إبراهيم عيسى: التفكير العربي في حل القضية الفلسطينية منهج "فاشل"    سيارة انفينيتي Infiniti QX55.. الفخامة الأوروبية والتقنية اليابانية    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    تمويل السيارات للمتقاعدين دون كفيل.. اليسر    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    سفير تركيا بالقاهرة: مصر صاحبة تاريخ وحضارة وندعم موقفها في غزة    استخراج اسماء المشمولين بالرعاية الاجتماعية الوجبة الاخيرة 2024 بالعراق عموم المحافظات    «هساعد ولو بحاجه بسيطة».. آخر حوار للطفلة جنى مع والدها قبل غرقها في النيل    رابط نتائج السادس الابتدائى 2024 دور أول العراق    اليوم.. ختام مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بحضور إلهام شاهين وفتحي عبد الوهاب    أترك مصيري لحكم القضاء.. أول تعليق من عباس أبو الحسن على اصطدام سيارته بسيدتين    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    تحرك برلماني بشأن حادث معدية أبو غالب: لن نصمت على الأخطاء    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    نائب محافظ بنى سويف: تعزيز مشروعات الدواجن لتوفيرها للمستهلكين بأسعار مناسبة    ضميري يحتم عليّ الاعتناء بهما.. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهسه سيدتين    «أعسل من العسل».. ويزو برفقة محمد إمام من كواليس فيلم «اللعب مع العيال»    اشتباكات عنيفة قرب سوق الحلال وانفجارات شرق رفح الفلسطينية    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    اجتماع الخطيب مع جمال علام من أجل الاتفاق على تنظيم الأهلي لنهائي إفريقيا    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    أهالي سنتريس يحتشدون لتشييع جثامين 5 من ضحايا معدية أبو غالب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    «الثقافة» تعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    شارك صحافة من وإلى المواطن    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من "مرقس" ل"شنودة"
10 بطاركة تركوا بصماتهم فى التاريخ
نشر في الوفد يوم 19 - 11 - 2014

منذ أن جاء القديس مار مرقس الرسول، أحد المبشرين الأوائل للمسيحية، إلى مصر فى أواخر عام 61 ميلادية، وبدأ التبشير فى مصر من الأسكنرية، منتهرا عبادة الأوثان، وترسخت أساسات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وبدأت أعداد المسيحيين تزداد يوما بعد يوم، فتطلب الأمر أن يكون هناك راع لهم، يتفقد أحوالهم الروحية ويكمل مسيرة التبشير بالمسيحية خلفا ل"مرقس" فقام برسامة كاهنا للكنيسة فى الأسكندرية، وبعد مقتل "مرقس" تولي هذا الكاهن أمور الكنيسة فيما عرف باسم "البابا البطريرك".
يعد منصب البطريرك أهم وأرفع منصب فى الكنيسة، حيث أنه يدير أمورها ويرعى المسيحيين الارثوذكس الاقباط فى مصر وبلاد المهجر، ويتم انتخابه كنسيا ولكن يتم تعيينه رسميا بقرار من رئيس الجمهورية، وذلك حسب القانون المعمول به الآن.
وخلف "مار مرقس" على كرسيه 118 بطريركا آخرهم البابا تواضروس الثاني، سبقه بطاركة تراوحت مدة توليهم المنصب ما بين 6 أشهر و 45 عاما.
وترصد بوابة "الوفد" فى تقريرها، أهم وأشهر عشرة بطاركة تولوا أمور الكنيسة.
1. البابا مرقس الأول
هو أهم بابوات الكنيسة على الإطلاق لكونه كاروز الديار المصرية وأول باباوات الكرازة المرقسية، ولد في مدينة "ترنا بوليس" من الخمس مدن الغربية لشمال أفريقيا التى بناها اليونانيون آنذاك وهى الآن إحدى مدن تونس.
جاء إلى مصر فى أواخر عام 61 ميلادية ليبشر بالمسيحية، وبدأ رحلته من مدينة الاسكدنرية -العاصمة آنذاك- داعيا لوقف عبادة الأوثان واليهودية، التى كانت تدين بها مصر فى عهد الرومان، رسم شخصا يدعي "انيانوس" كان يعمل إسكافي، وهو أول من آمنوا بالمسيحية فى مصر، أسقفًا ومعه ثلاثة قسوس وسبعة شمامسة.
