بالرغم من أن تاريخ مصر وحضارتها امتدت الى ما يزيد على 7 آلاف عام.. وحققت من العلم والمعرفة تراثاً بُنيت عليه معظم الحضارات الأخرى في العالم. وفي الوقت الذي كانت الحضارة المصرية تنير أرجاء مصر والمنطقة المحيطة بها.. كانت أوروبا ترزح تحت نير الجهل والفوضى. وبالرغم من كثرة المحن التي مرت على مصر والمصريين ولكن كان هناك دائما تميز في الترابط.. والقدرة على احتواء أي حضارات همجية حاولت الهجوم عليها.. وقد توافد علينا الكثير والكثير من الحضارات التي كانت أقل بكثير.. ودون مستوى الحضارة المصرية.. ولكنها لم تنجح مطلقاً في أن تكسر إحساس المصريين بالاعتزاز ببلدهم.. حتى جاء الفتح الاسلامي لمصر.. الذي وصل الينا في زمن كان فيه الرومان يحكمون ويتحكمون. وفي الواقع فإن تاريخ الفتح الاسلامي في مصر اكتنفه الكثير من الأساطير والتهاويل.. والتي مازلنا لاندري من أين أتت.. وإلى أين ذهبت.. ولكن الشىء المؤكد أن الاسلام جاء نورا وحضارة لنا جميعا!! والتاريخ يذكر أن البعض ممن جاءوا لمصر وتولوا أمور البلاد.. لم يأبهوا الى تاريخ حضارة مصر.. وأن مصر دائما كانت دولة عظيمة تشع نوراً وحضارة. بل كانت تمثل مصدراً للثروات.. الى حد أن احد خلفاء الدولة العباسية أراد أن يهدم الأهرام.. لاعتقاده أنه بداخله الكنوز والأموال. ولكن إرادة الله العليا لم تمكنه من هذا.. وحُفظ أحد عجائب الدنيا السبع من الضياع.. تحت وهم ما يحتويه من كنوز والطمع في الاستيلاء عليها. وكان ينظر لمصر دائما عبر التاريخ وإلى الآن على أنها الجائزة الكبرى.. بثرواتها.. وتميز شعبها.. وجنودها خير أجناد الأرض الذين بقدرة الله وبسالتهم يحققون النصر!! ولذلك تعرضت مصر للكثير من الفتن.. والمؤامرات ومصر تنتقل من احتلال لآخر.. ولكن إرادة الله العلي القدير.. لم تشأ لهذا الشعب أن ينكسر أو يذل أبداً فكان دائما.. واقفا كالطود والبنيان المرصوص.. أمام كل من حاول هدم الحضارة المصرية. حتى عندما انتهى الأمر الى الاحتلال البريطاني لم يتمكن أبداً من إخضاع المصريين لإرادته.. حتى أن لغته لم تجد سبيلاً الى الشعب المصري.. بعكس ما حدث في الهند والدول الأخرى التي وقعت تحت احتلاله وبعضهم اعتبر اللغة الانجليزية لغته الأولى. وحتى عند قيام ثورة 23 يوليو 1952.. والمبادئ الستة للثورة التي أعلنتها.. تطلع الشعب الى المجد والتقدم لمصر واستقرارها.. ولكن سرعان ما انهارت الآمال تحت وطأة ديكتاتورية الحكم الشمولي.. الذي جاء بهزائم متلاحقة وانتهى بهزيمة 1967 التي مازلنا نعيش آثارها إلى الآن وعندما أراد الرئيس عبد الناصر تصحيح المسار.. لم يسعفه العمر لذلك!! وحتى عندما تحقق نصر أكتوبر 1973 في عهد الرئيس السادات وأراد أن يستغل الانتصار العسكري ويوظفه في النهضة بأحوال مصر وأعلنها صراحة أنه سوف يلتفت الى الوطن وشئونه الداخلية.. اغتيل بقصد.. على يد الإسلاميين الإرهابيين.. الذي كان أطلق سراحهم.. وهم الذين عرف عنهم الخيانة.. ويقولون دائما ما لا يفعلون. وتوقف حلم النهضة!! وجاء حكم مبارك الذي اتسم بالفساد والاستبداد.. وزاد الطين بلة.. أنه خطط ليكون الحكم من بعده بالتوريث لنجله.. وهيأ لبطانة الشر من حوله أن الدنيا قد دانت لهم الى الأبد. لقد تداولت وتعاقبت على مصر أزمنة فتن متعددة وتكالب عليها الكثيرون من الخائنين.. مثل الاسلاميين الإرهابيين يظنون أن الغد كالأمس.. وتساندهم دول متآمرة.. ترى في مصر شوكة في ظهرها تقف لها بالمرصاد.. بقوة شعبها وجيشها لتقضي على مؤامراتها ليس فقط ضد مصر بل ضد المنطقة بكاملها!! الكلمة الأخيرة الدول المساندة والممولة للإرهاب.. عليها أن تعلم أن مصر بلد عاصية على كل الفتن والمؤامرات.. وأن تقرأ تاريخ مصر جيداً.. حتى تتعظ ولا تُستدرج من إرهابيين مرتزقة مآلهم التشتت والتيه ليستقروا في الدرك الأسفل..!! عظيمة يا مصر