التهمت أمس النيران 3 صهاريج نفطية فى مرفأ السدرة أكبر مرافئ النفط الليبية الواقعة فيما يعرف بمنطقة «الهلال النفطي» بعد إصابة أحد الصهاريج الخميس الماضى بقذيفة صاروخية أطلقتها ميليشيات «فجر ليبيا» من البحر. وقال على الحاسى، المتحدث باسم القوات الحكومية المرابطة فى منطقة الهلال النفطى أغنى مناطق الليبية بالنفط إن النيران امتدت الجمعة لتلتهم صهريجين نفطيين آخرين بعد أن اندلعت فى أول صهريج جراء قذيفة صاروخية أطلقتها ميليشيات «فجر ليبيا» من زورق بحرى باتجاه المرفأ. وأضاف الحاسى: إن «قوات الجيش صدت هجومًا على المنطقة حاولت من خلاله ميليشيات «فجر ليبيا» السيطرة على مرفأ السدرة النفطى، لكن الهجوم تسبب فى حرق صهاريج النفط فى مرفأ السدرة». وطالب «محمد الحرارى» المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط بتحييد مؤسسات النفط عن الصراع. وينذر المشهد الحالى للموانئ والوحدات الانتاجية بنتائج خطيرة، وحذرت المؤسسة النفطية الليبية من نذر حرب أهلية تهدد ليبيا. وكان 22 جنديا على الأقل قد لقوا مصرعهم فى وقت سابق فى مدينة سرت فى هجوم لميليشيات «فجر ليبيا» على كتيبة تابعة للجيش فى المدينة التى تتمركز فيها هذه الميليشيات، وأطلقت ميليشيات فجر ليبيا على عملية زحفها مطلع الأسبوع الماضى باتجاه «الهلال النفطى» اسم «عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية» قائلة: إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطنى العام (البرلمان المنتهية ولايته)، ولقى قائدها طارق «شنينة المصراتي» مصرعه فى غارة جوية عقب الهجوم. وتضم منطقة الهلال النفطى مجموعة من المدن بين بنغازى وسرت وتحوى المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة الأكبر فى ليبيا. واعتبرت الحكومة الليبية بقيادة عبد الله الثنى فى بيان أن الهجوم يشكل تطورًا خطيرًا فى طبيعة الصراع فى ليبيا، مشيرة إلى أنه يهدد الوحدة الوطنية وقد يجر البلاد إلى حرب أهلية. وقالت إن الهجوم يفتح الطريق أمام سيطرة الجماعات الإرهابية على الموارد النفطية، وهو ما من شأنه أن يوفر لها الموارد لتعزيز قدراتها لشن مزيد من الهجمات. كما دعت الحكومة الليبية المجتمع الدولى للتدخل لردع المتطرفين. وسلطت صحيفة التايمز البريطانية الضوء على حالة الفوضى التى تعم ليبيا منذ أعوام عقب الإطاحة برئيسها السابق معمر القذافى فى عام 2011. وأشارت الصحيفة إلى الفوضى الأمنية والسياسية مع ظهور الميليشيات ووجود حكومتين حكومة معترف بها دوليا فى طبرق وحكومة من الميليشيات تدعى أنها إسلامية تسيطر على العاصمة طرابلس. واعتبرت الصحيفة أن ليبيا على حافة الهاوية، لأن تردد المجتمع الدولى فى اتخاذ خطوات بناءة تجاه ليبيا بعد الإطاحة بالقذافى كان سببا رئيسيا فى حالة الفوضى الأمنية والسياسية التى تعم اراضيها. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس باراك أوباما، قال من قبل «إن فشل الولاياتالمتحدة وحلفائها فى بذل مزيد من الجهد فى ليبيا بعد رحيل القذافى هو أشد ما يؤسف عليه فى السياسة الخارجية خلال فترة حكمه». وأضافت الصحيفة: أن الوقت لم يفت لكى يصحح أوباما الخطأ تجاه ليبيا وأن يعمل على وقف إطلاق النار بين الفصائل المتناحرة وإنهاء الأزمة الليبية.