وزير التعليم العالي يسافر إلى روسيا للمشاركة في اجتماع الدول الأعضاء في "البريكس"    أسعار الحديد في السوق المصري الاثنين 10 يونيو 2024    تمهيدًا لعرضه على البرلمان.. "الاتصالات" تكشف عن تشريع جديد لتداول البيانات    البورصة المصرية تختتم بربح 17 مليار جنيه ليغلق عند مستوى 1.752 تريليون    بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون لدعم منظومة التحصيل الإلكتروني    بن غفير: استقالة جانتس من الحكومة فرصة عظيمة للتقدم وتحقيق النصر    لجنة أوشفيتس الدولية: نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي نقطة تحول محبطة    بث مباشر مباراة مصر وغينيا بيساو اليوم الإثنين 10 يونيو في تصفيات المونديال    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    أنشيلوتي عن مشاركة ريال مدريد في مونديال الأندية: تم تفسير تصريحاتي بالخطأ    الداخلية تعقد لجان امتحان الثانوية العامة للنزلاء بمراكز الإصلاح والتأهيل (صور)    عمر كمال يستغل أزمة عمرو دياب وينشر فيديو كوميدي عنه    رحلة العائلة المقدسة إلى مصر حماية للمسيحية في مهدها    حورية فرغلي دكتورة تبحث عن الحُب في مسلسل «سيما ماجي»    "محدش يتخض".. شوبير يكشف مفاجأة كولر للأهلي في الصيف    مصر تحصد ذهبية منافسات الفرق فى بطولة أفريقيا لسلاح الشيش    زيلينسكي: زعم روسيا الاستيلاء على بلدة في منطقة سومي مجرد دعاية    محافظ المنوفية يفتتح مدرسة التمريض الجديدة بأشمون (صور)    "مليون و200 ألف في ساعتين".. ماذا قال مدرس الجيولوجيا أمام جهات التحقيق؟    رئيس الشيوخ يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى ويرفع الجلسة لموعد غير محدد    عمرو أديب عن "ولاد رزق 3": "هتشوفوا فيلم عالمي"    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    وزير الصحة يُكرم الموظفات المثاليات بمختلف قطاعات الوزارة    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    «القومي للبحوث» يوضح أهم النصائح للتغذية السليمة في عيد الأضحى    الرئيس الروسي يزور كوريا الشمالية وفيتنام قريبا    أفيجدرو لبيرمان يرفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    إعلام إسرائيلى: قتلى وجرحى فى صفوف الجيش جراء حادث أمنى فى رفح الفلسطينية    "كابوس".. لميس الحديدي تكشف عن كواليس رحلتها مع مرض السرطان.. لماذا أخفت هذه المعلومة عِقدًا كاملًا؟    ياسمين عبد العزيز ترد على رسالة أيمن بهجت قمر لها    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    «مودة» ينظم معسكر إعداد الكوادر من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    وزيرة الهجرة: نعتز بالتعاون مع الجانب الألماني    محافظ أسيوط يشيد بتنظيم القافلة الطبية المجانية للرمد بقرية منقباد    أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح آداب ذبح الأضاحي في عيد الأضحى (فيديو)    البابا تواضروس الثاني ومحافظ الفيوم يشهدان حفل تدشين كنيسة القديس الأنبا إبرآم بدير العزب    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته ببسيون لشهر سبتمبر لاستكمال المرافعات    تاريخ فرض الحج: مقاربات فقهية وآراء متباينة    يوم الصحفي المصري "في المساء مع قصواء" بمشاركة قيادات "الاستعلامات" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" و"المتحدة"    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    "أتمنى ديانج".. تعليق قوي من عضو مجلس الزمالك بشأن عودة إمام عاشور    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    في موسم امتحانات الثانوية العامة 2024.. أفضل الأدعية رددها الآن للتسهيل في المذاكرة    مظاهرات في ألمانيا وأمريكا تطالب بوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    «الصحة»: خدمات كشف وعلاج ل10 آلاف حاج مصري من خلال 24 عيادة في مكة والمدينة    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    تعرف على ما يُستحب عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم    نتائج أولية: حزب الشعب يتصدر انتخابات البرلمان الأوروبى بحصوله على 181 مقعدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس الوزراء حيدر العبادي في لقاء مع قيادات صحفية:
تنسيق مصري - عراقي لحل الأزمة السورية والقضاء علي «داعش»
نشر في الوفد يوم 12 - 01 - 2015

كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، عن بدء تحرك مصري عراقي مكثف لحل الأزمة السورية باعتبارها خطوة أساسية في القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي الذي أصبح يمثل خطرا كبيرا على المنطقة،
مشيرا الى أن هناك تنسيقا بدأ بالفعل خلال زيارته أمس الأول للقاهرة ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي والمهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء، وسوف يتم استكمال هذا التنسيق في بغداد من وخلال زيارة يقوم بها مسئولون مصريون رسميون على مستوى الوزراء.
