عاد "قطار القصب" - كما يطلقون عليه في صعيد مصر - ليشق طريقه على شريط السكك الحديدية الذي يمر بين القرى والزراعات، ايذانا بقرب تدشين الموسم الجديد لكسر القصب ونقل محصوله إلى مصانع السكر وعصره وتحويله الى سكر وصناعات تكاملية أخرى مثل الخشب والورق والمولاس والجلسرين، وغير ذلك من صناعات ترتبط بموسم كسر القصب بمصانع السكر المصرية التي تنتشر في مدن الأقصر وادفو وكوم امبو وقوص ودشنا ونجع حمادي وجرجا وابوقرقاص بمحافظات صعيد مصر حيث تنتشر زراعات القصب التى تحتاج لدرجات حرارة مرتفعة ولا تصلح زراعته فى جنوب مصر نظرا الذي يعرف بارتفاع درجات الحرارة بكل مدنه. ومع عودة قطار القصب، يبدأ موسم ما يسمى هنا فى صعيد مصر بموسم الخير، اذ يرتبط موسم كسر القصب بمواسم أخرى مثل الزواج والخطبة للأبناء، والبناء وهى أمور تنشط مع بداية موسم كسر القصب فى كل عام، اذ ينتظر الزراع ثمن محصولهم السنوى من القصب لاتمام بناء جديد أو لاقامة أفراح زفاف وخطوبة لأبنائهم، كما يزيد الطلب على العمال الذين يعملون فى كسر القصب وتحميله على عربات القطار، أو مقطورات تجرها الجرارات الزراعية حاملة المحصول الى مصانع السكر. واستعدت سلطات محافظة الأقصر فى صعيد مصر لإقامة احتفالها السنوى ببدء موسم كسر القصب يوم الأحد المقبل – الموافق للرابع من شهر يناير لعام 2015 – فى احتفال يشارك فيه الالاف يتقدمهم محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين ومدير الأمن اللواء حسام المناوى وشخصيات رسمية وقيادات شعبية، وتشارك فى الحفل فرق الفنون الشعبية والخيول العربية، وينتهى الحفل بإقامة أكبر مأدبة غذاء تشهدها المحافظة فى موعد يتجدد فى كل عام.