لعله يستطيع أن يركب وينفذ إلى قمته، نجده بعد أن جالس قادة الإخوان في بداية ثورة 25 يناير مراهنا عليهم، عاد هيكل بعد أن كشف الشعب المصرى حقيقتهم الإرهابية وأسقطهم في ثورة 30 يونية، خرج علينا داعما ومساندا قويا لثورة 30 يونية، ناقدًا ومهاجمًا جماعة الإخوان. ثم يطلع علينا أخيرا في حديثه مع لميس الحديدى ليكرر الحديث عن محاكمة مبارك بقوانين مبارك، مثيرًا للنزاعات والخلافات العميقة، ومحرضا على العمل بالمحاكمات السياسية، ومفجرًا للخلاف عن عودة رجال مبارك في البرلمان القادم، رافضا أن تهنأ مصر بقدر من الاستقرار والهدوء، وترك الأمور للقضاء يبت في الطعن على الحكم بالقبول أو الرفض كما هو الحال في جميع الدول المتقدمة والمستقرة، ولكن هيكل لا يقبل العودة إلى الهدوء بقدر ما يفضل أن ينكأ الجراح من مناطق تحريضية متكررة. والمثير في أمر هيكل أنه يغيب حين تهب الدنيا، ثم يعود ليثير الزوابع عندما تبدأ الأمور تستقر ويعود الهدوء إلى البلد.. والدليل على ذلك أنه رغم اعترافه أكثر من مرة بأن عهد مبارك انتهى ولن يعود، إلا أننا نجده -أي هيكل- هو الذي يعود ليثير الزوابع ويدفع بالبلد مرة أخرى إلى دائرة الفوضى وعدم الاستقرار بإثارة قضايا تم حسمها أو تحت التحقيق ولم يبت فيها بعد، وذلك بهدف التأثير فيها، هذا رغم أن الكثيرين من رجال نظام مبارك أعلنوا أكثر من مرة اعتزالهم السياسة. وحتى الوزير الأسبق رشيد محمد رشيد الذي دافع عنه هيكل في حديثه الأخيرة، وهو هارب خارج مصر، واعتبره هيكل «كبش فداء لنظام مبارك للتغطية على محاكمة رموز النظام»، فإن ذلك أمر يثير الضحك والسخرية من قائله.. فكيف يكون مبارك وأبناؤه وبعض رجاله سجناء، والهارب رشيد كبش فداء؟ ولكن الأمور تتضح عندما نعلم أن رشيد يعمل حاليا مستشارًا لأمير قطر وعضو اللجنة الاستشارية العليا للاستثمار في تركيا، وحصل على الجنسية القطرية، وكان الإخوان يسعون للمصالحة معه، فلا عجب أن يدافع هيكل عنه.
إهانة هيكل للقضاء:
- وكعادته في خلط الأوراق، وتتويه الناس في مواضيع جانبية، تعمد هيكل الخروج عن جوهر الموضوع الذي كان يتحدث فيه، متجاهلاً مبدأ عدم التدخل في أحكام القضاء، وفى إطار استمرار كيده للرئيس الأسبق مبارك، نجده يزعم أن مبارك يحاكم بقوانين من صنعه!! وهو قمة الإفك والكذب والتدليس والافتراء، بل والجهل أيضا، لأن محاكمة مبارك تمت بموجب قانون العقوبات الذي صدر عام 1937، ووفقا لأحكام قانون الإجراءات لسنة 1950 وتم العمل به منذ عام 1951.. أي قبل ثورة 23 يوليو 1952، وهى نفس القوانين التي يحاكم بها كل المصريين. ثم يعاود هيكل التنفيث عما في نفسه من كراهية لمبارك فيتساءل في خبث: كيف يحاكم مبارك على خمس فيلات وهناك 350 مليون دولار في سويسرا؟ معيدًا ومكررًا القصة الخيبانة عن أموال حَّولها مبارك إلى الخارج والتي ثبت وتأكد بطلانها، ولكنها عادة هيكل في الكذب والافتراء.
- ولا يكتفى هيكل بهذه الأباطيل.. بل نجده في حديثه يزعم أيضا أن رئيس المحكمة حكم بالقانون ولم يحكم بالعدل!! ما هذا التلاعب بالألفاظ وما الهدف من ورائه، أليس تنفيذ القاضى لأحكام القانون هو عين الحكم بالعدل، لأن العدل هو مقصد القانون وهدفه؟ لقد أراد هيكل أن يستدرج الدولة المصرية في عهد السيسى إلى إسقاط القانون، وهى نفس اللعبة القذرة التي مارسها هيكل في عهد عبدالناصر وخدعه بها عندما حرضه على قضاة مصر - بعد ثورة الشباب في عام 1968 نتيجة هزيمة 1967 وكذلك ثورة القضاة بسبب عدم الاحتكام للقانون والبعد عن القضاء - مما أدى إلى ما عرف في 31 أغسطس 1969 بمذبحة القضاة، حين أبعد عبدالناصر عددًا كبيرا منهم بعد أن اتهمهم بعدم الولاء لنظامه بتحريض من هيكل آنذاك، وهو ما يريد الأخير تكراره حاليا بالتشكيك في أحكام القضاء، وعدم مناسبتها لثورة 25 يناير. وهذا هو الشر بعينه، لأن هيكل بذلك يريد زعزعة استقرار أحد أهم مؤسسات الدولة المصرية، وهى المؤسسة القضائية، فضلا عن التهوين من عزيمة الشعب المصرى بإقحامه في متاهات لا أول لها ولا آخر.
- ولا يكتفى هيكل بذلك، بل نجده يحاول أن يثير مشاعر الجمهور بانتقاد لا يليق بمستشار جليل رأس محاكمة مبارك الأخيرة، فيقول معلقا على الحكم ببراءة مبارك: «لا أفهم أن يقوم القاضى كما يقول بأنه أجّر منزلا على حسابه ثم يطوف بمحطة فضائية في أرجائه، ولا أفهم أن يجلس على المنصة قاض يقوم بتوزيع نياشين وشهادات، ويقول إنه مريض ويحتاج إلى جراحة عاجلة»، ثم نجد هيكل بعد ذلك يسخر من رئيس المحكمة المستشار الرشيدى بتعليق غير لائق يكشف فيه عن مكنون ما في قلبه الأسود من غل وحقد وكراهية لمبارك، بقوله «روح منك لله»!! ما هذا السخف وقلة الأدب؟! إنه نوع من الابتزاز الرخيص للنظام، فضلاً عن كونه تطاولاً على الهيئة القضائية توجب حسابه ووضعه تحت طائلة القانون. أما عندما يقول هيكل إن «أي شىء عند مبارك لم يوضع في النظام البنكى» فإننا نطالب أيضا في المقابل أن يحاكم هيكل وأبناؤه بنفس القوانين التي حوكم بها مبارك، بعد أن تخضع جميع أقواله للتحقيق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.