أوضح «العبادي» في لقاء له مع عدد من رؤساء التحرير وقيادات الصحف ووكالات الأنباء مساء أمس الأول بمنزل السفير العراقي بالقاهرة، وحضرته «الوفد» أن الرؤية العراقية للحل التي يتم طرحها مع مصر وباقي الأطراف الاقليمية والدولية تقوم على امكانية ايجاد صيغة من الادارة الذاتية المشتركة التي تضم جزءا من النظام الحالي وجزءا من المعارضة المقبولة في إطار حكم ديمقراطي يقرره الشعب السوري، مؤكدا أن سياسة حكم الحزب الواحد في سوريا مرفوضة، ويجب ان تنتهي، وأن علينا ان نضع عوامل لنجاح هذه التجربة، بالتدخل لدفع كل الأطراف في هذا الاتجاه .
وقال ان التصور العراقي لحل الملف السوري قائم على واقع حالي، وتوقع ما يمكن حدوثه نتيجة لتحالفات الحالية .. فالوضع الحالي أن هناك مناطق سورية تسيطر عليها داعش ومناطق تسيطر عليها معارضة اخرى ومناطق يسيطر عليها النظام .. والتحالف الدولي اليوم لديه هدف معلن وحقيقي وهو القضاء على داعش .. نحن في العراق لدينا حكومة وقوات عراقية على الأرض، والتحالف لا يقاتل ولا توجد له مشاركة، وحتى على مستوى الضربات الجوية، لا يضرب الا بعد طلبنا او الحصول على موافقتنا واذننا .. اما في سوريا فإن المجتمع الدولي لا يتعامل مع الحكومة فهو يقوم بدوره في ضرب مواقع داعش .. وهنا يكون السؤال: هل هناك دول مستعدة لإرسال قوات الى الأراضي السورية ؟ سيكون هناك فراغ .. فمن يملأ هذا الفراغ ؟ لا توجد دولة مستعدة لذلك، لا دولة اقليمية ولا أجنبية .. فمن يملأ الفراغ الناتج عن ضرب داعش ؟ اذا لم تكن هناك دولة قادرة على ملء هذا الفراغ فسيكون هناك تنظيم ارهابي آخر يملأ الفراغ .. اذن لا بد من ملء الفراغ، ربما أن يكون ذلك بصيغة من ادارة ذاتية تتكون بجزء من النظام الحالي وجزء من المعارضة المقبولة .. نحن نريد ان نوقف التداعي الحالي في سوريا، اذا استطاع الجميع في سوريا ان يعملوا معا .. وهذا يبدو صعبا الآن لان النظام السوري يسيطر على مناطق كاملة، والمعارضة ترفض ان تتعامل معها .. لكن هناك مناطق اخرى يمكن ان يكون فيها ادارة مشتركة تنسيقية وهي التي يمكن ان تؤدي تدريجيا الى هذا التغيير .. ونحن يهمنا ان يقرر الشعب السوري الحكم الذي يريده، ويجب ان يكون هناك حكم ديمقراطي . وقال : ان التنسيق العراقي المصري يبحث سبل ملء هذا الفراغ بشكل اجمالي وليس بشكل تفصيلي.
