وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، ظهر اليوم الاثنين بتوقيت الصين، إلى مطار بكين، في مستهل زيارته الأولى إلى جمهورية الصين الشعبية. حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس، وكان في الاستقبال نائب وزير الخارجية الصيني لشئون شمال إفريقيا وغرب آسيا، ولفيف من السفراء العرب المعتمدين لدى بكين، والسفير مجدي عامر، سفير مصر في الصين وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، فضلاً عن سفير الصين بالقاهرة. صرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة، حيث ستشهد ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما سيتم خلالها التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون الثنائي بين البلدين. سيوقع الرئيس خلال زيارته للصين، بحسب مصادر رئاسية على 25 اتفاقية لتعزيز التعاون المشترك، ستركز بشكل كبير على الجانب الاقتصادي والاستثماري، فضلا عن اتفاقيات في المجالات السياسية والثقافية والتعليمية، وستكون بعض هذه الاتفاقيات حكومية وعددها نحو10 اتفاقيات بين وزارات الثقافة والبحث العلمي، وستكون عبارة عن برامج تعاون وليست استثمارية، والاتفاقيات الأخرى ستكون استثمارية مع شركات القطاع الخاص الصيني. من أبرز المشاريع التي سيتم توقيعها ستكون في مجال الطاقة, وتتكون من ثلاثة أقسام, أولها توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والمتجددة وطاقة الرياح, وثانيها تحديث شبكة الكهرباء المصرية من جانب الحكومة الصينية، حيث ستقوم شركة صينية, التي تعتبر الأكبر في العالم وتدير 70% من شبكة الصين, بإصلاح وتحديث الشبكة المصرية ورفع قدرتها، والقسم الثالث يتمثل في إنشاء محطات لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم، كما سيتم من خلال المشروعات ضخ أموال صينية من خلال الاستثمار وجزء ضئيل منها سيكون في شكل قروض, لتنفيذها خلال 3 سنوات. سيتصدر الاتفاقيات التي سيتم توقيعها إنشاء القطار فائق السرعة، الذي سيربط بين الإسكندرية وأسوان, فضلا عن إنشاء خط سكك حديدية مكهرب سيربط بين مدينة السلام وبلبيس ومدينة السويس, وستمنح الصين مصر قرضا طويل الأجل لدعم وإنشاء هذه المشروعات بخبرات صينية. تبدأ زيارة السيسي الرسمية، غداً "الثلاثاء"، بجلسة مباحثات مع نظيره الصينى بقاعة الشعب، حيث ستقام مراسم الاستقبال الرسمية التى تعقبها جلسة المباحثات بين الرئيسين بحضور وفدى البلدين، ثم مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة وكذا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين فى الكثير من المجالات التى تشمل التعاون الاقتصادى والطاقة والكهرباء والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدنى والتعليم والبيئة. كما يعقد السيسى لقاءات عدة مع كل من رئيس الوزراء الصينى لى كه تشيانغ، ورئيس البرلمان الصينى جانغ دى جيانغ، ووزير التجارة الصينى جاو هوتشينغ، ورئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني، لاستعراض سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ولاسيما فى شقها الاقتصادي على الصعيدين التجاري والاستثماري. وعلى الصعيد الاقليمي ستشهد المباحثات بين البلدين تبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، التي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لمواجهته، وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره، كما ستتناول المباحثات مع رئيس البرلمان الصيني سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد فى مصر. يعقد الرئيس السيسى خلال زيارته للصين لقاءين مع ممثلي القطاع الخاص الصيني، الاول مع رؤساء اكبر 20 مجموعة اقتصادية صينية متعددة الأنشطة تعمل في جميع المجالات السياحية والزراعية والتكنولوجيا والبنية التحتية والبترول والاتصالات ومن بينها شركات لها استثمارات في مصر وترغب في التوسع، والثاني مع ممثلي 100 شركة كبري الي جانب لقاء خاص مع اكبر 20 شركة متخصصة في مجال السياحة ولقاء مع رؤساء الجامعات الصينية، كما يتم خلال الزيارة اطلاق مجلس الأعمال المصري الصيني. تتضمن رحلة الرئيس السيسي إلى الصين زيارة الى مدينة "شينجدو" التي تعد إحدى أبرز المدن الصناعية في الصين، حيث سيتفقد الرئيس عدداً من المصانع العاملة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا. يرافق الرئيس السيسي خلال زيارته وفد رسمي يضم وزير الخارجية سامح شكري، ووزير الاستثمار أشرف سالمان، ووزير التموين والتجارة الداخلية خالد حنفي، ووزير السياحة هشام زعزوع، بينما وصل وزير التجارة والصناعة منير فخري عبدالنور، ووزير النقل هانى ضاحى، ووزير الكهرباء والطاقة محمد شاكر، ووزيرة التعاون الدولى نجلاء الاهوانى. تأتى زيارة الرئيس السيسي للصين لتدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، حيث إن رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، وهو المستوى الذي تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم، يستهدف توثيق العلاقات الثنائية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية كافة.