مكث على كرسي البطريركية 7 أعوام، إلى أن قتل على يد الوثنيين، بعد أن عذبوه، و ربط فى ذيل حصان وسير به شوارع مدينة الاسكندرية القديمة، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ودفن فى محافظة الاسكندرية.
وفي سنة 828 م قام بعض الفرنج من فينسيا بإيطاليا بسرقة الجسد بعدما احتالوا على القائمين بحراسته من الروم الملكيين، وتم نقله إلى مدينة البندقية وبنوا له كاتدرائية فخمة في بلدهم.
وظل الجسد هناك حتى سنة 1968 م حين طالب البابا كيرلس السادس –البابا ال 116- بإعادة رفاته بمناسبة مرور 19 قرنًا على استشهاده، وبالفعل تم استرداد الرفات فى مساء الاثنين 24 يونيو 1968.
2. البابا ديمتريوس الأول "الكرام"
هو البابا رقم 12 فى تعداد بابوات الأسكندرية، من مواليد الإسكندرية، تولي الكرسي في 4 مارس 188 ، وتوفي 9 أكتوبر 230 م، جلس مدة 42 سنة و7 أشهر و5 أيام على الكرسي، وتوفي عن عمر يناهز 105 عاما، وجسده مدفون فى الكنيسة المرقسية بالأسكندرية.
كان فلاحًا بسيطًا لا يعرف القراءة والكتابة، تعلمها بعد أن رسم بطريركًا ودرس كتب الكنيسة وتفاسيرها، وهو الذي وضع حساب "الأبقطي" الكنسي الذي به تستخرج مواقيت الأصوام على قواعد ثابتة يجرى العمل بها حتى الان.
3. البابا بطرس الأول "خاتم الشهداء" (302 – 311) م
هو بابا الإسكندرية السابع عشر، في أيامه ظهر شخص يدعي "اريوس" وكان مخالفا لمعتقدات المسيحية، متبنيا لأفكار مخالفة، فنصحه "بطرس" كثيرًا أن يعدل عن رأيه الفاسد فلم يقبل، فحرمه ومنعه من الكنيسة، فقام أريوس بالتواصل مع الملك مكسيميانوس الوثني-الحاكم آنذالك-، وأبلغه أن "بطرس بطريرك الإسكندرية" يحرض الشعب علي ألا يعبدوا الآلهة الوثنية، فأوفد الملك رسلا أمرهم بقطع رأسه، فلما وصلوا إلى الإسكندرية فتكوا بالشعب، ودمروا أغلب البلاد المصرية، ونهبوا الأموال، وسلبوا النساء والأطفال، وقتلوا منهم نحو ثمانمائة وأربعين ألفًا، بعضهم بالسيف والبعض بالجوع والحبس، وقبضوا علي الأب البطريرك وأودعوه السجن.
استدعى "بطرس" قائد الملك سرا وأشار عليه أن ينقب حائط السجن من الخلف في الجهة الخالية من المسيحيين الذين تجمعوا لإنقاذ بطركهم بالقوة، فذهل القائد من شهامة الأب، وفعل كما أمره وأخرجه من السجن سرا، وأتى به إلى ظاهر المدينة إلى المكان الذي فيه قبر القديس مرقس ، وهناك جثا علي ركبتيه، وتقدم السياف وقطع رأسه
كانت مدة جلوس البابا بطرس الأول على كرسي البطريركية المرقسية 11 عاما، وسمي بخاتم الشهداء لأنه طلب فى صلاته الأخيرة أن تكون دماؤه آخر دماء مسيحية تسفك على يد الوثنيين.
4. البابا أثناسيوس الأول
هو البابا رقم 20 على كرسي الكرازة المرقسية، من مواليد مدينة الأسكندرية عام 296م، من والدين وثنيين، آمن بالمسيحية مع أمه بعد وفاة والده، وتوفي عام 373 م، عن عمر يناهز 77 عاما، ودفن جسده بالكنيسة المرقسية بالاسكندرية.