وحول الرؤية المصرية العراقية تجاه الملف السوري قال رئيس الوزراء العراقي: لم نجد اي خلاف في كل النقاط الخاصة بهذا الملف .. هناك استيعاب لضرورة التنسيق وشعور، مشترك بكامن الخطر، فنحن في العراق ربما نكون مشغولين بالحرب مع داعش على حساب التعامل مع القضايا الداخلية، وفي مصر يوجد نفس الشعور فهناك مشكلة اقتصادية تستحوذ على الاهتمام الأول .. اليوم تناقشنا وتوافقنا على اننا يمكننا ان نتعامل مع المشكلة الأكبر مع التركيز على المشكلة الداخلية، هناك توافق وتطابق وجهات نظر حول ضرورة التحرك .. ونحن نرى ضرورة ايجاد حل للملف السوري بمشاركة كل الأطراف، سواء الدول الخليجية او الاتراك او الفرنسيين بالذات وحتى مع الايرانيين .. وجهات النظر حتى الآن غير متطابقة وبعض الأطراف لا تستطيع التنازل عن أفكارها السابقة .. قدمنا مجموعة اقتراحات لهذه الدول ممكن ان نقوم بعمل هادئ في هذا الاطار لايجاد حل سياسي للوضع في سوريا، الحل ليس استمرار القتال لان التجاوزات الانسانية سوف تصير أخطر وأوسع .. بدأنا التنسيق في القاهرة وسوف نتواصل في بغداد .. وستكون هناك لقاءات بحضور مسئولين كبار في بغداد للتنسيق العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي وعلى كل المستويات ..
وكان «العبادي» قد استهل اللقاء مع الصحفيين المصريين قائلا: انني باعتباري مسئولا في دولة العراق ويهمني تحقيق مصلحة الشعب العراقي بالدرجة الاولى فإننا نرى ان هذه المصالح لا يمكن ان تتحقق الا بالتكامل مع دول الجوار. ولهذا نحن لا نعمل الآن فقط من أجل تصفية المشاكل العالقة بل نسعى الى اقامة علاقات ايجابية.. وأقولها بصراحة: ان تصفية المشاكل بالكامل شئ شبه مستحيل .. بعض المشاكل تحتاج إلى وقت لعلاجها وهناك أمور كثيرة مازالت عالقة مع بعض الدول.. لكننا في نفس الوقت نتحرك بإيجابية في الكثير مع الملفات.. بالنسبة للكويت انتهينا تقريبا من تسوية جميع المشاكل الناتجة عن غزو النظام باستثناء دفعة من أموال التعويضات طلبنا تأجيلها بسبب ظروف الأزمة الاقتصادية، وأيضا مسألة تخطيط الحدود بين العراق وايران مازالت فيها بعض الأمور العالقة.. وهناك اتفاقية معروضة أمامنا تتضمن بعض التنازلات من جانبهم بخصوص مجموعة تحديدات حدودية، لكن هذا لم يمنعنا من اقامة علاقات ايجابية معهم، كما ان هناك آبار نفطية بين العراق والكويت وبينها وبين ايران لدينا توجه بالاستفادة منها بشكل مشترك بدلا من توقفها الآن وعدم استفادة جميع الأطراف بها . وبالنسبة لتركيا فهي لديها استثمارات هائلة في العراق والتبادل التجاري يصل الى نحو 21 مليار دولار.
وحول وجود داعش في العراق وتأثيرها على استقرار الدولة وعلاقاتها قال حيدر العبادي: ان العراق يضم 18 محافظة، توجد حياة مدنية منتظمة في 16 محافظة منها، وعلى الأقل 15 محافظة منها لا يوجد داعش فيها مطلقا .. مثل بغداد والمحافظات الجنوبية .. فهناك عمل دؤوب في محافظات رغم وجود داعش .. فالعراق يواجه داعش بكل جهوده وامكانياته، لكن وجود داعش لا يعني أن هناك حرباً في كل أجزاء العراق، بل في مناطق محدودة .
