من حسن الطالع، أن يتقارب موعد مولدى الرسولين الكريمين، سيدنا محمد والمسيح عيسى بن مريم، عليهما أفضل الصلاة والسلام. يوم 3 يناير هو مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ويوم 7 يناير - عند إخواننا الأقباط – هو مولد السيد المسيح عليه السلام. كل عام والشعب المصرى كله – مسلمين ومسيحين – بخير وسعادة وهناء، ولعل هذا التقارب بين مولدى الرسولين الكريمين، هو بشرة خير لنا جميعاً على زيادة التقارب بين فصائل وطوائف الشعب المصرى، حتى تسود المحبة والرحمة والألفة بيننا. إنى أعتبر هذا التقارب بين مولدى الرسولين بشرى وطالع خير للعام الميلادى الجديد، وبإذن الله تنعم مصر - فى هذا العام الجديد - بمزيد من الأمن والاستقرار. أتمنى فى العام الجديد أن يعم الأمن والأمان، ليس فقط فى ربوع مصر الحبيبة، بل فى جميع الدول العربية والإسلامية الأخرى، التى ابتليت بمصائب وبلايا التخطيط الأجنبى المسموم المعروف بالشرق الأوسط الجديد، الذى يهدف للوقيعة بين المسلمين لكى يقضوا على أنفسهم بأنفسهم، كل هذا من أجل تفتيت وتقسيم المنطقة كلها. أتمنى فى عام 2015، أن يفيق تحالف الشر الأجنبى – أمريكا وحلفائها وإسرائيل وتركيا وقطر – من غشوتهم، ويعلمون أن الله حق، فإنه لا يصح إلا الصحيح. الشرق الأوسط طوال قرون بعيدة، كان حليفاً لدول الغرب وليس من السهل عليهم أن يتركوا الشرق الأوسط فى أحضان دول الشرق. أنا لا أعتقد أبداً أن دول الغرب ستضحى كلياً بمنطقة الشرق الأوسط، حتى لو كانت مصلحة إسرائيل فى تقسيم وتخريب المنطقة، فمصلحة الغرب ستتغلب فى النهاية على مصلحة إسرائيل، وربما يعدلوا قريباً عن هذا المخطط المسموم. القاعدة العامة أن الصلح خير ولكن المهم فى الصلح هو الأفعال وليس الأقوال. الكلام كثير والأفعال هى الأهم. وعلى سبيل المثال، فلو كانت قطر جادة فى نواياها بالتصالح مع مصر وباقى الدول العربية، لابد لها أن تبادر فوراً بكف يدها عن البزخ المادى الذى تغدق به على الإرهاب والإرهابيين. أغلب الأموال التى تدفع للوقيعة والدسيسة بين طوائف المسلمين فى منطقة الشرق الأوسط، بل وغير المسلمين تتولها - مع الأسف الشديد - قطر بتكليف صهيوأمريكى ولأغراض فى أنفسهم. الاستقرار الأمنى فى المنطقة العربية سيليه حتماً استقرار سياسى، وهذا – بإذن الله - سيكون هو البداية الصحيحة والحقيقية على طريق الرقى والتقدم. وبالتالى، من المهم الوصول إلى صلح حقيقى مع قطر، وأن تكف يدها عن مساندتها للإرهاب فى جميع مناطق الشرق الأوسط وخاصة بين المسلمين. أنا لا يعنينى كثيراً غلق قناة الجزيرة، ولكن ما يعنينى – بالدرجة الأولى – هو أن تكف قطر يدها عن العبث وتمويل الإرهاب فى المنطقة، وقتها ستعود الألفة والمودة مرة أخرى بين دول المنطقة، بل والمحبة بين شعوب العالم العربى والإسلامى، وستهدأ النفوس وتستقر الأوضاع، وستبدأ هذه الدول فى مسيرة التقدم والرخاء. أما عن أمنيتى لشعب مصر، هى أن يبدأ فى العمل الجاد والعرق والكد، لقد أضعنا وقتاً طويلاً فى التهليل والتطبيل للحكام، وفى المقابل كان تكاسل شعبنا وتواكله ولا مبالاته، لقد اعتاد شعبنا طوال الستين عاماً الماضية على التهليل والتطبيل للحكام فى مقابل أن يأخذ ولا يعطى. كل دول العالم التى تقدمت قامت على سواعد وأكتاف أبنائها، لابد لنا من القدوة الحسنة التى تأخذ بيد شعبنا وتجعله شعباً منتجاً محباً لوطنه ولأبنائه، الشعوب التى تفوقت أعطت الكثير وطالبت بالقليل لكى تنهض وتقف على قدميها وترفع هاماتها عالية. أتمنى لشعب مصر أن يفيق من نومه ويبدأ فى بناء مصر الحديثة بالجهد والعرق. أتمنى من الله عز وجل فى العام الجديد أن يوفق الرئيس السيسى فى أمانيه وتطلعاته لمصر وشعب مصر. لدى إحساس دفين بأن الرئيس السيسى، هو الرئيس الذى جاء مصر لينهض بها، ويأخذ بيد شعبنا. المشروعات العديدة التى يسعى لتنفيذها، كلها تبعث على التفاؤل، ولكن تحتاج منا الكثير من الجهد والمال والوقت. وبالتالى، فمن المهم التفانى فى العمل والدراسة المتأنية، وأن نصبر، فالصبر هو مفتاح الفرج بإذن الله، وكل عام وحضراتكم بخير والأمة الاسلامية والمسيحية بخير ومحبة.