قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إنه رغم نجاح المملكة العربية السعودية في التوسط لإتمام هدنة للتقارب بين مصر وقطر، إلا أنه يبدو أن هذا التقارب لن يطول السياسات الخارجية لكلتا الدولتين. وأشارت الصحيفة إلى عدم الكشف عن تفاصيل المحادثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، السفير القطري، ولكن يعتقد محللون أنه في حين أن نوعًا من الانفراج بين الدولتين قد يكون ممكنًا، فمن غير المرجح أن نشهد تقاربًا في الاختلافات الكبيرة بينهما قريبًا. الجدير بالذكر، أن توتر العلاقات بين البلدين بدأ عقب الثورة الشعبية عام 2013 التي أطاحت بالرئيس الإخواني "محمد مرسي" المدعوم من قطر، فضلًا عن استضافة قطر عددًا من قيادات الإخوان وغيرهم من الإسلاميين المعارضين للنظام في مصر. وقال "مايكل وحيد حنا"، المحلل في مؤسسة القرن في نيويورك، يحاول السعوديون تضييق الفجوات بين مصر وقطر، لكن السياسة الخارجية المستقلة في قطر ودعمها للإسلاميين يشكل محاولة للهروب من الهيمنة السعودية في المنطقة، ومن شأن ذلك أن يجعل من الصعب على الدوحة "ابتلاع خطة تقودها السعودية" تتطلب تغييرًا جذريًا لموقفها من الشؤون الإقليمية. ونقلت الصحيفة عن "عمر عاشور"، أحد كبار المحاضرين في جامعة إكستر وزميل غير مقيم في مركز بروكينج الدوحة، يعتقد قد يكون هناك "هدنة دون عواقب ونتائج كبيرة في السياسة الخارجية لمصر أو قطر". ولفتت الصحيفة إلى أن تغطية قناة "الجزيرة مباشر مصر" القطرية للأحداث في مصر كان نقطة خلاف هامة بين البلدين، حيث رأت مصر أنها منحازة لجماعة الإخوان ومعادية لكيان الدولة المصرية. وقال عاشور: "ترغب قطر في رؤية نهاية للحملة ضد العائلة المالكة في الصحافة المصرية، لكنه يلقي ظلالًا من الشك على احتمال قدرة الدوحة كبح جماح قناة الجزيرة مباشر مصر".