«غلطة دكتور» أدخلت الطفلة هاجر السيد عالم ذوى الاحتياجات الخاصة، الطفلة التى لم تكمل بعد عامها ال13 جاءت لتملأ حياة أبويها فرحة وأملاً، أبواها أرادا أن تصبح طفلتهما زينة البنات، فقررا علاج تقوس لم يكن ملحوظاً فى ساقيها، لكن أحد الأطباء حذرهما من إصابة الطفلة بخشونة مبكرة.. ومن هنا بدأت الأسرة رحلة عذاب كانت أولى خطواتها حلم «تجميلى» وانتهت ببتر ساقها وانضمامها لدنيا ذوى «الإعاقات». والمأساة كما يحكيها والد هاجر لم تمس الطفلة فقط بل أصابت الأسرة كلها بالحزن وألحقت بها عذاباً لا يوصف، خاصة أن الوالد شرطى «ع المعاش» بسبب عجز طبى، مشكلة الأب جعلته يطرق كل الأبواب لإزالة أسباب عجز ابنته التى مازالت فى بداية عمرها: قال الأب بعين ملؤها الأسى: طفلتى هى أصغر أبنائى الثلاثة هى الآن بالصف السادس الابتدائى لكن دراستها معطلة ومهددة بضياع مستقبلها بسبب ما أصابها. والقصة بدأت عندما أخبرنا أحد أطباء العظام بأن التقوس فى ساقها سيصيبها بخشونة فضلاً عن تشوه شكلها.. وطلب منا عمل آشعات، لكننا ذهبنا إلى طبيب شهير يعمل بمركز طبى خاص بمنطقة أحمد حلمى الذى أكد أن البنت محتاجة لجراحتين يتم منهما تركيب شرائح ومسامير حتى لا يعود التقوس مرة أخرى وبدأ بالساق اليسرى وقمنا بعمل التحاليل اللازمة وأجريت الجراحة الأولى بتاريخ 13 نوفمبر العام الماضى، وخرجت هاجر بعد إجراء الجراحة وقضت ليلة شديدة الصعوبة حيث داهمتها آلام صرخت من شدتها رغم المسكنات إلى أن ظهرت بقعة دم على الجبس الذى وضعت فيه ساقها إلى ما بعد الركبة وعندما أخبرت الطبيب قال إن الآلام عادية لكننى مع ازدياد الألم فضلت أن أحملها إليه هذه المرة فى عيادته الخاصة بالهرم وكان قد مر 48 ساعة على الجراحة وعندما رأى بقعة الدم فتح شباك فى مكان البقعة ولف الجبس مرة أخرى وحدثت آلام لا تفارق ابنتى لدرجة أننى أعطيتها ترامادول وأقراص منومة وكنت خلال هذه الفترة على اتصال دائم بهذا الطبيب، وشعرت بالخطر عندما فوجئت بعدم قدرة البنت على تحريك أصابع قدمها وبعلم الطبيب تم شق الجبس لنجد بقعة حمراء على الساق والبنت لا تشعر بقدمها ليقول الطبيب الذى أجرى العملية إن الأمور تمام والدورة الدموية بخير وكان سيضع لها جبس «فيبر» فرفضت فاكتفى بوضع رباط ضاغط وبعد عمل آشعة دوبلكس نصح بها طبيب أوعية دموية متخصص اتضح أن البنت مصابة بجلطة وريدية وضعف تدفق الدم فى الشريان، أسرعت بها إلى قصر العينى مساء يوم 27 نوفمبر وأخبرونى بالطوارئ أن حالتها متأخرة واحتمال أن تنتهى ببتر لأن عضلة القدم «ميتة» اتصلت بالطبيب الذى أجرى لها الجراحة فقالوا إنهم يهولون من الموضوع لكنهم فى قصر العينى أصروا على حجزها لخطورة حالتها وتم حجزها فى قسم 29 بأوعية دموية وقاموا بعمل الآشعات اللازمة وصبغة عن طريق القسطرة نظراً لوجود شرائح ومسامير، يستطرد الأب وقد اختنقت الكلمات فى حلقه: كشفت الأشعة وجود قطع بالشريان المقبض تحت الركبة أى فى نفس مكان جراحة الشرائح والمسامير وعندما حفر الطبيب الذى أجرى الجراحة شك فى كلام أطباء قصر العينى الذين أكدوا أن الوضع خطير واحتمال البتر قائم بشكل كبير وتم وضعها تحت الملاحظة أسبوعين إلا أنه بعد يومين فقط تغير لون ساقها بشكل مخيف وأصبحت العملية ضرورة وهنا واجهت مشكلة من نوع آخر عندما خيرونى بين البتر تحت أو فوق الركبة إلى أن البتر تم فى مستوى الركبة فى يوم الخميس 4/12، وجاء بالتقرير الطبى لخروج هاجر أن هاجر جاءت إلى المستشفى تعانى من قصور حاد بالدورة الدموية الشريانية بالطرف السفلى الأيسر مع شلل بحركة العضلات وفقد الإحساس وذلك بعد أسبوعين من إصلاح تشوهات بالعظام بذات الساق فى مستشفى آخر، وتبين بالآشعات انسداد الشريان المأبض مباشرة تحت الركبة وجلطة بالوريد المصاحب له وموت بالعضلات ثم دخول المريض إلى العمليات مع أخذ موافقة مسبقة لعمل بتر حول الركبة فوجه موت العضلات تحت الركبة وجلطة بالشريان والأوردة فتم عمل بتر من مفصل الركبة الأيسر، إلى هنا.. لم تنته قصة عذاب هاجر فقد تسبب البتر فى مستوى الركبة فى مشكلة أخرى حيث وجد الأب صعوبة بالغة فى العثور على جهاز يناسب حالة ابنته وأنه تم تصميمه خصيصاً أو استيراده سيكلفه الأمر أكثر من 75 ألف جنيه، هاجر لا تصدق أن قدمها راحت دون رجعة تبكى أمها عندما سمعتها تقول أنا حاسة إن رجلى موجودة يا ماما لكن مش شايفاها. من جانبه، حرر الوالد المسكين محضراً للطبيب المتسبب فى إعاقة ابنته رقم 2755/ 2014 إدارى قسم شبرا، وينتظر أن يحاسب القانون الطبيب المتسبب فى مأساة طفلة مسكينة لا حول لها ولا قوة.. والتى أصبح حتى الحصول على جهاز تعويضى يعينها على السير حلماً يصعب تحقيقه.