"مع السلامة تروح وتجينا بألف سلامة" كلمات يرددها أهالى محافظة المنيا ، بقلوب مملوءة بالقلق والخوف والرعب ، بعدما تزايدت حوادث الطريق الصحراوى الشرقى والزراعى بالمنيا ، وأصبح لا يمر يوم دون أن يرتوى أسفلت الطريق بدماء المسافرين، فكم من أسر بكاملها راحت ضحية حوادث تصادم السيارات وانقلابها ، نتيجة السرعة الزائدة وغياب الإضاءة الكافية ، أو جهاز الرادار المرورى الذى يحكم سراعات قائدى السيارات على الطرق السريعة. وطبقا للإحصاءات التقريبية لمحاضر الشرطة والخاصة بحوادث الطرق ، وصلت لما يقرب من 600 قتيل ومصاب بمحافظة المنيا خلال عام 2013 ، كان أكثرها عند كمين الصفا والشيخ فضل ببنى مزار على الطريق الصحراوى الشرقى ، وكذلك عند طوخ الخيل بالصحراوى الغربى ، وعند مدخل مغاغة شمال المنيا . وطالب غالبية أهالى مركز المنيا ، ضحايا حادثى الموت، بضرورة ازدواج الطريق الدائرى ، مؤكدين أنه تم اتخاذ قرار من مجلس محلى المحافظة 2010 ، بازدواج الطريق مسافة 9 كيلو مترات ، حتى الطريق الزراعى مصر – أسوان ، هذا إلى جانب حدوث بعض التعديات على الطريق الدائرى ، من قبل بعض الأهالى ، وعمل مغاسل خاصة للسيارت ، مما أتلف الطريق الأسفلتى بتلك المناطق ، وكذلك عدم وجود إنارة كافية للطريق ، برغم أن هذا الطريق يعتبر همزة الوصل الرئيسية مابين محافظة المنيا ، والطريق الزراعى ، والطريق الصحراوى الغربى . كما طالب الأهالى بإزالة أحد الأكشاك الخاصة لرسوم المحاجر ، والتى تعد سببا رئيسيا ، فى غالبية الحوادث ، لعدم وجود إنارة كافية أو عواكس مضيئة لسيارات المحاجر ، حيث تسببت السرعة الزائدة والجنونية ، واختلال عجلة القيادة بيد السائق ، فى حادثى تصادم وانقلاب ، والتى أسفرت عن كم كبير من المتوفين مفجعة لأهالى المنيا ، حيث أسفر الحادثان عن مصرع وإصابة 33 شخصا الأسبوع الماضى . ولم يتبدل الحال على طريق الصعيد الزراعى بالمنيا سابقاً ، والملقب بطريق الموت ، والذى بدأ العمل فى ازدواجه منذ عام 2009 ، عقب حادث غرق أتوبيس أمام مركز مغاغة بترعة الإبراهيمية، والذى راح ضحيته 67 قتيلا وإصابة 10 آخرين آنذاك، لم ينته حتي الآن في الوصلة ما بين قرية ملاطية بمغاغة شمالاً ومدينة المنيا جنوباً بطول 77 كيلو مترا، فمع كل حادث تجد الإعلان عن قرب انتهاء ازدواج الطريق، وبمرور العام تلو الآخر، والطريق محلك سر، ويفجع الأهالي ليل نهار علي أصوات سيارات الإسعاف، التي تنقل أحياء وأمواتاً ليستمر هذا الكابوس. يقول هشام مسعود سائق، إن طريق القاهرة - أسوان الزراعي من أخطر الطرق على الإطلاق، لأنه ملاصق لترعة الإبراهيمية ،وترعة الصفصافة من الجانبين، فإذا انحرفت يميناً أو يساراً فمصيرك الغرق، كما أنه طريق ضيق لا يستوعب الكثافة المرورية الكبيرة، ورغم كل ذلك يتم استخدام الطريق فى الاتجاهين من الشمال للجنوب والعكس ، ونظراً للحوادث المتكررة التى يروح ضحيتها مئات الأبرياء سنويا ، أعلنت وزارة النقل ازدواج الطريق منذ عام 2009 فور وقوع كارثة غرق أتوبيس يقل 77 شخصا مات منهم 67 ، إضافة الى عمل سور خرسانى طوله ما يقرب من متر كمصدات ، لمنع سقوط السيارات بترعة الإبراهيمية أو الصفصافية ، ورغم مرور ما يقرب من 5 سنوات إلا أنه لم يتم الانتهاء من ازدواجه. وأضاف ربيع محمود موظف أن هيئة الطرق أنجزت أجزاء كبيرة من الطريق، وهناك أجزاء لم يتم ازدواجها حتى الآن ،ويقوم سائقو السيارات والميكروباصات باستخدام الطريق القديم والجديد فى الإتجاهين بنفس العشوائية ، سيارات تسير عكس الأخرى ، دون أي علامات إرشادية وهو ما ينذر بكارثة أخرى. وأشار طاهر عبد الرحمن مزارع ، إلى أن حوادث الطرق تزداد في فصل الشتاء بسبب الضغط المروري على الطريق الزراعي من طلاب المدارس والجامعات ، وتزامنه مع موسم حصاد المحاصيل الشتوية التي تشتهر بها المنيا مثل محصول البطاطس ، الأمر الذى يؤدى إلى انقطاعه بالساعات والزحام الشديد. أما عصام حسن سائق ،فأشار إلى أن مشكلة الطريق الزراعي ، هي كثرة المطبات العشوائية التى تبعد كل البعد عن معايير عمل المطبات ،فيوجد أكثر من 125 مطبا صناعيا بالطريق الزراعي القاهرةأسوان بنطاق المحافظة من مدينة مغاغة شمالاً وحتي ديرمواس جنوباً ، ونظرا لغياب الصيانة الدورية بالطريق تم إختفاء وسرقة جميع العلامات الإرشادية ، إضافة إلى عدم طلاء المطبات باللون الفسفوري ، وخاصة عند القيادة بالليل ، مما قد تؤدي هذه السلبيات لفقد العشرات لأرواحهم ، لأنها تتسبب في انقلاب السيارات المسرعة في حال عدم رؤية السائق للمطب. وتقول سارة حمدي طالبة جامعية ، أن جميع المناطق التي تم الانتهاء منها في ازدواج الطريق ، تشهد تعديات صارخة من قبل الأهالي ، فنجد من أقام أكشاكا خشبية ، معلنا افتتاح كافيتريا فى حرم الطريق ، وتقديم مشروبات ومأكولات ، دون أية تراخيص ، ومنهم من يقوم بوضع طوب وحجارة فى نهر الطريق، وعمل مطب مخالف لكل المعايير ، ويؤثر على حركة السيارات. وأوضح صابر سيد طالب جامعى ، أن الطريق مظلم بالليل فالكشافات مظلمة ، ليس بسبب انقطاع الكهرباء ولكن لانعدام الصيانة أو عدم توصيل الكهرباء للأعمدة تخفيفا للأحمال ، كما أن العلامات الإرشادية للمطبات مظلمة ومعطلة .