معذرة يا بنى وطنى على التكرار والعودة إلى الحديث عن «البرلمان المصرى»، وقد طال انتظار عودته إلينا من غربته، رغم أن في البلاد ما هو في حاجة إلى «بيت التشريع»، ومع هذا فهناك أكثر من شعاب في حياتنا المعاصرة في حاجة، بل فى مسيس الحاجة، لأن نضع لها النصوص التشريعية بدلاً من تلك الآراء التي تتفق ثم تعود إلي سيرتها الأولى، فتختلف ولم تستقر قرارها إلى الآن، لأنه حيث يغيب البرلمان عن مناقشة اختصاصه في عالم القانون، وقد كثرت وتزاحمت القوانين الصادرة من الجميع ولم يكتب لها السيادة وصلاحية التطبيق، وأيضاً بدأت الاجتهادات الفقهية عن علم، بل وعن جهل، ومصداق ذلك ما نراه بوسائل الإعلام المختلفة سواء في الجرائد السيارة أم هؤلاء الفقهاء غير المختصين في أمر الفقه والقانون، كل يدلى بدلوه وكأنه -حسب تصوره- القول الفصل وما هو بالهزل، كل يدلى بدلوه فيما هو من اختصاصه أو عدم علمه وهذا في منتهى الخطوة، اختلاف في الرأي وفي المشورة، وهذا الاتجاه يضر ضرراً لا حدود له في صياغة تشريعية لها قصب السبق في زحمة تعدد الآراء، ومن هنا والخطاب موجه إلى أولى الأمر فينا أن يعملوا بتحديد موعد لفتح باب الترشيح للبرلمان القادم والذي سوف يكون لنا شرف وصفه -عن حق- بأنه سيكون «برلمان الثورة» وما سوف يصدره من تشريعات تليق بعظمة ما جد في الساحة السياسية عقب انتصار الثورة المصرية، والكل يرنو إلى أن يسهم ببناء مجلس نيابى عالى المقام فيه التشريع كما عرفه الفقهاء المختصون «بأنه فن الخير والعدل» والخير فضيلة والعدل فضيلة، حيث يمثل بحق وصدق المعانى الفاضلة ويعطى المنصب الانتخابى إلي من هم أهل له، فلا تزييف -إذن- لإرادة الشعب أو تزوير لأصحاب الحقوق كما كان في «العهود البائدة» حيث كان ينجح الراسبون ويرسب الناجحون، وكانت لغة لتشكيلات ما أطلق عليه «بدون وجه حق» إنها مجلس الشعب في ظل هذه الظروف اللاأخلاقية أنه «سيد قراره» وكان هذا كله قد عجل بقيام لهيب الثورة، تلك التي قضت علي الإفك والتزوير وفتحت صفحة جديدة بدأت بالدستور ورئاسة الجمهورية وبقى «الحبيب الغائب مجلس البرلمان» عقل الأمة وقلبها الدفاق». ونرجو أن تتحقق خاتمة الطريق وتتم الثلاثية المقدمة ويكون موعد افتتاح البرلمان يدق على الأبواب وتستعد الأمة قاطبة للاحتفال بمولده، مجلس للتشريع عظيم، ومجلس نحيي فيه شهداء مصر الذين بدمائهم كتبت لنا الحياة الحرة «ودم الأحرار يدق على الأبواب». وقبل شهيداً على أرضها.. دعا باسمها الحق واستشهدا. وآخر دعوانا في خطاب حب إلى أولى الأمر: حددوا -إذن- موعداً قريباً لمولد البرلمان مع دقات فجر جديد، فيه الخير للأمة وللناس أجمعين.