وأضاف : ان جزءا مهما من زياراتنا وعلاقاتنا هو ان نفتح علاقات ايجابية حقيقية .. ليس عندنا « فيتو» على التعامل مع أي أحد في كل المجالات وضمنها الجانب الأمني والاستخباري والعسكري .. ووجدنا في مصر استعداداً للتعاون في كل هذه الجوانب بما فيها الاقتصادي والتجاري والنفطي وهناك ايضا رغبة في التكامل الاقتصادي في هذا الاطار.. هناك مشاكل اقتصادية في مصر بالتأكد، ونحن من ضمن مصالحنا وطموحاتنا ان نحل هذه المشاكل بمصلحة مشتركة، وتكامل وهذا هو ما نسعى الى تحقيقه.. كما اننا لدينا عدو مشترك .. وهو الارهاب الذي يمر بمرحلة جديدة هي التأسيس الى تكوين على الأرض، وتطور من حركة ارهابية تستخدم اساليب الارهاب الي تكوين دولة وهذا هو التحدي الخطير .. ونحن والحمد لله في العراق تمكنا أن نوقف تقدمه، لم نقض عليه ولكننا نسير في اتجاه القضاء عليه عسكريا وأمنيا ولكن هدف القضاء كلية على الارهاب يحتاج اكثر من ذلك بكثير .. يحتاج جهودا متراكمة ومتكاملة هذا هو ما نسعى له مع دول الجوار، كل دول المنطقة تشعر بهذا الخطر وبصراحة هي ليست مشكلة عراقية فقط، بل هي أيضا مشكلة اقليمية ودولية وما حدث في باريس ليس في معزل عن هذا الخطر، بل هو امتداد له .. ربما الغربيون من خلال لقاءاتنا المتكررة معهم يستوعبون أن داعش خطر حقيقي عليهم وربما كان مستغربا ان هذا الاستيعاب تأخر حتى الآن .. وتعرفون ان هناك فرقاً بين ان تعلم الشيء وأن تعيشه .. هم الآن عاشوا الخطر .. وكل أجهزتهم أصبحت تعلم ان هناك أشياء ستحدث واصبحت لديهم خبرة كبيرة في مواجهة الجماعات الارهابية وان هناك شبكة عالمية حقيقية لداعش تعمل منذ سنوات وكانت تسير بمدى غير محسوس .. لكننا تمكنا من كشف جزء منه .. اما الجزء المتعلق بالعالم فيجب ان يعاوننا العالم فيه وهذا لمصلحتهم ولمصلحتنا . وهم لديهم قدرات وامكانات لا تتوفر لنا مثل مجال الانترنت والاتصالات التي تستغلها شبكات الارهاب بحجم تواجد كبير جدا .
وقال: من الممكن ان نحقق نصرا عسكريا وأمنيا في العراق ان شاء الله نطرد آخر داعشي من العراق، لكن هذا لن يحل كل مشكلتنا ومشكلة المنطقة .. فهناك مشكلة كبيرة قادمة من الجبهة السورية .. فللاسف المجتمع الدولي والوضع الاقليمي سمح لهذه المشكلة ان تنشأ في سوريا، والصراع في سوريا مستمر منذ 4 سنوات، صراع مدمر للحياة في سوريا، تولد عن أكثر من 11 مليون لاجئ سوري في الداخل والخارج .. كارثة انسانية وهي أرض خصبة للارهاب وتوليد جماعات ارهابية.. لذلك نقول : اذا كان المجتمع الدولي لديه اليوم قدرة وامكانية على ضرب داعش .. فماذا بعد ؟ هل نضطر بعد ذلك الى التحرك لضرب نسخ اخرى منها كالنصرة مثلا وألوية الشام أو أي جماعات اخرى ارهابية تنتظر دورها في سوريا او اي مكان .. إذن نحن نحتاج الى موقف عربي ودولي الى جوار سوريا ودول المنطقة ونحن حريصون على ايجاد هذا الدور باعتبار ان العراق هو اكثر دولة قدمت تضحيات نتيجة ما حدث في سوريا، داعش عبرت الحدود ودمرت مدننا وادت الى قتل آلاف العراقيين، ولهذا لنا مصلحة في ان نوقف هذا النزيف الحادث في سوريا ولحماية سكاننا