العيوب الخلقية عند الأطفال من أهم المشاكل الصحية التى تواجه الأسرة وهى عبارة عن نوعين من العيوب الخلقية.. كما يواجه الأطفال حديثى الولادة مشكلة عند إجراء جراحة القلب لطفل حديث الولادة وعن أهم العيوب الخلقية وطرق علاجها والوقاية منها وكذلك طرق التشخيص المبكر للحالة أثناء حمل الأم. يقول الدكتور محمد نصر، أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومى: تشكل العيوب الخلقية فى الأطفال مشكلة اسرية واجتماعية لابد العمل على تقليل نسبتها أو تقليل نسبة حدوثها على قدر المستطاع وهناك نوعان من العيوب الخلقية النوع الأول هو العيوب الكروموزومية وهى التى تنتج عن اختلاف فى تركيب الكروموزومات الجينية للطفل مثل الطفل المنغولى الذى يحدث فيه أن يصبح الكروموزم رقم 21 مكوناً من ثلاثة أجزاء تسمى كل منها الكرومومير وينتج عنها صفات الطفل المنغولى من التأخر الذهنى وببفصل الأذينين عن البطينين المصاحب بعيوب خلقية بالقلب مثل الثقب بين البطينين أو القناة الأذينية البطينية التى يكون القلب فيها مكونا من بطين واحد وأذين واحد بينهما صمام واحد ويكون ذلك بدرجات مختلفة ويعتبر هذا النوع من العيوب الخلقية قابلاً للإصلاح بأن يقوم الجراح بفصل الأذينين والبطينين ثم يقوم بتفصيل صمامين من الصمام الواحد. ومن الأمراض الكروموزومية أيضاً مرض التوحد الذى يكون فيه الجين الذى يهيمن على توصيل فواصل الأعصاب المسماة بالسنابس غائباً فلا تتصل الأعصاب أو تتصل بصورة عشوائية زائدة. أما النوع الثانى من العيوب الخلقية هى التى تحدث خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل أثناء تكوين الجنين مثل الثقب بين الأذينين أو البطينين أو رباعى فالوت أو اختلاف خروج الشرايين من القلب. وبدون الدخول فى تفاصيل فما يهم المواطن العادى هو معرفة متى يتم إجراء جراحة العيب الخلقى ويرتبط ذلك مباشرة بنسبة تدفق الدم إلى أو الرئة فإذا ما كان هناك ضيق بمخرج البطين الأيمن والشريان الرئوى فإن هذا الضيق سوف يحمى الرئة من زيادة تدفق الدم إلى الرئة عبر الثقب. فالشرايين الصغيرة بالرئة غير قادرة على تحمل تدفق كميات زائدة من الدم إليها، حيث تقوم هذه الزيادة فى تدفق الدم فى تمزيق تلك الشرايين الصغيرة مما يجعلها تلتئم بعد ذلك بألياف كولاجينية غير الأستيكية تسبب تجلط الدم بها وإغلاقها وهو ما يمنع تبادل الأكسجين. ومن الممكن تأجيل الجراحة لسن كبيرة إذا كانت الرئة محمية بضيق بالشريان الرئوى، أما إذا كان العيب الخلقى به ازدياد تدفق للدم بالرئة، فلابد من إجراء الجراحة فى سن صغيرة فى حديثى الولادة. وأكد الدكتور محمد نصر أن مشكلة جراحة القلب فى حديثى الولادة هى فى إذابة الدم فى جهاز القلب الصناعى بالمحاليل الموجودة بخراطيم جهاز القلب الصناعى إلا أن تقنيات جراحات القلب المفتوح تطورت كثيراً فى السنوات الأخيرة أصبحنا نجرى جراحات لأطفال حديثى الولادة وزنهم 3 كيلوجرامات. وقد أنشئ أخيراً بمعهد القلب قسم خاص بجراحات الأطفال حديثى الولادة والمبتسرين وتدرب عدد كبير من الجراحين على هذا النوع من الجراحات وتخصصوا فيه وأعطوا نتائج باهرة حيث انفصلت جراحة القلب للكبار عن جراحة القلب لحديثى الولادة، مما ساهم فى تحسين النتائج ورغم أن جراحات إصلاح العيوب الخلقية تجرى بكفاءة بمعهد القلب منذ السبعينات إلا أن فصل جراحة الكبار عن الصغار خلق تطوراً كبيراً فى هذا المجال وفرغ مجموعة من الجراحين لجراحة المبتسرين مما أعطاهم خبرة كبيرة فى هذا المجال. وأكد الدكتور محمد نصر أهم من علاج العيوب الخلقية هو الوقاية منها بأن تمتنع السيدة الحامل عن تعاطى أى أدوية أثناء الثلاثة أشهر الأولى من الحمل بدون إرشادات طبيب على دراية بأسباب العيوب الخلقية كما ندعو جميع الفتيات للتطعيم من الحصبة الألمانى وعدم اللعب مع الحيوانات الأليفة بالمنزل إلا بعد التأكد من خلوها من طفيا التوكسوبرزموز، أما فيروس السيتوميجالك فيروس فيستحسن اكتشافه قبل الحمل بواسطة طبيب أمراض النساء عند بداية الزواج. وشدد الدكتور محمد نصر على أهمية التشخيص المبكر داخل الرحم أثناء الحمل سواء باكتشاف العيوب الكروموزومية بعد الأسبوع ال12 من الحمل أو بالتشخيص بالموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد يسمح باللجوء لإنهاء الحمل فى حالة وجود عيوب خلقية وكروموزمية معقدة وهو ما يوفر من المجهود النفسى والمادى على الأسرة والمجتمع.