جلس على الكرسي 45 عاما، وكانت محل إقامة البطريركية آنذاك الكنسية المرقسية بالاسكندرية ثم الدومينيكوم الديونيسي ثم المعبد القيصري ثم الدومينيكوم الديونيسي.
تصدي "أثانسيوس" للبدع الاريوسية المخالفة للتعاليم المسيحية، فى المجمع المسكوني الاولي فى نقية، وشهد له سقراط المؤرخ (في ك 2ف 387) قائلًا "إن فصاحة أثناسيوس في المجمع النيقاوي جرت عليه كل البلايا التي صادفها في حياته".
ويعد "أثانسيوس" هو أول بطريرك يقوم برسامة مطران لأثيوبيا هو الأنبا سلامة فاستقرت الأمور الدينية فيها بعد أن تبعت الكرازة المرقسية .
وقد نفى البابا عن كرسيه خمس مرات، اتهم فى إحداها من قبل الأريوسيين بالمساعدة على التمرد على الحكم، وكسر كأس القس اسكيرا وهدم مذبحه، وبالقتل، والاغتصاب، إلا أنه تم تبرئته من كل هذه التهم فى مجمع مسكوني.
وهذا البابا هو أول من لبس زي الرهبنة من يد القديس أنطونيوس وجعله زيا لكل البطاركة والأساقفة
5. البابا بنيامين الأول "بابا الفتح الإسلامي"
يحتل البابا بنيامين الأول، المرتبه ال 38، وهو من مواليد برشوط – محافظة البحيرة، وهو أحد رهبان دير قبريوس (قنوبوس) –أحد أديرة الاسكندرية-.
جلس على كرسي البابوية 39 سنة، وتوفى في 3 يناير 663م، ونقل البطريركية إلى دير متراس بالإسكندرية، ودفن بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية.
وعاصر "بنيامين الاول" الملك هيرقل الأول ، والملك هرقل الثاني "ملوك الدولة البيزنطية، ومن بعدهم المقوقس الذى هرب من وجهه "بنيامين" وكل الأساقفة إلى الأديرة فى الصحاري.
وبعد وصول عمرو بن العاص إلى أرض مصر، وأقام بها ثلاث سنين. وفي سنة 360 ذهب إلى الإسكندرية واستولى على حصنها، وحدث شغب واضطراب للأمن، وانتهز الفرصة كثير من الأشرار فأحرقوا الكنائس ومن بينها كنيسة القديس مرقس القائمة علي شاطئ البحر وكذلك الكنائس والأديرة التي حولها ونهبوا كل ما فيها.
ولما علم عمرو بن العاص باختفاء البابا بنيامين، أرسل كتابا إلى سائر البلاد المصرية يقول فيه "الموضع الذي فيه بنيامين بطريرك النصارى القبط له العهد والأمان والسلام، فليحضر آمنا مطمئنا ليدبر شعبه وكنائسه"، فحضر الأنبا بنيامين بعد أن قضى ثلاث عشرة سنة هاربا، وأكرمه عمرو بن العاص إكراما زائدا وأمر أن يتسلم كنائسه وأملاكها.
كما عاصر "بنيامين" الخلفاء "عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبي طالب، والحسن بن على بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان"، وفي نهاية أيامه أصيب بمرض في رجليه استمر فيه سنتين وقبل نياحته أرسل مطرانا جديدا إلى الحبشة، ومعه راهب اسمه تكلا هيمانوت، وقد لحق البابا بنيامين بآبائه، وتنيَّح في اليوم الثامن من طوبة سنة 377 ش. وسنة 661 م. بعد أن جلس على كرسي البطريركية تسعا وثلاثين عامًا.
6. البابا إبرآم إبن زرعة
هو البطريرك رقم 62 فى تاريخ الآباء البطاركة، وهو من أصل "سرياني" ولد فى سوريا،وكان يدعى "إبراهيم" قبل أن يتم رسامته بطريركا، ووالده كان تاجرا كبيرا مشهورا فى مصر، وهو من البطاركة العلمانيين، الذين رسموا دون أن يكونوا رهبانا فى اديرة، توفي في 3 ديسمبر 978 م، ودفن فى الكنيسة المعلقة بمصر القديمة.
