شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم افتتاح جلسات الندوة الإقليمية بعنوان "تاريخ الزراعة عند المسلمين الأوائل"، والتي تُعقد على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من مصر والعراق والسودان وموريتانيا وتونس وفلسطين ولبنان والجزائر والأردن. يشارك في تنظيم الندوة مركز دراسات الحضارة الإسلامية أحد المراكز البحثية التابعة لقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (ISESCO)، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية. وقالت الدكتورة عزة الخولي، رئيس القطاع الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، في كلمتها الافتتاحية التي ألقتها نيابة عن الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، أن الندوة تقوم بإلقاء الضوء على نقاط هامة حول إسهامات المسلمين في مجال الزراعة. وتمنت أن تكون الأوراق البحثية المقدمة والمناقشات الثرية نواة لعمل جاد ومستمر في احياء التراث العلمي الاسلامي والتعريف به، خاصة للأجيال الشابة من الباحثين. وأشارت إلى أن قطاع البحث الأكاديمي يهدف من خلال مراكزه العلمية إلى أن تكون مكتبة الإسكندرية مؤسسةً بحثية توفر مناخًا بحثيًا جادًا للباحثين من داخل وخارج مصر، دفعًا لعجلة التقدم العلمي، وإسهامًا في إنتاج ونشر الأبحاث العلمية القيمة. وفي كلمته، نقل الدكتور صلاح الدين الجعفراوي ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيكو)، تحيات الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري ، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وتمنى للجميع التوفيق وبلوغ الأهداف المنشودة من الندوة التي تهدف إلى تسليط الضوء على إسهامات العلماء المسلمين الاوائل وجهودهم في مجال الزراعة، وإبراز تطورات الزراعة عند المسلمين الأوائل، ومستوياتها التاريخية، ودورها في تحقيق الأمن الغذائي. وأشار إلى أن الفصل الرابع عشر من جدول أعمال القرن 21، أكد على أهمية النهوض بالزراعة والتنمية الريفية المستدامتين لارتباطهما الوثيق بالتخفيف من حدة الفقر، ولا سيما في البلدان النامية. وفي سياق متصل، أكد "الجعفراوي" أن "الإيسيسكو" عززت تعاونها مع منظمة الأغذية والزراعة ووقعت معها برنامجًا شاملاً في إطار مشروع "نظم التراث الزراعي للشعوب الأصلة ذات الأهمية على الصعيد العالمي" من أجل تعزيز إدارة الموارد الطبيعية والحفاظ عليها واستغلالها المستدام في الدول الاعضاء. ويهدف هذا البرنامج إلى التوعية بأهمية المعرفة والثقافة الزراعية وإقامة المشاريع النموذجية من أجل تطوير النظم الزراعية والمحافظة على نظم التراث الزراعي العالمي. وأوضح أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة اهتمت منذ إنشائها، بقضية تحسين الانتاجية، وزيادة الدخل، وتوفير الاستدامة للأنشطة الزراعية، وتحسين الوضع الغذائي من خلال تنفيذ أنشطة التدريب الأساسية للمزارعين وأعضاء الأسر المشتغلين في الحقل الزراعي، وخاصة النساء والشباب.