"السيسى"» لا يحكم بنظام "مبارك" أو "الإخوان" نسف مؤسسات الدولة خطر على مصر ويتمناه الغرب وأمريكا الهدم فكرة إخوانية بهدف إشاعة الفوضى والاضطراب وسقوط الدولة استكمالاً لحديث الأمس حول رأى الأستاذ الكبير محمدحسنين هيكل، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه رؤى مختلفة ولكنه مازال يحكم بنظام الحزب الوطنى الفاسد وجماعة الإخوان الفاشية، والتى قلنا بشأنها إن الأستاذ قد خانه الصواب وابتعد عن جادة الطريق، ونعت نظام حكم السيسى بما ليس فيه، وشرحنا أيضاً أن «هيكل» لديه إصرار شديد على أن يعيد مصر الى عهد الناصرية التى كان هو بطلاً فيها. وإذا كان القائمون على وسائل الإعلام فى مصر باستثناء قلة رحمها الله من هذا يقيمون طبلاً وزمراً لأفكار الأستاذ هيكل التى تدعو الى تكريس نظام الرئيس جمال عبدالناصر، وتحاول بكل السبل والوسائل أن تضغط على مؤسسات الدولة، كى تعيد نسخ النظام الناصرى فى عام 2014، فهذا لن يكون أبداً فى ظل دولة جديدة يتم بناؤها بعد ثورتين عظيمتين قام بهما الشعب المصرى العظيم، المؤسف أن حالات الطبل والزمر للأستاذ لم تقتصر على صحف خاصة بعينها ولا فضائيات بذاتها لها مصالح خاصة في هذا الشأن، إنما وصلت أيضاً الى وسائل الإعلام الحكومية خاصة الصحف القومية. وعلى أية حال ليس هذا حديثنا الآن فقد سبق أن تناولناه بالشرح والإفاضة. عندما قال «هيكل» إن الرئيس السيسى لديه رؤى مختلفة ولكنه لايزال يحكم بنظامين سقطا بالفعل بعد قيام الثورتين فى 25 يناير و30 يونية، يقرأ أى منصف فى هذا التصريح الذى أذيع مع الإعلامية لميس الحديدى ونشرته عدة صحف تروج له، أن «هيكل» وكما أكرره للمرة الألف يدس «السم فى العسل»، وهذا فى حد ذاته كارثة، ومخطئ كل من يظن أن «السيسى» يحكم بنظام الحزب الوطنى الفاسد الذى غار الى غير رجعة، ولا بنظام حكم جماعة الإخوان الفاشية التى ارتكبت من الجرائم الكثير ولاتزال حتى كتابة هذه السطور. «هيكل» بهذ الفكر لا يسلم من اتهامه بأنه يؤلب المصريين على حكم «السيسى» صاحب المشروع الوطنى لإعادة بناء الدولة المصرية التى نالها الكثير من سهام الأعداء فى الداخل والخارج، فالشعب المصرى العظيم الذى ثار على حكم نظام مبارك، لا يقبل أبداً بأى حال من الأحوال أن يرضى باستمرار هذا الحكم الفاسد الذى نهش فى جسد المصريين طيلة ثلاثين عاماً، ولا يرضى أبداً هذا الشعب الأبى، أن يستمر نظام دينى فاشستى حول مصر الى خرابة على المستويين الداخلى والخارجى ولايزال نظام الجماعة البائد يرفع السلاح فى وجه المصريين، ويصر على قتالهم وارتكاب المذابح ومعاداة الدولة والسعى بكل السبل الى تقويض مصر وتحويلها الى فوضى واضطراب من أجل تنفيذ مخطط إرهابى يسمى الشرق الأوسط الجديد والذى يعلم تفاصيله الأستاذ الكبير محمدحسنين هيكل. عندما يقرأ أو يسمع المصريون تصريحات «هيكل» الداعية الى أن «السيسى» يحكم بنظام «مبارك» و«الإخوان»، فهذا يعنى توجيه سهام نافذة الى «السيسى» ونعته بما ليس فيه، و«هيكل» نفسه قال إن «السيسى» لديه رؤى مختلفة.. وبذلك يمكن القول وبدون أدنى تفكير انه متناقض مع نفسه.. وإذا كان الأستاذ هيكل يرى ضرورة قيام الرئيس بنسف مؤسسات الدولة، فهذا فى حد ذاته كارثة بكل المقاييس والمعايير، بل هو هدف أعداء مصر أياً كان تواجدهم، باعتبار ان سقوط مصر هو سقوط للأمة العربية جمعاء وهو هدف لايزال حلم الإدارة الغربيةالأمريكية لصالح إسرائيل.. وبالتالى لايمكن بأى حال من الأحوال نسف مؤسسات الدولة الحالية التى هى بالفعل بدأت تتغير وليست إخوانية ولا حزباً وطنياً كما يدعى هيكل .. بل هى الآن تلتف حول المشروع الوطنى الذى تقوده مصر من أجل بناء الدولة الحديثة والتى لا تقل أهمية عن مصر التى بناها محمد على باشا وكان الغرب يعمل لها ألف حساب وحساباً، وكلنا يعلم أن الغرب تكاتف بعد ذلك لوقف تقدم الدولة المصرية، وهذا ما حدث فى معاهدة «لندن» الشهيرة. نسف مؤسسات الدولة مرفوض يا أستاذ هيكل، وكما قال الرئيس السيسى خلال لقائه مع الأدباء والمثقفين يوم «السبت» الماضى لابد من الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى لو شابها بعض السلبيات، أو بالأحرى إصلاح هذه المؤسسات بالتدريج أولى من نسفها وإعادة بنائها مرة أخرى.. وهذا هو النهج الأصلح والأفضل لمصر بدلاً من النسف الذى يدعو اليه هيكل على شاكلة ما كان الإخوان يعتزمون، وإعادة البناء هى الأجدى والأنفع، خاصة أن الظروف الاقليمية المحيطة بالبلاد تقدم أدلة واضحة على أهمية الابقاء على مؤسسات الدولة، وأن الإصلاح كما يقول الرئيس يتعين أن يكون تدريجياً ودون اتخاذ اجراءات عنيفة من شأنها زعزعة استقرار المجتمع، وهو ما أوضحته فى البداية محاولة إشاعة الفوضى والاضطراب. لم ينس الرئيس أيضاً أن ينوه الى أهمية التحلى بالتفاؤل والأمل فى المستقبل طالما ان مصر قيادة وشعباً لا تدخر جهداً لتحقيق ما تصبو اليه من أهداف الثورتين العظيمتين، وبالتالى تكون عملية النسف بمثابة خطر فادح على مصر ولا يجوز أبداً الدعوة إليه، خاصة أن هناك اخطاراً تحيق بالبلاد من الداخل والخارج، والكل يتربص بمصر، والاخوان أنفسهم يتآمرون مع الغرب وأمريكا لنسف مؤسسات الدولة بهدف إحلال الفوضى والاضطراب بالبلاد لتحقيق الحلم الغربى الأمريكى.. ومن ثم لا يمكن القول أبداً كما يرى هيكل أن «السيسى» يحكم بنظام الحزب الوطنى أو جماعة الإخوان وكنت أتوقع من هيكل أن تكون نظرته أكثر بعداً للأمور، بدلاً من محاولة فرض نظام الناصريين الذى عفى عليه الزمن ولم يعد صالحاً لحكم مصر فى عام 2014. أخيراً أتمنى على الأستاذ هيكل ومروجى أفكاره التى لا تخدم مصر الحديثة صاحبة حلم بناء الدولة الجديدة، أن يعملوا من أجل المشروع الوطنى الذى يقوده الرئيس «السيسى»، بدلاً من تأليب المصريين وإشاعة روح الإحباط واليأس بينهم.