يُعانى العديد من الآباء والأمهات من إهمال أطفالهم، وتقصيرهم فى استذكار دروسهم، والمحافظة على أدواتهم، وغيرها من صور الإهمال التى يغضب منها الوالدان دون البحث عن الأسباب المستترة خلف هذه السلوكيات، التى جعلتها تنمو وتتزايد الى حد السلبية فى بعض الأحيان. فالطفل لا يصدر هذا السلوك متعمداً، ولذا على الوالدين النظر أولاً إلى الأسباب التى جعلته مكتسباً هذا السلوك، حتى يتمكنوا من علاجه. قالت الدكتورة إيمان دويدار، إستشارى الصحة النفسية للأطفال، إن الطفل يُولد برؤية غير ثابتة، فلا يستطيع تحريك كرة عينه بسهولة، كما أنه يعانى من عدم قدرته على التركيز على هدف محدد بصورة جيدة، وفى هذا الوقت يقوم الوالدان بتدريبه على مرونة الانتباه، فتسير عيناه مع الهدف الذى يريدون لفت انتباهه إليه، مما يجعل ظاهرة الاهتزاز البصرى لديه تختفى تدريجياً، مما يعنى أن الأب والأم هما المسئولان عن توجيه سلوكياته منذ البداية. أوضحت دويدار، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن بعض الأطفال لا يُوجد لديهم توافق بين ما تراه أعينهم، وما تكتبه أيديهم، وهو ما يجعله يظهر طفلا مهملا فى نظر والديه والمحيطين به، فالطبيعى أن يتوافق ما تراه عينا الطفل مع ما تفعله يده، حتى يتمكن من السيطرة على أهدافه. أكدت إستشارى الصحة النفسية للأطفال، أن هذه المهارات ليست فطرية، أي لا يولد بها الطفل، ولكنه يكتسبها من المحيطين به، لذا فلابد من سعى الوالدين إلى تنميتها بعد الولادة. وطالبت إستشارى الصحة النفسية الوالدين بإتاحة الفرص الكافية للطفل لاستكشاف البيئة المحيطة به، من خلال استخدام حواسه البصرية، واللمسية، والسمعية، إضافة إلى أطرافه الأربعة، حتى لا تتراجع مهاراته أو تعانى كثيراً من القصور. أشارت إستشارى الصحة النفسية إلى ارتكاب الوالدين للعديد من الاخطاء التى تؤدى إلى ترسيخ حالة الاهمال والعشوائة لديهم، كأن يطالبوهم بالجلوس للاستذكار فى مرحلة مبكرة من حياتهم، فى الوقت الذى يرغب الطفل فى اللعب فقط، وهى سمات طبيعية لمرحلة الطفولة المبكرة التى تستمر حتى 5 سنوات من عمره، مما يُضر بإحداث التوافق بين يدى الطفل وعينيه. حذرت إستشارى الصحة النفسية للأطفال من قيام بعض الامهات بتقديم طفلها كفريسة لمشاهدة التلفزيون لفترات طويلة، لكى تتمكن من إنجاز أعمالها المنزلية، وتستريح من إنهاء عناء بكائه أو إلحاحه عليها بشكل أو بآخر، دون إدراكها لان زيادة معدل مشاهدة الطفل للتلفزيون يُظهر لديه مشكلات أخرى كظاهرة الاهتزاز البصرى، التى تؤدى إلى ترسيخ حالة العشوائية والإهمال لديه. كما ناشدت إستشارى الصحة النفسية للأطفال الوالدين بعدم السماح لاطفالهم بمشاهدة التلفزيون تماماً خلال السنتين الأوليين من عمرهم، وقيامهم بالعمل على تنمية المهارات الحسية والحركية والسمعية والبصرية، وكذلك مهارات التواصل الاجتماعى لديهم فى هذه المرحلة المهمة من عمرهم، على أن يتم السماح للاطفال برؤية التلفزيون مدة لا تزيد على 25 دقيقة فقط يوميا بعد هذه المرحلة العُمرية.