في مسقط التقيت عدداً من المسئولين العمانيين ومن بينهم الدكتور خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشوري الذي يترأس المجلس لأول مرة في تاريخ المجلس النيابي العماني بالانتخاب خلال هذه الدورة. وهو شخصية تتسم بالصراحة والجد رغم أنه هادئ الطباع، ويحمل لمصر كل الحب والتقدير، ويحمل علي عاتقه هموم مصر ، يتحدث وكأنه وطني مصري من الدرجة الأولي. لا تشعر معه بأنك مع رجل عماني فحسب بل هو مهموم بقضايا الأمة العربية وعلي رأسها مصر ويعرب عن أمانيه بأن تجتاز مصر هذه المرحلة من تاريخها.. حديثه مفعم بكل الحب للمصريين، ومتابع جيد لكل ما يدور علي الساحة المصرية، مثل كل عماني يحدوه الأمل أن تستمر القاهرة علي نهجها في إتمام البناء والتنمية حتي تعود لها ريادتها. حدثني رئيس مجلس الشوري عن المجلس النيابي العماني الذي بدأ منذ ما يزيد علي ثلاثين عاماً، عندما بدأ في البداية كهيئة استشارية، ثم حدث له تحول جديد عندما جاء أعضاؤه بالانتخاب من المحافظات والولايات، وهو يقسم إلي غرفتين الأولي تسمي بمجلس الدولة وجميعهم من الخبرات العمانية ويأتون بالتعيين، والغرفة الثانية تسمي بالشوري عن طريق الإنتخابات ولكل ولاية من ولايات المحافظات نائب.. والغرفة الأولي الاستشارية دورها استشاري بالدرجة الأولي، أما الثانية فهي تقوم بدوري التشريع والرقابة طبقاً للنظام الأساسي للدولة.. وترفع توصيات للأخذ بها.. وأهم ما يشغل المجلس العماني حاليا هو إصدار قانون بحرية تداول المعلومات علي اعتبار ذلك من أهم القوانين، ومن حق وسائل الإعلام المختلفة الحصول علي كل المعلومات التي تحقق لها الأداء الجيد في عملها خاصة الصحف ووسائل الاتصال الالكتروني.. «المعولي» يعد شخصية عمانية بارزة علي اعتبار أنه رئيس الشوري الذي جاء بالانتخاب من بين نواب المجلس الممثلين لكل ولايات السلطنة. كأول عملية تحول جديدة تشهدها السلطة وكذلك النائبان للرئيس أو ما نطلق عليهما الوكيلين، وبالتالي فإن هذا المجلس لا يشغله سوي تحقيق ما ينفع الناس بالدرجة الأولي، وقد تحقق من خلال هذا المجلس الكثير للشعب العماني.. ومن أبرز ما سألته «المعولي»: هل لديك نواب «مشاكسون» قال نعم، ولكنهم يهدفون في المقام الأول لما ينفع الوطن، ولذلك يتم حسم الأمور أثناء المناقشات في الجلسات، ويخرج الجميع من الجلسة علي قلب رجل واحد وهذا هو دور رئيس المجلس، والمشاكسة من أجل النفع العام للمواطن العماني، وأي اختلاف في الرؤي يهدف لتحقيق الصالح العام، فالجميع يعمل من أجل عمان ولا غير ذلك، كما أن الانتخابات الأخيرة أفرزت عدداً كبيراً من النواب الشباب وهذه ظاهرة محمودة وأتفق مع رئيس مجلس الشوري العماني علي بن ناصر المحروقي أمين عام المجلس الذي حضر اللقاء.