بالاضافة الى مسئوليتنا الانسانية والاخلاقية من اجل وقف هذا الوضع .. نعم هناك ظلم في سوريا وقتل وتدمير ومآسي، ولذلك لا بد من ايجاد حل سياسي .. يضاف الى ذلك اننا لدينا مشاكل عديدة في مجتمعاتنا ادت الى هذا الوضع، وربما سكوتنا لفترة طويلة عن ظواهر سيئة كثيرة في مجتمعاتنا كان السبب، ومن هذه الظواهر احتكار الفكر والمنابر والسماح لغير المؤهلين بالاستيلاء على مقدرات المسلمين واعتلاء المنابر بشكل عام وتوجيه الشباب دون اهتمام منا جميعا .. وهذا ما خلق طبقة لا تؤمن بهذا المجتمع أصلا ولا ترغب في التعايش معه، ربما يعتبرونها مجتمعات عدوة لهم ولهذا يقتلون عامة الناس ويرتكبون تفجيرات عشوائية، قدرة هذه المنظمات على عمل غسيل وتدمير لعقول الشباب ليحولوهم الى عناصر تدمير للحياة شيء يشيب له الرأس ان يتحول الشاب الى مدمر لعائلته وعشيرته وأقاربه، يحولونه سريعا عن طريق غسيل المخ الى شيء مدمر وهذا أمر خطير.
وأشار الى انه اذا سمح لهذا الوضع ان يستمر فلن تستطيع جيوش نظامية ان تقف في وجهه.. فالجيوش النظامية تقاتل جيوشا نظامية لكنها لا تقاتل فكرا مختلا بهذا الشكل، وهذا يحتاج تعاون الجميع من مثقفين واعلاميين ومؤسسات دينية، لهذا فإن جزءا من طموحنا ان نوقف هذا التداعي المذهبي الذي يخلق ارضا خصبة لتولد جماعات الارهاب.
وأوضح أن هناك تساؤلا مشروعا أيضا، وهو: هؤلاء الارهابيون .. من أين لهم هذا الامداد ؟ كيف يحصلون على هذه الأموال ؟ كما ان جزءاً من مجتمعنا يرى ان هؤلاء لهم مشروعية، وهذا غريب ان هناك اساتذة جامعات في بعض دول زرتها يعتقدون ان ما يحدث من داعش هو خلافة اسلامية حقيقية .. وداعش ترفع بعض المقولات والشعارات التي يرفعها بعض المشايخ .. وهناك دعوات لمؤسسات دينية شبيهة لدعوات داعش .. الفرق ان داعش تقوم على الأرض بذبح الناس بينما هؤلاء لا يقومون بالذبح لانهم لا يمتلكون الوسائل او السلطة .. وهذا منهج خطير يحتاج دفعه الى عمل متواصل .. ومتكامل .. وهؤلاء يريدون تجديد صفحات الماضي السوداء على حساب الصفحات المشرقة الكثيرة في تاريخنا الاسلامي .. ويحاولون اعادة تراث معين بأسوأ صوره .. ونحن اليوم كمسلمين نعتبر هذا اكبر اعتداء على عقيدتنا لأن هؤلاء يشوهون الدين وهذا امر خطير لمجتمعاتنا وللتعايش السلمي داخل هذه المجتمعات.
وقال ان نظام البعث عندما فقد السلطة في 2003 بعد الاحتلال الامريكي استخدم كل الاسلحة المحرمة، واثار الفتنة الطائفية وجلب الانتحاريين الى العراق واستخدمهم بأبشع الصور حتى يثير الازمة الطائفية في البلد أملاً في ان تنهار الامور في العراق ويعود للحكم مرة أخرى ويضاف الى ذلك الاخطاء الكثيرة من جانب الاحتلال الأمريكي والتي أصبحوا يعترفون بها الآن بشكل واضح . لكن يخطئ من يرى ان العراق يمكن تقسيمه بخطوط طائفية .. فهناك تداخل سني شيعي بين نسبة عالية جدا من عائلات العراق، نعم هناك صراعات سياسية مثلما يحدث في أي مكان، ناتجة عن عدم وعي .. لكن التوجه الجديد في العراق اليوم هو نوع من اللحمة تم انجازها واصبح العراقيون متوحدين في صراعهم مع داعش والوقوف ضد الارهاب .