جلس "البابا إبرام" على كرسي البطريركية 3 سنوات و11 شهرًا فقط، وكانت "الكنيسة المعلقة بمصر القديمة هى مقر البطريركية.
وعاصر البطريرك المعز لدين الله الفاطمي، حاكم مصر آنذاك، والذى تم فى عهده معجزة نقل جبل المقطم.
وتقول القصة، أنه كان للمعز وزير اسمه يعقوب بن يوسف، كان يهوديا وأسلم، وكان له صديق يهودي، كان يدخل به إلى المعز أكثر الأوقات ويتحدث معه، فاتخذ ذلك اليهودي دالة الوزير علي المعز وسيلة ليطلب حضور الأب البطريرك ليجادله، فكان له ذلك، وحضر الأب أبرام ومعه الأب الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الاشمونين، وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين، فقال لهما “لماذا لا تتجادلان؟“ فأجابه الأنبا ساويرس “كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور أعقل منه“ فاستوضحه المعز عن ذلك، فقال إن الله يقول علي لسان النبي " أن الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف (اش 1: 2) " ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدما من الحجج الدامغة المؤيدة لصحة دين النصارى، وخرجا من عند المعز مكرمين، فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك ، وصارا يتحينان الفرص للإيقاع بالنصارى.
وبعد أيام دخل الوزير علي المعز وقال له إن مولانا يعلم إن النصارى ليسوا على شيء، وهذا إنجيلهم يقول "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل" ولا يخفي علي أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل، وللتحقق من ذلك يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل علي صدق دعوى مسيحهم، ففكر الخليفة في ذاته قائلًا "إذا كان قول المسيح هذا صحيحا، فلنا فيه فائدة عظمي، فإن جبل المقطم المكتنف القاهرة، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة أعظم مما هو عليه الآن، وإذا لم يكن صحيحًا، تكون لنا الحجة على النصارى ونتبرأ من اضطهادهم.
ثم دعا المعز البطريرك وعرض عليه هذا القول، فطلب منه مهلة ثلاثة أيام فأمهله، ولما خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة أيام صائمين مصلين إلى الله، وبعد منتصف الليلة الثالثة ظهرت له السيدة العذراء مريم ، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس، سيجري الله علي يديه هذه الآية، فاستحضره الأب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب، ومثلوا بين يدي المعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم، فوقف الاب البطريرك ومن معه في جانب، والمعز ومن معه في جانب آخر، ثم صلي الأب البطريرك والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات، وفي كل سجدة كانوا يقولون كيرياليسون أي "يا رب ارحم".
وكان عندما يرفع الأب البطريرك والشعب رؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض، وإذا ما ساروا سار أمامهم، فوقع الرعب في قلب الخليفة وقلوب أصحابه، وسقط كثيرون منهم علي الأرض، وتقدم الخليفة علي ظهر جواده نحو الأب البطريرك وقال له، أيها الأمام، لقد علمت الآن أنك ولي، فاطلب ما تشاء وأنا أعطى، فلم يرض أن يطلب منه شيئا، ولما ألح عليه قال له "أريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس (أبو سيفين) التي بمصر القديمة، فكتب له منشورا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال فازداد عند المعز محبة نظرا لورعه وتقواه، ولما شرعوا في بناء كنيسة القديس مرقوريوس، تعرض لهم بعض الأشخاص، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين، استمر واقفا حتى وضعوا الأساس.
7. البابا بطرس السابع "الجاولي"
"البابا بطرس السابع او "الجاولي" هو البابا رقم 109، فى تاريخ بطاركة الكنيسة الارثوذكسية، ولد بقرية "الجاولى" مركز منفلوط بأسيوط، وترهبن بدير الأنبا أنطونيوس بالبحر الاحمر ورسم بطريركًا في 24 ديسمبر 1809 م.
