تمر بمصر في الآونة الأخيرة.. بظروف لم تكن في الحسبان.. ولم نتخيل أننا سنمر بها.. وخلال الفترة القصيرة نسبياً التي أعقبت تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الأمور.. وكانت الآمال عالية بأننا على وشك أن نسير في طريق نستطيع معه أن نحقق كل ما نصبو إليه. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان تماماً.. بأن السلطة التالية لرئيس الجمهورية.. لم تكن على نفس المستوي من الاحساس بالمسئولية بدقة وسرعة الانجازات.. والحسم.. والحزم.. في مواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجه الوطن من الداخل والخارج!! ولقد هيأ الله لمصر الرئيس السيسي الذي قبل تقلده منصبه.. تعرض وعرض نفسه لكافة أنواع المخاطر.. ومازلنا حتى الآن لم نخرج من هذه المرحلة التي فيها تتكالب دول على التآمر على مصر حتى تعرقل مسيرتها نحو استكمال خارطة المستقبل، والتي منها عقد عزم المصريين على بناء مصر الجديدة الحديثة العصرية بمعني الكلمة. وحقاً.. هم واهمون ولا يدرون إلى أي مدى يثق الشعب المصري في رئيسه «السيسي».. والذي يدل على ذلك الاستعداد التام.. والمبادرة على الفور للتنفيذ لكل ما يدعو له.. واستجابة الشعب الفورية.. التي أثارت اندهاش العالم عندما طلب أن تجمع مليارات الجنيهات لإنشاء قناة السويس الجديدة.. ومازال الشعب مستعداً.. ليسير على هذا المنوال.. وأيضاً يأمل وأن البقية آتية في مشروعات قومية أخرى قادمة إن شاء الله!! ولكن في ظل الأجواء التي أضاءت حياة المصريين بعد أن مرت البلاد بنظامي حكم أحدهما استبدادي فاسد خُلع رئيسه.. تلاه حكم جماعة الاخوان الارهابي الفاشي وعزل رئيسه وفي انتظار اتمام الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق. فوجئنا بخروج البعض من فلول العهد الماضي.. والذين كانوا هم بالذات سبباً رئيسياً لقيام ثورة 25 يناير المجيدة.. وانتشروا في بعض اجهزة الاعلام يتحدثون ويرسلون رسائل ذات معنى وذات مغزى بأنهم عائدون عائدون.. ولم نجد أحد من المسئولين في الحكومة يشيع الاطمئنان في نفوس المواطنين.. بل تركوا الأمور تتفاقم.. وليشعر الكثيرون من المواطنين بأن ثورة «25 يناير 2011» وثورة «30 يونيو 2013» المجيدتين.. وكأنهما لم يكونا حتى تعود الاحوال الى ما كانت عليه.. ولا يؤخذ في الحسبان ما ضاع على الوطن خلال أربع سنوات جرى فيها ما جري.. واستشهد من استشهد.. وأصيب من أصيب من أبناء الوطن!! ولكن من أعاد الأمور الى نصابها؟.. كان الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أعلن تجريم كل من يمس ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو بسوء. كما أنه أعلنها صريحة.. أنه لن يتمكن أحد من اعادة مصر الى الوراء.. وأن الشعب المصري سيظل قادراً على التصدي لأي خطر طالما احتفظ بوحدته. وأن قوة المصريين في تماسكهم وترابطهم.. وأن الاختلاف في الفكر والاعتقاد.. لا يعني الاختلاف مع مصلحة الوطن!! وحتى توضع الأمور في نصابها.. نتوقع من الحكومة أن يكون لها دور مؤثر في ادارة شئون البلاد.. وتتحمل مسئولياتها المنوط بها اليها ولا تحملها على الرئيس.. فيكفيه ما يواجهه من مسئوليات جسام من الداخل والخارج!! الكلمة الأخيرة لا لمزيد أن يتكرر ما حدث في حكومة «الببلاوي» من خطايا لا أخطاء.. أوصلت البلاد الى تحديات لا أول لها ولا آخر.. ولم يكن لذلك تبرير منطقي ولم يجد البعض أمامه.. من تفسير إلا أن «أيادي الحكومة مرتعشة».. حتى لا توصم بما هو أخطر من ذلك. عظيمة يا مصر