السؤال الأول علي لسان ووجه كل مصري اليوم هو: ماذا يحدث اليوم، الجمعة، 28 نوفمبر وهل نمارس حياتنا العادية.. أم نلزم بيوتنا اتقاء ما يمكن أن يحدث بالشوارع. هنا- للأسف- يتحقق الهدف الأكبر للإخوان، فيما أعلنوه من مظاهرات وأعمال عنف رداً علي موقف الدولة.. وما حدث من السلطة فيما عرف باسم أحداث محمد محمود! وهو حدث كان يخطط فيه الإخوان للهجوم علي مقر وزارة الداخلية، بهدف إسقاط السلطة، التي هي الشرطة، التي هي: وزارة الداخلية. والغريب أن الاخوان يستغلون طبيعة الأمة المصرية أي الخوف المجهول، ومن المجهول.. ذلك أنهم يستخدمون الآن سلاح الشائعات، بشكل لارهاب الناس، بالكلمة.. وللأسف باستخدامهم كتاب الله «القرآن الكريم» برفعه فوق الرؤوس وكأنهم يريدون إعادة زمن انتهي منذ 1400 عام.. أي اعادة الوطن الي الوراء.. متسترين تحت ظلال القرآن، وهو ماحدث في معركة صفين عندما استغل اثنان هما أبرع دهاة العرب: عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان القرآن الكريم لتغيير الحاكم.. وتغيير النظام، أي باسقاط الدولة الإسلامية ورفضهم حكم الإمام علي، أميراً للمؤمنين.. ووضع معاوية مكانه.. وكان هذا هو الخروج الأول علي الدولة الإسلامية الأولي.. ولم يكن الهدف أي عمل إصلاحي بل كان من أجل كرسي الحكم.. تماما كما يفعل الاخوان الآن.. ولقد قضيت يوماً طيباً في مدينة بني سويف بدعوة كريمة من الدكتور أمين لطفي رئيس جامعة بني سويف لأشارك في ندوة تناقش سبل مواجهة الارهاب والقضاء عليه في مصر.. واشترك معي في هذه الندوة اللواء أسامة الجريدلي مستشار المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية والمستشار عادل الشوربجي نائب رئيس محكمة النقض واللواء محمد قشوش الأستاذ بأكاديمية ناصر والمستشار محمد حسن نائب رئيس مجلس الدولة.. وفي قاعة الاجتماعات بالجامعة «المسرح» وهي نسخة رائعة من قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة وهي الجامعة الأم لجامعة بني سويف قلنا كل شيء.. وبدأ حديث الدكتور أمين لطفي عن كيف نحمي الوطن من الخنجر المسموم الذي يجب التصدي له وأهمية عقد مؤتمر دولي برعاية الأممالمتحدة وكيف أنه يتمني أن يجري حوار بين المحاضرين والطلبة، وبالذات طلبة كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بمشاركة عميدها الدكتور شعبان مبارز.. واقترح رئيس الجامعة انشاء مركز دولي للدراسات الاستراتيجية لمكافحة العنف والارهاب وسيتم عرض هذا الاقتراح علي مجلس الجامعة ثم المجلس الأعلي للجامعات واصدار مجلة دولية لنشر الدراسات الهامة. أما اللواء أسامة الجريدلي فتحدث عن المصالح الحيوية المعرضة للخطر وضرورة شحن امكانات الدولة والالتحام لمواجهة الخطر.. ثم قسم موضوعات ومحاور الندوة احدها عن الابعاد المحيطة بظاهرة الارهاب، ثم البعد العسكري لمواجهة الارهاب ثم البعد الإعلامي في مواجهة الارهاب. ورابعاً.. الإرهاب الدولي وخامساً البعد القانوني. وقال إن هدف الاخوان هو أن يثبتوا أن الدولة غير مسيطرة علي الأوضاع.. أي هي دولة فاشلة بهدف إحداث حالة من الفزع والترويع والتخويف. وكشف كثيراً من أبعاد هذه الظاهرة الجريمة وقال إن ما بين 10 ملايين و15 مليون قطعة سلاح دخلت مصر في السنوات الأخيرة وان حجم أموال تجارة هذا السلاح تصل الي 30 مليار جنيه!! وكشف مافيا السلاح التركي في مصر ومدي حقد الرئيس أردوجان علي مصر.. وتحدثت عن البعد الإعلامي واعترفت بأن كثيراً من الاعلاميين ينفذون دون وعي المخطط الارهابي. وتساءلت: هل استطاع الاعلام القومي «الرسمي» المقروء والتليفزيوني مواجهة دور الاعلام الموجه، المملوك للقطاع الخاص أم هناك من هذا الاعلام من يعمل وفق مخططات خاصة. وهنا تساءلت: هل الحرية تعني تدمير الوطن. وطالبت باعلام وطني يضع مصالح الأمة فوق المصالح الخاصة حتي نواجه الإعلام «الموجه» الداخلي والخارجي.. واعترفت بأن من الاعلام الرسمي الموجه ما يغطي بكثير من الغباء ما يخطط له.. الارهاب!! وقلت إننا أمام اعلام خاص يتوحش يوماً بعد يوم.. وإن الارهاب لجأ إلي من يملك القدرة علي التأثير: ماليا مثل قطر وارهابيا مثل تركيا وإعلامياً مثل انجلترا.. وإننا للأسف إعلامياً نخاطب أنفسنا ولم نعرف كيف نخاطب الغرب. أما المستشار عادل الشوربجي فقد فند عناصر البعد القانوني لمكافحة الارهاب وشرح الموقف القانوني منذ عرفت مصر الإرهاب من عقود كثيرة وكيف نواجه كل ذلك.. وأضاف المستشار محمد حسن الموقف الدولي من الحركات الارهابية وكيف أن هذا صار مطلباً شعبياً من العالم كله. ثم دار حوار واسع مع الأساتذة والطلبة.. في واحدة من أكبر وأحدث جامعات الصعيد. وهنا لا يسعني إلا أن أشكر المشرف علي إعداد هذه الندوة الطبية: الدكتور هشام بشير مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والاقتصادية بجامعة بني سويف والمدرس بكلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية بالجامعة.. علي جهده الكبير وحسن تأديته لمهمته الجامعية.