وأعرب عن أمله في عودة مصر لتلعب دورها الأساسي والريادي في العالم العربي، وقال: نحن نطمح في ان نحاول بمقدار ما نملك من امكانات ان نشارك في تخفيض ما تعانيه مصر من مشاكل اقتصادية.. نبحث في هذه الوسائل عن طريق وفد الوزراء الذي حضر الى القاهرة، سواء في الجانب العسكري او الاقتصادي والتجاري والاعمار والاسكان او في جانب النقد والثقافة، ولدينا مشاريع تكاملية، منها خط النفط والغاز الممتد بين العراق والأردن ويمتد الى مصر أيضا والذي يعاني من مشاكل بسبب الخطورة الأمنية في بعض المناطق، وهذه قضية استراتيجية بالنسبة لنا .. وأيضا مد الطريق البري الأساسي بين العراق والأردن ليصل الى مصر أيضا .. ولدينا طموح ايضا لربط الشبكة الكهربائية بين العراق ومصر بالاضافة الى الربط القائم مع ايران وتركيا . ويمكننا بتشابك المصالح في دول المنطقة ان نبني قوة اقتصادية وبشرية كبيرة تساهم في ان تكون قوة اساسية في العالم . ولا نعني بذلك اننا نريد بناء محاور، فسياسة العراق ضد المحاور، نحن منحازون الى التكامل مع كل دول المنطقة حتى نبني اقتصادا متكاملا ومصالح متكاملة .. نؤمن بأن العلاقات السليمة لا تقوم على الأنانية ولكن تقوم على التوازن وتحقيق المصالح المشتركة .
وحول أوضاع السنة في العراق قال انه لا توجد مشكلة طائفية حقيقية الآن في العراق، وان كل المكونات موجودة في الحكومة والبرلمان، وهناك تفاهم كامل فيما يتعلق بتطبيق البرنامج الحكومي في ظل الجدول الزمني المحدد، لكن هناك مشكلة على الأرض في بعض المناطق مثل الأنبار ونينوي التي تسيطر داعش على جزء كبير منها.. وهذا يحتاج الى مزيد من العمل ومشكلة حقيقية يستوعبها الجميع. ولكن الأمر يحتاج المزيد من الوقت، وحتى فيما يتعلق بما نسميه الحشد الشعبي والمتطوعين الذين يقاتلون داعش للدفاع عن الوطن فقد بدأنا نستوعب الآلاف في الأنبار ونينوي لا نريد اللجوء الى التسليح بهذا المعنى لاننا نسعى الى تحقيق هدفين، اولهما ان ابناء المحافظات لا بد ان يساهموا في تحرير محافظاتهم، والثاني ان يتم ذلك تحت اطار الدولة لاننا لا نريد ان نحل مشكلة ونخلق مشكلة جديدة تتمثل في ظهور ميليشيات مسلحة، فيجب ان يتم التحرك تحت القيادة العسكرية والجهات الأمنية.. نعلم انه سوف تكون هناك خروقات ناتجة عن غياب التدريب او عدم القدرة على السيطرة على ردود الفعل الناتجة عما ترتكبه داعش من جرائم وأهوال وقتل وتدمير .. وهذا ما نحاول السيطرة عليه الآن .
وحول امكانية ان يلعب العراق دورا في تطبيع العلاقات العربية الايرانية قال رئيس الوزراء العراقي: نحن لسنا وسطاء لايران، فايران جار مهم بالنسبة لنا ولنا علاقات متينة معها ومتداخلة.. ولكن يوجد خلاف في وجهات النظر بيننا خاصة فيما يتعلق بالتحالف الدولي الذي نعتبره نحن مهما ونتمسك به بينما هم يعتبرون هذا التحالف خطرا عليهم.. ونحن بصراحة لا نسمح بأن يتم استخدام العراق ضد ايران.. وايران ايضا تساعدنا في الحرب ضد داعش بالخبرات والاستشارات والسلاح الذي نشتريه منها مثلما نشتري من دول اخرى مثل الكويت والامارات والأردن ومصر وتركيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.