أكد مصدر أمني رفيع المستوي بوزارة الداخلية في تصريحات خاصة للوفد، أن ما تم نشره عن انتحاري تفجير مديرية أمن الدقهلية وعلاقته بجهاز الأمن الوطني، قصة مفبركة ومختلقة وليس لها أي مبرر أو أسباب للنشر. وعبر المصدر الأمني عن قلقه حول قيام بعض الجهات أو الأفراد بنشر تلك الأخبار غير الحقيقية في هذا الوقت غير المناسب بالمرة لمحاولة إحداث فتنة وفوضى داخل جهاز الشرطة، مضيفا أن اللواء محمد إبراهيم أمر بسرعة الكشف عن من وراء ترويج تلك الأخبار التي تستهدف النيل من استقرار البلاد، وقال المصدر الأمني: إن ظروف البلاد لا تحتمل نشر مثل الأكاذيب لتقع في صالح من يحاولون إحداث الفوضى داخل البلاد. ومن جانبها نفت الداخلية صحة ما نشرته إحدى الصحف أمس تحت عنوان (مفاجأة: الانتحارى الذى قام بتفجير مديرية أمن الدقهلية مرشد ل "الداخلية" ) مؤكداً أن ما تناولته الصحيفة حول خلفيات المتهم الرئيسى فى حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية عار تماماً عن الصحة جملة وتفصيلاً، وأكد بيان صادر من الوزارة أن وزارة الداخلية قامت بإتخاذ الإجراءات القانونية قِبَل الصحيفة وتقديم بلاغ إلى السيد المستشار النائب العام لنشر أخبار كاذبة تثير الرأى العام، وأهابت وزارة الداخلية بالصحف ضرورة مراجعة الوزارة فى الأخبار المتعلقة بها للتأكد من صحتها وذلك فى إطار معايير العمل الصحفى ونقل الحقائق بمصداقية وشفافية للرأى العام. جدير بالذكر أن إحدى الصحف نشرت عن طريق مصادر أمنية رفيعة المستوى، أن الانتحاري مرتكب واقعة تفجير مديرية أمن الدقهلية، التى أسفرت عن استشهاد 14 من رجال الشرطة، وإصابة 130 آخرين، يوم 24 ديسمبر 2013، عن طريق سيارة مفخخة، هو أحد المرشدين المتعاونين مع قطاع الأمن الوطنى (أمن الدولة المنحل)، وسبق ضبطه عن طريق ضباط مديرية أمن القاهرة مرتين وأنه تم تجنيده عن طريق ضباط الأمن الوطنى فى قطاع شرق القاهرة». وأضافت الصحيفة وفقا للمصادر المسؤولة فى جهات سيادية، أن الانتحارى الذى نفذ الحادث يدعى إمام مرعى إمام محفوظ، من مواليد عام 1973 بالقاهرة، وكان يُقيم فى 8 شارع يوسف عوض من شارع عرب الطوايلة بمنطقة المطرية، وهذا الانتحارى شهير باسم (أبو مريم)، وكان تم القبض عليه فى المرتين السابقتين، عن طريق رجال مباحث مديرية أمن القاهرة، فى واقعتين منفصلتين،وتابعت المصادر أن «تعليمات من قيادات عليا فى قطاع الأمن الوطنى، صدرت إلى ضباط قطاع شرق فى 2013 بضرورة إخلاء سبيل المتهم عقب لقاء تم مع (لواء شرطة)، ومكالمة طويلة مع رئيس قطاع الأمن الوطنى، انتهت بتمزيق محضر الضبط، وكانت الحجة أنه تم تجنيد المتهم من جانب ضباط القطاع، ليكون بمثابة (مرشد أمن وطنى)، يدلى بمعلومات مهمة عن باقى العناصر الإرهابية». كان محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أعلن خلال مؤتمر صحفى، عن تورط تنظيم الإخوان فى التفجير، بالتنسيق مع تنظيم «أنصار بيت المقدس»، بدعم لوجستى كامل من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فى قطاع غزة، التى تولت تدريب عناصر الإخوان على أسلحة متطورة وأنظمة تشويش وكيفية استخدام الصواريخ لاستهداف الطائرات، وقالت المصادر بالصحيفة إن «قيادات مباحث القاهرة أخطرت قيادات فى قطاع الأمن العام، بواقعة تمزيق المحضر والتى أبدت اعتراضها على هذا الأسلوب، واعتبرته غير قانونى، وطلبت ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية المطلوبة تجاه المتهم». وأوضحت المصادر السيادية أن اللواء أسامة الصغير، مدير أمن القاهرة، فى ذلك الوقت، تلقى اتصالات من بعض القيادات المهمة فى قطاع الأمن الوطنى، التى تولت العمل عقب محاولة استهداف اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، تطالبه بضرورة صرف المتهم من قطاع شرق وإخفاء محضر الضبط أو تمزيقه، وهو ما حدث بالفعل، وتم إطلاق سراح المتهم، وأضافت أن «المتهم تم ضبطه مرة أخرى أثناء مشاركته فى مسيرة فى منطقة المطرية، وأصيب خلالها أثناء تعديه على قوات الأمن، إلا أن قيادات عليا فى قطاع الأمن الوطنى، حضرت إلى قطاع مباحث شرق، وتسلمت المتهم بحجة استكمال التحقيقات معه، وأطلقت سراح المتهم لنفس السبب وهو أنه تم تجنيده للإرشاد عن الإرهابيين، وكان ذلك فى شهر نوفمبر 2013 عقب شهرين من تعرض وزير الداخلية لمحاولة الاغتيال فى سبتمبر 2013».