أطلق سراح تلميذ تركي في ال16 من عمره، اليوم الجمعة، كان تم القبض عليه بتهمة "إهانة الرئيس" التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن أثار اعتقال الفتى احتجاج المعارضة. والفتى محمد أمين التونسيس، هو أول قاصر يتم اعتقاله وإدانته بتهمة مماثلة، التقى بوالديه وعدد من الصحافيين عند خروجه من سجن مدينة قونية وسط تركيا والتي تعد معقلا للإسلاميين، حسب ما أوردت وسائل إعلام تركية. وتم إطلاق سراح الفتى بعد أن قدمت مجموعة من المحامين المحتجين على اعتقاله "التعسفي" اعتراضا على حبسه، مشيرين إلى إمكانية محاكمته وهو خارج السجن. وغرد الفتى التركي على حسابه على موقع تويتر شاكرا عائلته ومن وقف معه ومتعهدا ب"مواصلة المعركة". وأثار اعتقال التلميذ انتقادات واسعة من المعارضة التي نددت بما وصفته "تسلط" النظام الإسلامي المحافظ الذي تولى الحكم في تركيا منذ عام 2002 وغضبا على شبكات التواصل الاجتماعي. وقال الفتى لوسائل الإعلام بعد خروجه من السجن "لا عودة إلى الوراء. سنستمر على هذا الطريق". واتهم القضاء التركي الفتى، وهو عضو في حركة يسارية، بأنه وصف الرئيس التركي ب"زعيم السرقة والرشاوى والفساد". وكانت الشرطة اعتقلت القاصر في مدرسته وأحالته أمام قاض وجه إليه التهمة وأودع السجن. وقد يتعرض لعقوبة السجن حتى أربع سنوات. ونقلت صحيفة "حرييت" عن والدة الفتى قولها إنها "مصدومة من اعتقاله وكأنه إرهابي" موضحة "أنه مجرد طفل. مكانه في المدرسة وليس في السجن". ويتهم القضاء التركي الفتى ب"إهانة" الرئيس التركي خلال حفل أقيم الأربعاء في ذكرى أستاذ علماني شاب قتله إسلاميون في 1930. ودافع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الخميس عن اعتقال الشاب مؤكدا أنه "يجب على الجميع احترام وظيفة الرئيس". وكتب المحامي سيزجين تانريكولو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، في تغريدة على حسابه على موقع تويتر أن إطلاق سراح الفتى "لا يغير الوضع المزري الذي تجد فيه ديموقراطيتنا نفسها". وندد النائب عن حزب الشعب الجمهوري والقاضي السابق في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان رضا تورمين الخميس باعتقال الفتى قائلا: "الأنظمة التي تعتقل الأطفال في صفوف المدارس وتلقي بهم في السجون هي أنظمة فاشية". واعتقل ثلاثة طلاب الخميس تظاهروا تضامنا مع الفتى لكن لم يتم توجيه أي تهم إليهم. وكان خبر اعتقال الفتى أثار انتقادات لدى المستخدمين العرب لمواقع التواصل الاجتماعي. واندلعت حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة في صيف 2013 ضد الحكومة التركية التي ترأسها أردوغان من 2003 إلى أغسطس 2014 قبل انتخابه رئيسا. وكانت فضيحة فساد على نطاق واسع هزت السلطة الشتاء الماضي وسرعان ما أغلق القضاء الملف. ويتهم أردوغان حليفه السابق الذي أصبح عدوه الأول الداعية المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله جولن بالتخطيط لهذه الفضيحة لإطاحته.