وفي عهده عادت كنائس النوبة والسودان إلى الكرسي الإسكندرى، بعد أن انفصل مدة خمسمائة عام، وكان مقر البطريركية بحارة زويلة وأقام على الكرسي المرقسى 42 سنة و3 شهور و12 يومًا، ودفن بدير الانبا رويس بالخندق.
عاصر "بطرس السابع" الملوك "على شعبان المنصور - جاجى بن شعبان الصالح السلطان برقوق - فرج بن برقوق الناصر - عبد العزبز بن المنصور - فرج بن برقوق – محمد علي – إبراهيم باشا"
كان البابا لا يتعرض إلى أمر من أمور السياسة، ولا يخرج من دار البطريركية إلا إذا دعته الحاجة وإذا سار في الطريق وضع على وجهه لثامًا أسود، وإذا تكلم كان صوته منخفضا ولا ينظر إلى وجه سامعه.
ورفض البابا بطرس السابع الحماية الروسية على الأقباط، حيث تقول القصة : "لما كان محمد علي موفقًا في فتوحات شرقًا وغربًا خشيت الدول الأجنبية من هذا، ومنها روسيا التي قدرت سوء الموقف لو استمر في فتوحاته، ففكرت أن تستعين بالأمة القبطية في الوصول إلى أهدافها ضد محمد علي باعتبار مسيحيتها، فأرسلت أميرًا روسيًا يعرض على البطريرك قبول حماية قيصر الروس لشعبه.
فذهب هذا المندوب الروسي إلى الدار البطريركية ظنا منه أنه سيرى رئيس أكبر أمة مسيحية في أفريقية بحالة تدل على عظمة، وكانت أخبار هذه الزيارة قد وردت إلى البابا من قبل ولكنه لم يأبه، ولما وصله المندوب الروسي رأى إنسانًا بسيطا يحمل الكتاب المقدس بين يديه يقرأ فيه وهو يرتدى زعبوطا خشنا جالسا على دكة خشبية وحوله مقاعد مبعثرة، ولم يبال به فسأله في شك: "هل أنت البطريرك"؟!
فلما عرف منه طلب إليه أن يجلس بجواره، فجعل المندوب يتفرس فيه وهو لا يصدق أنه يجالس البطريرك وبدأ المندوب يسأله لماذا يعيش بهذه البساطة ولا يهتم بمركزه في العالم المسيحي فأجابه البابا (ليس الخادم أفضل من سيده، فأنا عبد يسوع المسيح الذي اتى إلى العالم وعاش مع الفقراء ولأجلهم، وكان يجالس الخطاة ولم يكن له ابن يسند رأسه، أما أنا فلي مكان أقيم فيه وأحتمى فيه من حر الصيف وبرد الشتاء، لم يكن للمسيح أرض ولو أنه ملك السماء والأرض ولم يكن له مخزن فيه مؤونة، وها أنا آكل وأتمتع فهل هناك أفضل من هذا؟ فبعد تعجب من المندوب، بدأ يعرض على البابا في بساطة: وهل ملككم يحيا إلى الأبد؟ قال له: لا يا سيدي البابا بل هو إنسان يموت كما يموت سائر البشر، فأجابه: "إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت وأما نحن فتحت رعاية ملك لا يموت وهو الله".
حينئذ لم يسع المندوب الروسي إلا أن ينطرح تحت قدميه واخذ يقبلها وتركه وهو يشعر بعظمة هذا الرجل البسيط وقال " لم تدهشني عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات، ولم يهزني كل ما في هذا القطر من العجائب بقدر ما هزني ما رأيته في هذا البطريرك القبطي. ولما وصل نبأ هذه المقابلة إلى مسامع محمد علي سر جدا وذهب إليه ليهنئه على موقفة وما أبداه من الوطنية الحقة، فقال له البابا: (لا تشكر من قام بواجب عليه نحو بلاده) فقال له محمد علي والدموع في عينية (لقد رفعت اليوم شأنك وشأن بلادك فليكن لك مقام محمد علي في مصر، ولتكن مركبة معدة لركبك كمركبته).
