بعد تسجيل البرامج المنوعة التي تقدم الرقص والغناء، الأعلى مشاهدة، برغم الجدل المثار حولها ورفضها من الجمهور، اعتبر خبراء علم النفس أن الجمهور يعاني من "ازدواجية" في الشخصية. رصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من خبراء علم النفس لتحليل هذا التناقض، والذين أرجعوه إلى الصراع النفسي الذي يحدث داخل الشخص بين عاداته وتقاليد مجتمعه، وبين أهوائه. فمن جانبه، أوضح الدكتور خليل فاضل، استشاري الطب النفسي، وزميل الكلية الملكية للطب النفسي بلندن، أن معظم المصريين أصبحوا يعانون من "ازدواجية" في المعايير. وأرجع فاضل السبب وراء إصابة أغلب المصريين بتلك الازدواجية، إلى ما تعرضوا له من اضطرابات خلال العشر السنوات الماضية، موضحًا أن هذا هو السبب الكامن وراء رفض المصريين لبرامج الرقص والغناء، واستمرارهم في متابعتها ومشاهدتها. وأضاف استشاري الطب النفسي أن هؤلاء يعانون من التناقض القيمي، وهذا ما يمارسوه في الحياة اليومية أيضًا، وليس خلال مشاهدتهم للتليفزيون، مؤكدًا أن هذا يؤدي أيضا إلى إدمان المشاهدة. واتفق معه الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، الذي أكد أن رفض كثير من الجمهور برامج الرقص والغناء، ثم مشاهدتهم لها في الوقت نفسه، يعد قمة "الازدواجية" في التعامل. وأوضح فرويز أن الكثير من المواطنين يشاهدون تلك البرامج، ويبررون ذلك بأنهم يشاهدون من أجل النقد فقط، معتبرًا أن هذا التبرير ليس له أساس من الصحة. وأضاف أستاذ الطب النفسي أنهم يقومون بمقارنة الفخامة والهدايا الباهظة التي تعرضها تلك البرامج، ويتحسرون على أنفسهم، وحالة الفقر المضجع الذين يعيشوه، متابعًا: "كلنا بنعمل مشايخ جوه البيت، وبنبقي عناتيل براه". فيما، رأى الدكتور سمير عبدالفتاح أستاذ الطب النفسي، أن هذا التناقض نتيجة طبيعية للصراع النفسي الذي يحدث داخل الشخص. وأكد عبدالفتاح أن المصريين تربوا على عادات وتقاليد أخلاقية معينة، تتنافى مع محتوى البرامج التي تعرض على التلفزيون، ولكن رغباته الداخلية تحثه على المشاهدة، ما يدفعه إلى رؤية المحتوى محاولة لإرضاء ضميره.