لأنه لا يوجد بيننا ملائكة وكل مهنة أو وظيفة يجوز جداً ان يكون فيها فاسدون فإننى لم استغرب ردود الفعل التى وصلتنى عما كتبته خلال الاسبوعين الماضيين حول جدوى التقارير التى يرصدها مراقبو الجهاز المركزى للمحاسبات عن الشركات التابعة للدولة وكيف انها تحولت الى تقارير على الأرفف ولا يهتم بها أحد لدرجة رصد ملاحظات هى بعينها تتكرر لمدة سنوات، ونقلت رأى بعض العاملين بالجهاز حول كيف يمكن جعل عملها أكثر تأثيرا. اليوم انقل رأياً مخالفاً يرصد اصحابه وجود مخالفات فى صلب عمل مراقبي الجهاز المركزى للمحاسبات الآراء التى انقلها لعدد من رؤساء الشركات الذين أكدوا بداية أن حديثهم لا يمس كل المراقبين ولكن لأن الفساد وارد فى كل مهنة فإن بعض المراقبين يتحولون مع مرور الوقت الى أداة ضغط على رؤساء الشركات لدرجة ان احدى الشركات شهدت تعيين 18 موظفاً من أبناء مراقبى الجهاز المركزى تم تعيينهم تحت ضغط من ذويهم وعملاً بمقوله «الباب اللى يجيلك منه الريح» يتم قبول تعيينهم، منعا لاصطياد أخطاء لا أساس لها من الصحة، يقول أحد رؤساء الشركات إنه لمدة تجاوزت 6 سنوات يرصد تقرير الجهاز ملاحظة حول عدم تسجيل أراض خاصة بالشركة وفى كل عام يتم الرد على تقرير الجهاز بأن هذه الأراضى لا يمكن تسجيلها لانها فى ولاية وزارة أخرى، ورغم هذا ترصد الملاحظة دون تغيير أو حتى تدقيق وفى واقعة أخرى تمت احالة تقرير للجهاز حول احدى الشركات إلى النيابة العامة والتى أمرت بتشكيل لجنة خبراء لدراسة التقرير وانتهت الى أن كل ما ورد فيه، لا أساس له من الصحة. وجهة نظر أخرى ترى أن رغبة أعضاء الجهاز فى الحصول على حق الضبطية القضائية إنما يصب فى رغبتهم ان يكون لهم سلطة ليست من حقهم لأنهم فى الأصل جهاز للرصد والتصويب فقط. ومتعجبا يتساءل رئيس شركة عن كيفية التصرف فى حالة أراد احد العاملين فى الجهاز استعراض عضلاته امام العاملين فى الشركة ودخل على رئيسها منتشياً بالضبطية القضائية التى يحملها ليقول له امام الجميع: «أنا هأوديك السجن». رأى آخر يؤكد ان تسلط الجهات الرقابية للاسف لا يوجد سوى فى المجتمعات المتخلفة التى تزيد فيها الاجهزة الرقابية لدرجة كما قال لى رئيس شركة لم يبق سوى مأمور القسم الذى تتبعه الشركة ليأتى ليراقب عليها. ما بين دور الجهات الرقابية ومصداقية عملها وملاحظات الشركات عليها اكتشفت أن هناك خللاً ما لابد من علاجه أعتقد أنه يبدأ من الاحساس بأن الجميع يعمل لصالح الوطن وليس لتصيد الأخطاء أو لسد خانة فقط.