8. البابا كيرلس الرابع "أبو الإصلاح"
يحتل البابا كيرلس الرابع المركز رقم 110، فى قائمة بطارقة كرسي الاسكندرية، وهو من مواليد 1816 م في قرية الصوامعة مركز أخميم بسوهاج، وهو من رهبان دير أنبا أنطونيوس بالبحر الاحمر.
رسما بطريركا في 17 يونيو 1854م، وجلس على الكرسي 6 سنوات و4 أشهر و13 يوما، وسميا "أبو الاصلاح" نظرا لما حمله على عاتقه من إحداث إصلاحات فى الكنيسة منذ توليه رئاستها، إلى ان توفى فى 30 يناير1861 م.
ودفن "كيرلس الرابع" في محل إقامة البطريرك بالمرقسية بالأزبكية، وعاصر الملك عباس الأول – والملك سعيد باشا.
أنشأ "البابا" مدارس قبطية الكبرى بالبطريركية، وحارة السقايين، واشترى مطبعة كبيرة طبع فيها الكتب كنسية، ويرجع إليه يرجع الفضل في تقدم الأقباط.
ومن بين الإصلاحات التى اتخذها فى الكنيسة
- منع الكهنة من عمل عقد أملاك عند إجراء الخطوبة حتى تترك فترة للتعارف.
- تحذير الكهنة من تزويج البنات القاصرات.
- تحذير تزويج النساء المترملات المتقدمات في السن من الشباب.
- تحتيم أخذ رضاء وموافقة الزوجين قبل الإكليل المقدس.
- أصلح أحوال الكهنة المعيشية وربط مرتبات شهرية لبعضهم حتى لا تقف المادة عائقا لخدماتهم، وبدأ في عمل مدرسة إكليريكية لتعليمهم.
- حفظ للمرأة كرامتها فلم يكن يسمح بالطلاق إلا لعلة الزنا تطبيقا لمبدأ الإنجيل، كما كان يوصي أولاده المسيحيين بعدم التفريق بين الانثى والذكر في الميراث فهم سواء لأن الله لا يميز بين روح الرجل وروح المرأة.
- وجه بترميم الكنائس وإعادة ما تخرب منها فأعادها إلى ما كانت عليه

9. البابا كيرلس السادس
هو البابا رقم 116 للكنيسة الارثوذكسية، ولد في أغسطس 1902 في دمنهور وكان يدعى قبل البطريركية عازر يوسف، وترهب في دير البراموس باسم مينا البراموسى، ويدعوه المسيحيون برجل الصلاة، نظرا لكثرة صلاواته.
رسم بطريركا فى 10 مايو 1959 م، وأقام البطريركية فى الكنيسة المرقسية بالازبكية، وجلس على الكرسي 11 سنة و9 أشهر و29 يوما، وتوفي في 9 مارس 1971 م، ودفن جسده فى دير مارمينا – بصحراء مريوط بالإسكندرية .
عاصر "البابا كيرلس" الرئيسين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، وكانت تربطه بالرئيس جمال عبد الناصر علاقات طيبة تجلت فى الصداقة التى تواجدت بينهما، الذى يسجلها التاريخ فى دفاتره، لدرجة أنه تبادل معه الزيارات فى المنزل الخاص.
ويقول الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، فى كتابه «خريف الغضب» عن علاقة عبد الناصر والبابا كيرليس: كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة؛ وكان بينهما إعجاب متبادل؛ وكان معروفًا أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر فى أى وقت يشاء. وفى لقاء ودى خاص بين عبد الناصر والبابا كيرلس تم فى بداية سيامته بطريركا عام 1959 قال البابا كيرلس لعبد الناصر: إنى بعون الله سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الله وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب الأولاد وحدة قوية لديها الإيمان بالله والحب للوطن.
وفى عهده تم وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بالقاهرة، مع الرئيس جمال عبد الناصر الذى قرر دفع نصف مليون جنيه فى بناء الكاتدرائية الجديدة، نصفها يدفع نقدا ونصفها الآخر يدفع عينا بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام، والتى يمكن أن يعهد إليها بعملية البناء.
