سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. آمنة نصير أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر فى حوار ل«الوفد»: 28 نوفمبر.. دعوة مجرمين.. وعمل نجس مخالف للدين
الشعب المصرى رفضهم ولفظهم ويحاولون عقابه بحرق مصر
يعتبرها الغرب، سفيرة الإسلام بدوله، ويراها سلفيو مصر مرتدة، ومخالفة لتعاليم الدين الإسلامى الذى يحتكرون الحديث باسمه، وهى تراهم جهلاء لا يفقهون العلم، وتؤكد أن دعوة جبهتهم لثورة إسلامية فى 28 نوفمبر، ما هى إلا إجرام فى حق الوطن.. هى د. آمنة نصير, أستاذة الفلسفة والعقيد الإسلامية، بجامعة الأزهر الشريف. قالت فى حديث ل«الوفد» إن دعوة التيار الإسلامى، وعلى رأسهم الجبهة السلفية، لثورة مسلحة إسلامية، ورفع المصاحف يوم 28 نوفمبر، ما هى إلا استعادة لعهد الخوارج، وتجارة بالدين، ومنحنى إجرامى فى حق الوطن، والدولة المصرية، والدين الإسلامى يرفضها، وعلى الدولة أن تواجهها بكل حسم، خاصة أن من يسقط من جرائها ليس بشهيد، وإنما مُعتد على الوطن. وأكدت «نصير»: أن هذه التظاهرات تأتى من منطلق الأعمال النجسة التى يقومون بها، من أجل إسقاط الوطن، والأزهر الشريف هو حائط الصد لمثل هذه الأعمال، وعليه الخروج للرأى العام لإظهار حقيقتهم، مؤكدة أن السلفيين فى مصر منهم أصحاب الفكر المتطرف، والإجرامى، ويرون أنفسهم ورثة الإخوان، ولكنهم هم أخطر منهم.. وإلى نص الحوار: دعا بعض المحسوبين على التيار الإسلامى، لتظاهرات يوم 28 نوفمبر، تحت مسمى: «الثورة الإسلامية»، ومن المنتظر أن يرفعوا فيها المصاحف؟ - هذه التظاهرات.. ليست ثورة إسلامية وإنما إجرامية فى حق الوطن، وتأخذ المنحنى الإجرامى، لأن رفع المصاحف بدعة، قام بها الخوارج، عندما قبل الإمام على -كرم الله وجهه- وقف القتال مع معاوية بن أبى سفيان، وكان على وشك أن يفوز بالمعركة، فلجأ الخوارج إلى هذه الحيلة، وبالتالى القيام بها خلال هذه المرحلة يؤكد أنهم خوارج، وهم بالفعل كذلك، لأن الأمر برمته استدعاء من الماضى، ونحن مشكلتنا مع كل الفرق التى تتاجر بالدين سواء السلفيين أو الإخوان، والجهادية، والدواعش إلى آخر هذه المسميات، جميعهم تجار باسم الإسلام، ولكى يمولوا هذه التجارة، يستعيدون التاريخ والنصوص وتأويلها لمصالحهم الشخصية، حتى يكسبوا المجتمع المعاصر باسم الدين. وما يقومون به من أجل مصالحهم الشخصية، إجرام بعينه لأنهم يزجون باسم الإسلام فى قضايا شخصية وبما يحقق مطامحهم ومطامع السياسة، وهذا هو بيت القصيد، وهو ما يهدفونه من تظاهرات 28 نوفمبر ولكن لن يحدث، فهم حريصون على إرباك المجتمع المصرى، بالحرق والتدمير والتخريب، وإرباك الشرطة والنفس المصرية.. وهم يعلمون جميعا أن الشعب المصرى لفظهم، ويرفض وجودهم، وبالتالى هم يقومون بعقابنا بحرق مصر، بهذا الفكر الإجرامى. ولكن ماذا عن المصاحف ورفعها ومصيرها؟ - كما قلت هى استعادة لفكرة الخوارج، ورفعها على أسنة السيوف، ولكن خلال الفترة الحالية، سيكون مصير المصاحف أن تداس بالأقدام، حيث إن هذه المصاحف التى كانت فوق أسنة الرماح كما قام الخوارج، وفى أيدى المتظاهرين المنتظر خروجهم، ووقت التدافع، وتدخل الأمن لفضهم والقبض عليهم تسقط المصاحف على الأرض وبسقوطها على الأرض، ستداس بالأقدم وهنا أتساءل: ماذا ترك هؤلاء لحرمة الدين؟ وحرمة المصاحف؟ وهل كرسى الحكم وصل بهؤلاء الناس بهذه الطريقة؟ بالإضافة إلى أن الشعب لا يحمل لهم أى ود، ولا رغبة فى المصالحة، وفى نفس الوقت فإن سقوط المصاحف على الأرض والمتاجرة بالدين أمر سهل وطبيعى لهم فهم يقبلون على هذه المسألة بهذه الجرأة، ويُعيدون تاريخ الخوارج من جديد. إذن هى ليست ثورة إسلامية كما يتحدثون؟ - إطلاقاً.. ولا تمت لأى فكر إسلامى ولكنها على صلة بالفكر الإجرامى والسطو على الوطن.. وإليك عدة نقاط توضح حقيقة هذا الأمر.. الإسلام يحترم النفس البشرية، وحماية العقل، وحماية النسل، وحماية الدين، وحماية المال، وهى من الكليات الخمس فى الإسلام، ومع هذا هم انتهكوا كل شىء من تدمير وتخريب وكليات أحرقوها، ومُدرجات أشعلوها، وتطاول على البشر فى الحرم الجامعى، فهم حرقوا الحجر، والبشر، والعلم، وهذا الذى فعله التتار عندما دخلوا بغداد، فهم يُطبقون ما فعله التتار والخوارج، وهؤلاء لا يعرفون وطناً ولا حباً ولا ديناً، ولا يعرفون الكُليات الخمس. وماذا يقول الدين فى مثل هذه الدعوات؟ - الدين يرفضها رفضًا تامًا.. وحرام شرعًا، خاصة أن دعوات التخريب والتدمير كان يرفضها الرسول حتى فى الحروب.. حيث إن الرسول سبق الميثاق الدولى للحروب، وكان دائم التنبيه على عدم حرق الحجر أو البشر أو قتل بهيمة، أو امرأة أو عبد، وهذا هو دستور الإسلام فى معاركه مع الأعداء، والآن الوضع مع فئات ضالة تحاول أن تخرب وتدمر وبالتالى الدين يرفضها بشكل كامل. هل الأزهر الشريف وتحذيره من هذه التظاهرات كان على قدر المسئولية؟ - الأزهر.. هو الحائط الصد لكل هذه الافتراءات، لأنه جامعة متخصصة، وأتمنى أن يكون أقوى من ذلك كثيرًا، ووقفته لمواجهة هؤلاء الأوغاد بكل حسم، والبيان الصادر عنه بهذا الشأن، على قدر المسئولية بالإضافة إلى دور وزارة الأوقاف الكبير فى التحذير وإظهار مثل هذه الحقائق، خاصة أن من دعوا لمثل هذه الدعوات، ولا يملكن أخلاق فرسان ولا محاربين ولا أخلاقاً ترقى لعظمة هذا الدين. وماذا عن مصير أى ضحايا منهم فى هذا اليوم؟ - لن يرتقوا إلى مستوى الشهادة، لأنهم مُعتدون على حرمة الوطن وحرمة النفس وحرمة المواطن والأعزل من المواطن ومنشآته، وأتساءل: «أى شهادة سينالوها؟ هل هم فى الجيش يحاربون من أجل الدفاع عن ذمام الدولة؟، وبالتالى مصر التى لا يعرفون قيمتها، وتظاهراتهم ليست ثورة إسلامية ولا ثورة تستحق كلمة شهادة، وأنما نوع من التعدى المجرم، على الوطن والمواطن بدون أى وجه حق. ولكن بما تنصحين الأجهزة الأمنية فى مواجهتها لمثل هذه التظاهرات؟ - أنا أود من دولتى أن تكون أكثر قوة وحزماً وأكثر صمودًا، وألا تقف بهذه الصورة التى تغرى من تسول له نفسه، بالعمل الإجرامى ضد المواطنين وأن يكون لها موقف أقوى بالإطار القانونى العادل الحازم الذى يوقف هذه المهازل، الشعب المصرى يكره الإخوان وسيظل الأمر على الأقل ربع قرن من الزمان، وأنا أقول لهم لا تغتروا بمن خلفكم ممن أغويتموهم، بالمال الحرام. وأنا أقولها صراحة: «الإخوان يستأجرون البنات والشباب بهذه الأموال النجسة، وأنا أعتبرها أموالاً نجسة، لأن فيها اعتداء على حرمة العلم، وحرمة المنشآت، والعلماء وبالتالى هى أموال نجسه، لأن ما يقومون به نجس، وهذا الوطن مهما طالت آلامه وزاد شهداؤه لن يوجد من يثنيه عن فكرة تواصل الحياة، وأقول لهم اليوم أنتم الأخسرون أعمالا ولن تكسبوا شيئاً، لأنكم لن ترعوا الله فى هذا الوطن العظيم، وأتمنى للشعب ألا يكترث من هذ الإيذاءات النفسية. ماذا عن رؤيتك لأصحاب الفكر الذين دعوا لمثل هذه التظاهرات وعلى رأسها الجبهة السلفية؟ - أنا ضد الفكر السلفى الإجرامى، وليس الفكر السلفى كعموم، وفى مصر يوجد السلفى المجرم، والمختبئ وراء الشعارات الزائفة، وأنا أقولها لهم: «بئس الوارث وبئس الموروث»، وموقفى منهم واضح لأنى أذكر عندما تحدثت بلغة علمية بحتة، بشأن قضية النقاب وقلت إنه شريعة يهودية، هاجمونى بأقذر الألفاظ وأنا قمت بتوضيح رؤيتى وقلت لهم: ارجعوا للعهد القديم، وسفر التكوين، وأصحاح 42 و43، وشوفوا النقاب، وأرجعو للتلمود، زى السنة عندنا فى الإسلام، وشروحه الميشنا، والجيمار، وستجدون موسى بن ميمون، يقول إذا خرجت المرأة إلى ردة الدار دون غطاء الوجه تخرج من الشريعة اليهودية، وغيرها من الأسانيد التى تدعم وجهة نظرى فى أن النقاب من الشريعة اليهودية، وأيضا جاء الإسلام وكانت القبائل اليهودية مع القبائل العربية، متعايشين فى الجزيرة العربية، وكان النقاب مسيطراً عليهم ولكن الدين الإسلامى لم يفرضه ولم يرفضه. ولكن ماذا عن حقيقته فى الإسلام؟ - الإسلام لم يرفض أو يفرض النقاب.. وإنما فرض غض البصر.. وهو الروشتة الأولى للإسلام.. وطهارة النفس، وتبقى أن تلبس المرأة بالشروط الخاصة بألا يصف لبسها ولا تشف ولا يلفت النظر، والإمام الطبرى له مقولة لطيفة جداً فى أن مخالفة زى القوم ما لم يكن به إثم ليس من المروءة والمخالفة تكون على سبيل الشق، وده علم عقيدة، ولدى 40 مؤلفاً فى هذا العلم ورأيى فى النقاب، ولكنى واجهت شتائم بألسنتهم القبيحة.. أنا بتكلم علم وكنت بواجه ألسنة قبيحة. وبالتالى السلفيون فى مصر.. ليسوا على حق؟ - هم ليسوا سلفاً وهم طوال اللسان وسفهاء الكلمات وهم الآن يحاولون أن يكونوا الورثة، وأنا كأستاذ عقيدة وحصلت على الدكتوراة فى السلف من أول أحمد بن حنبل، إلى بن تيمية إلى بن عبدالوهاب، كما أننى الوحيدة فى الشرق الأوسط التى حصلت على الدكتوراه فى هذا التخصص من 40 سنة، أؤكد لكم أن سلف الفترة الحالية نقلوا الفكر حسب مصالحهم الشخصية.