أحب أن أرسل لكل شعب مصر خالص سلامي ومحبتي أهنئكم جميعا ببدي العام الجديد وأهنئ المسيحيين بعيد الميلاد مصليا إلي الله ان يحفظ وطننا العزيز وبلاد الشرق الأوسط لتحيا في سلام ورخاء ومصليا أيضا من أجل السلام في كل مكان. جاء السيد المسيح ببشارة السلام. ولما ولد المسيح غنت الملائكة «المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة» (لوقا 2: 14) والمسيحية تدعو إلي السلام سلام بين الناس وسلام بين الإنسان والله وسلام في أعماق النفس من الداخل». - صنع السلام، حفظ السلام، وبناء السلام أساسي، مكتوب في الكتاب المقدس «طوبي لصانعي السلام لأنهم يدعون أبناء الله» (متي 5: 9). «أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا ومن أراد ان يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضا ومن سخرك ميلادا واحدا فأذهب معه اثنين. من سألك فأعطيه. ومن أراد ان يقترض منك فلا ترده. احبوا أعدائكم باركوا لأعينكم أحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسئون إليكم ويطرودنكم. أننا نعرف الله من خلال المحبة «الله محبة» 1 يو 4: 7 وثمر المحبة هو السلام والتسامح، العنف هو صرخة الإرهاب والتسامح هو صرخة كل المؤمنين «واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا». «من قال انه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلي الآن في الظلمة. من يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة وأما من يبغض أخاه فهو في الظلمة يسلك ولا يعلم أين يمضي لأن الظلمة أعمت عينيه» 1 يوحنا 2: 9 - 11. الأرض ما هي إلا دولة واحدة والبشر هم مواطنيها فكيان البشرية وسلامها وأمنها لن يتحقق إلا بوحدتها. ليجعلنا الله آلة سلامة فحيثما توجد الكراهية، نعطي المحبة لأن المحبة والسلام من ثمار الروح القدس «محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف» (غلاطية 5 : 22). كيف نستطيع أن نغرس السلام في قلب الإنسان علي اعتبار أن الإنسان يسمي ميكرو كوزموس العالم الصغير ويعتبر ممثلا لهذا العالم كله كيف نبني الإنسان الفرد علي محبة السلام كيف نستطيع أن نجعل السلام ليس مجرد أغنية لنا في الحديث عن هذا العالم المتسع والروابط التي تربط دوله وبلاده. وإنما كيف نوجد السلام في قلب كل أحد هذه الخلية الأولي التي يتركب منها المجتمع وإذا ما صلحت هذه الخلية أمكن أن ينصلح جسم العالم كله هل إذا صلحت الدولة صلح الفرد أم إذا صلح الفرد صلحت الدولة نحن كرجال دين نبدأ من الفرد وظيفتنا هي قلب كل إنسان. - نصلي إلي الله أن يحفظ العالم سالما، فهو الذي قال «سلامي أترك لكم سلامي أنا أعطيكم» (يوحنا 14: 27). أسقف حلوان والمعصرة والتبين و15 مايو