أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، لذا بدأت ملامح الاحتفال تكسو الشوارع المصرية خاصة لأن مظاهر الاحتفال فى مصر لها طابع خاص يختلف عن معظم الدول العربية. ويُعد من أبرز مظاهر الاحتفال المصرية هى شراء الحلوى وتبادلها بين الأقارب والجيران والأصدقاء، منذ العصر الفاطمى، وحتى الآن، حيث أصبح شراء الحلوى عادة سنوية لكل بيت مصرى. وبرغم بدء المحلات في بيع تلك الحلوى إلا أنها خلت من الزبائن لارتفاع أسعارها عن العام الماضى بنسبة 20 % على الأقل , ما أدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء، حيث تراوح أسعار الحلوى فى المحلات الكبرى من 40 إلى 125 جنيهًا للكيلو المشكل. ولمعرفة أسباب ضعف الإقبال على الشراء وارتفاع الأسعار، رصدت "بوابة الوفد" آراء أصحاب محلات بيع الحلوى عن مدى الإقبال وأسباب ارتفاع الأسعار. فأكد حسام حسني، صاحب مصنع حلويات، أن أسعار حلوى المولد ارتفعت عن العام الماضى بالفعل بنسبة 20 % نتيجة لعدم الاستقرار، والأحداث المتلاحقة التى يشهدها الوطن العربى, لأن معظم المواد الخام والمكسرات تستورد من سوريا وبلاد الشام. وأوضح أحمد مصطفى، صاحب مخبز يبيع حلوى المولد، أن تزامن الاحتفالات بأعياد الكريسماس ورأس السنة مع الاحتفال بالمولد النبوى أدى إلى ارتفاع أسعار الحلوى نتيجة ارتفاع أسعار المكسرات؛ لأنها تستخدم أيضا فى صناعة التورت والحلويات بكافة أنواعها. فيما اعتبر الحاج أشرف سعيد، صاحب مصنع ومحل حلويات، أن الأسعار لم ترتفع عن العام الماضى كثيرًا, موضحًا أن سبب عدم الإقبال يرجع إلى عدم حصول الموظفين على رواتبهم الشهرية حتى الآن, إضافة إلى تزامن الاحتفال بالمولد النبوى مع امتحانات نصف العام التى تستنزف الأسر المصرية فى الإنفاق على الدروس الخصوصية وغيرها من المستلزمات الدراسية. وتابع الحاج محسن بدران، صاحب محل حلوى، أن المصريين يشترون حلوى المولد مهما ارتفع سعرها؛ لأنها عادة مصرية قديمة, إلا أنهم يلجئون إلى تقليل الكمية أو البحث عن أماكن أرخص في الأسواق الشعبية للشراء، بسبب ارتفاع الأسعار في المحلات. وأكد أحمد محمد، بائع حلوى، أن الأسعار فى الأسواق الشعبية أقل بكثير من المحال الكبرى؛ لأنها تبيع بسعر الجملة وبتحقق هامش ربح بسيط مقارنة بالمحال الكبرى, مشيرًا إلى أن الأسعار فى معظم الأصونة فى المناطق الشعبية تتراوح بين 16 إلى 24 جنيهًا للكيلو المشكل. وقالت هناء مصطفى، ربة منزل، إن الأسعار مرتفعة إلا أنهم مضطرون للشراء لأنها عادة, مشيرة إلى أنها ستشترى بكميات أقل من الأعوام السابقة. وأضاف حسن أحمد، محاسب، أنه يقوم بجولة على معظم المحلات لمعرفة الأسعار ومقارنة الجودة بالسعر, لافتًا إلى أنه يرى أن الأسعار سوف تنخفض بعد رأس السنة .