كما تم فى عهده تدعيم صلة الكنيسة القبطية بالكنيسة الحبشية فقد رسم لأثيوبيا بطريركًا جاثليق سنة 1959م، وقام بوضع حجر الأساس لدير مارمينا بمريوط سنة 1959 م، وسيامة أساقفة عامون وأول أسقف للتعليم، وأسقفًا للخدمات العامة، وأسقفا للدراسات العليا والبحث العلمي.
كما بدأت فى عهده خدمة كنائس المهجر في أمريكا وكندا واستراليا وغيرها، وإرجاع جسد القديس مارمرقس إلى القاهرة، كما ظهرت السيدة العذراء مريم بالزيتون سنة 1968م، لمدة شهر فى ظهورات تحدثت عنها كل الصحف الداخلية والعالمية.
10. البابا شنودة الثالث
هو البابا رقم 117، من مواليد 3/8/1923 م ، قرية "سلام" بمحافظة أسيوط، كان يدعى قبل الرهبة "نظير جيد"، ترهب في دير السريان في 18/7/1954 م باسم الراهب أنطونيوس السرياني، وعين سكرتيرًا في بداية عهد البابا كيرلس السادس.
وهو أول أسقف عام للتعليم والمعاهد الدينية باسم الأنبا شنوده، ثم رسما بطريركا في 14 نوفمبر 1971م، وجلس على كرسي البابوية 40 سنة و4 أشهر و3 أيام، إلى أن تنيح في 17 مارس 2012 م.
اتخذ البابا شنودة، كاتدرائية الأنبا رويس بالعباسية مقرا للبطريركية، حتى الآن، وكان يلقي فيها عظته الأسبوعية الشهير مساء كل أربعاء، وكان يحضر له آلاف المسيحيين، ولذلك أطلقوا عليه لقب "معلم المسكونة".
التحق "نظير جيد" بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947، وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية عمل مدرسًا للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية.
كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسًا للتحرير في مجلة "مدارس الأحد" وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة.
وخدم فى الجيش وكان ضابطًا برتبة ملازم بالجيش.
عاصر "البابا شنودة" الرؤساء محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك، ولكن لم تكن علاقته مع السادات جيدة، حيث اندلعت عدة خلافات انتهت بأن قرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى سبتمبر 1981م، إلغاء القرار الجمهورى بالموافقة على انتخاب البابا شنودة الثالث بطريركا، وتم عزله وتعيين لجنة خماسية لإدارة الكنيسة، وتحددت إقامته فى الدير.
وتتمثل الخلافات فى النقاط التالية:
- قانون الردة
ذكر البابا شنودة فى مذكراته أن سر غضب الرئيس السادات المتصاعد قد بدأ بخلافه معه الذى توجه إلى تدشين دولة العلم والإيمان وترجمة ذلك على الأرض بقوانين بعيدة عن الروح الوطنية المصرية، وخاصة قانون الردة الذى أثار غضب الآباء الكهنة وأعضاء المجمع المقدس، الأمر الذى دفع أعضاء المجمع المقدس إلى الإعلان عن استعدادهم لأن يدخلوا عصر استشهاد جديد من أجل الدين والثبات فيه فى حال تمرير “قانون الردة“.
- أحداث الخانكة
كانت أحداث الخانكة فى عام 1972 بمثابة الوقود الذى أشعل الأزمة بين البابا شنودة، خاصة بعد وقوع الفتنة الطائفية بين المسيحيين والمسلمين، وألقى السادات خطابا فى مجلس الشعب تحدث فيه عن المطامع السياسية للبابا الذى يعمل على أن يكون زعيما للأقباط فى مصر، ويسعى لإنشاء دولة للأقباط فى صعيد مصر تكون عاصمتها أسيوط.
- السادات يطالب البابا شنودة بإرسال وفود مسيحية لزيارة القدس
وقع الخلاف بين الرئيس السادات والبابا شنودة عندما طلب من البابا إرسال وفود مسيحية لزيارة القدس فى إطار جهود السادات لتفعيل معاهدة كامب ديفيد، ولكن البابا رفض إرسال أى وفود إلى بيت المقدس، الأمر الذى أثار حنق وغضب السادات على البابا شنودة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.