تسبب ظهور حالات من الإصابة بأنفلونزا الطيور خلال الأيام الماضية في حدوث حالة تخوف لدى المواطنين من عودة المرض من جديد وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن تسجيل حالتي وفاة بسبب أنفلونزا الطيور لتكون الحصيلة النهائية لهذا العام 7 إصابات، توفى منهم ثلاثة أشخاص.. وللوقوف على حقيقة المرض يوضح التحقيق التالي أسباب انتشاره وطرق الوقاية منه. قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، رئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والتدرن: حالات أنفلونزا الطيور التي تم الإعلان عنها موجودة بالفعل والسبب في ذلك التساهل في تربية الطيور وتداولها وذبحها، والبعض يعتبر أن تربية الطيور نوع من الرزق، وكذلك مخلفات وبقايا الطيور وكلها تحمل الفيروس والقضاء على هذا المرض يحتاج الى تعاون وحملات توعية للتعرف على خطورة هذا المرض وهذا الفيروس قادر على التحور، وهنا تكمن الخطورة حيث يصيب الجهاز التنفسي ويسبب التهابات رئوية ويتم وضع المريض تحت جهاز التنفس، وهناك عدة اعتبارات يجب الأخذ بها منها الحرص في التعامل مع الطيور ولبس ماسك وجوانتي في اليد، وفي حالة وجود طيور نافقة أو مريضة يجب الابتعاد عنها وعدم التعامل معها، كما أن خطورة المرض أيضاً تتمثل في أن الفيروس سريع الانتشار والعدوى مثل غيره من الفيروسات الأخرى وينتقل عن طريق الملامسة للمريض ويجب اتباع التعليمات الصحية والوقائية البسيطة حفاظاً على صحتنا وحياتنا. وأضاف الدكتور محمد عبدالعزيز علي، استشاري أمراض الباطنة والحميات بمستشفى حميات إمبابة: مرض أنفلونزا الطيور مرض معدٍ يسببه فيروس من نوع الأنفلونزا a ويصيب أغلب أنواع الطيور الداجنة المائية والبرية، خاصة الدجاج والبط والديك الرومي وبعض أنواع القوارض، وأكثر هذه الفيروسات شراسة h5 وh7 ويعتبر النوع المسبب لأنفلونزا الطيور h5n1 هو أحد أشد هذه الأنواع ضراوة، حيث تسبب حتى الآن في نفوق ما يزيد علي 250 مليون طائر بسبب النفوق المباشر وبسبب الإجراءات الوقائية والعلاجية التي نقوم بها في التخلص من هذه الطيور، ما يسبب خسائر اقتصادية فادحة وتنتقل العدوى بين الدواجن عن طريق تلوث الأعلاف ومياه الشرب بإفرازات الأنف وبراز الطيور المصابة وأعراض الإصابة في الطيور تكون بسيطة في الطيور البرية والمهاجرة وتتميز بنقص طفيف في استهلاك العلف وفقدان بسيط في الشهية وإفرازات مائية من الأنف والكحة وسرعة التنفس وإسهال، ولكن تصاب بها الدواجن والطيور المحلية ويحدث لها ارتفاع في درجة الحرارة وفقدان القدرة على الحركة وفقدان الشهية وانخفاض في إنتاج البيض أو يكون إنتاجاً رخواً وبدون قشرة أو قشرة رخوة ووجود تورم بالرأس والجفون وإفرازات أنفية مائية ثم مخاطية. ويضيف الدكتور محمد عبدالعزيز: تنتقل العدوى إلى الإنسان عن طريق الطيور المصابة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال تنفس الهواء الذي يحمل مخلفات الطيور أو بطريقة غير مباشرة من الأماكن وأدوات ملوثة بمخلفات وإفرازات الطيور المصابة، ولم يثبت حتى الآن انتقال العدوى عن طريق أكل اللحوم والبيض، ولكن ينصح عموماً بطهي اللحوم والبيض جيداً قبل الأكل والاحتكاك المباشر بالطيور البرية التي تنقل المرض أو عن طريق الرذاذ المتطاير من أفواه الدجاج وإفرازات الجهاز التنفسي أو عن طريق الأدوات المستخدمة والملوثة بالفيروس مثل أقفاص الدجاج وأدوات الأكل والشرب وأرضيات الحظائر والأقفاص، وتظهر الإصابة بصورة حادة وسريعة الانتشار في التجمعات الإنسانية مثل دور الحضانة والمدارس والجامعات، حيث تكون الإصابة أكثر حدة وانتشاراً بين الأطفال في عمر من 5 - 14 سنة وكبار السن وتتمثل أعراض المرض في الإنسان في ظهور هبوط عام وصداع ورعشة مع سوء الهضم وانتفاخ أو فقد الشهية وإمساك، وأحياناً بول داكن وارتفاع في درجة الحرارة وآلام في العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس والوفاة، ويجب على الإنسان تجنب جميع أنواع الاتصال والاختلاط بالدواجن والابتعاد عن مزارع الدواجن أو سوق بيع الطيور والتعرض لملامسة الدواجن التي تعيش في البيوت عند ظهور الوباء، ويجب الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون مع استعمال مطهر موضعي عند ملامسة أي شيء يمكن أن يكون ناقلاً للعدوى ويجب عند تقطيع الدواجن إبعادها عن الأطعمة الأخرى الجاهزة للأكل وعدم استعمال نفس السكين المستعملة في تقطيع الخضراوات والاهتمام بغسل البيض بالماء والصابون مع إزالة أي عوائق أو أوساخ عليه وعدم تناول الصفار إذا كان رخواً أو سائلاً. ويرى الدكتور محمد عبدالعزيز للوقاية من هذا المرض ينصح باستخدام لقاح الأنفلونزا الموسمي والإسراع في استشارة الطبيب خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض حتى يمكن للمريض أن يتناول أحد الأدوية المضادة للفيروس وتجنب الوجود في الأماكن المزدحمة وزيادة تهوية أماكن التجمعات البشرية مثل الفصول وتجنب الانتقال من الأماكن الدافئة إلى الباردة بشكل مفاجئ، كما يمكن للإنسان أن يزيد من قدرة الجهاز المناعي لديه من خلال الإكثار من تناول فيتامينات موانع الأكسدة الموجودة في الجزر والخضراوات الورقية الطازجة، وكذلك فيتامين «c» الموجود في الليمون واليوسفي والبرتقال والجوافة، أما الإجراءات العلاجية للمرض فهي تتمثل في الراحة التامة في السرير وشرب كميات كبيرة من السوائل وتناول مضادات الفيروس مثل «أنتوفلو» وغيره من الأدوية المضادة للفيروس.