حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فؤاد باشا سراج الدين.. اسطورة سنوات الغليان 3
سراج الدين في اصعب المواجهات مع السادات و ومبارك والاخوان
نشر في الوفد يوم 08 - 11 - 2014

-قبل ان تقرأ: ليس هناك من هو اذكي من فؤاد سراج الدين في التعامل مع الرؤساء والزعماء وكبار المسئولين عندما "أنشب" السادات مخالبه ،وابرز انياب ديمقراطيته ، كان بالاساس يرغب في افتراس " لويس التاسع عشر"!
- - لم يكن المقصود ملك فرنسا المعروف .. وانما كان مقصودا بالغمز واللمز هنا فؤاد باشا سراج الدين الزعيم التاريخي لحزب الوفد ( الجديد). ولم يكن سراج الدين وحده هو من ناله نصيب من غمز ولمز السادات وانما نال ايضا القائد التاريخي لليسار المصري خالد محي الدين زعيم حزب التجمع !
- - خاض السادات عبر اعلامه وتليفزيونه معركة تشهير حامية الوطيس مع الاول ،واطلق عليه كتابه وصحفييه، وكان منهم من يمثل بحد ذاته " كتيبه صحفيه" بمفرده .. مثل الرحل موسي صبري وكان صحفيا حتي النخاع ،بصرف النظر عن اي خلافات سياسيه .
- امعن السادات في الخصومه مع فؤاد سراج الدين الذي شعر بان السادات اخطر .. بل اشرس من عبد الناصر في تعامله معه ومع الوفد..
- كان السادات هو من شبه الباشا ب لويس التاسع عشر ، وقال انه ولد وفي فمه ملعقه من ذهب .. كان قاصدا ومتعمدا ان يطفيء بريق عودة الباشا الي الحلبه السياسيه ،واعادته لتاسيس حزب الوفد .. بعد ان قرر استئناف الحياه الحزبيه في مصر علي طريقته ..
- كانت طريقته تعتمد علي اختراع جديد وهو انشاء منابر ثلاثه احدها للوسط برعايته ،واختار له ممدوح سالم رئيسا، والثاني منبر اليمين ،واختار له معارضا سمي بالمعارض " المستانس" وهو الراحل مصطفي كامل مراد..اما اليسار فلم يختر السادات له رمزا ،وانما اليسار هو الذي اختار رمزه المعروف في تلك الايام من بين كل رموز اليسار ، وهو خالد محي الدين ،الذي لم يسلم من لسان السادات وصحافته وكتابه " الملاكي" فقد استعمل لقبا شديد الدلاله واضح المغزي وهو " الصاغ الاحمر".. ليدمغ به اليسار وزعيمه منذ البدايه .. باعتباره " سوفييتي " الولاء.. "ماركسي" الايديولوجيه.. وعقيدته "الشيوعيه"الملحده..طبعا في مواجهة التدين والاسلام!
- ادرك الباشا منذ البدايه ان السادات لن يسمح للوفد ابدا بالعوده الي الحلبه.. ذلك ان الوفد هو الحزب الوحيد المعروف لدي الناس قبل ثورة يوليو 1952 .. وان الحزبين الوليدين لن يحققا شعبيه حقيقيه في مواجهته لان "اليمين" الذي مثله مصطفي كامل مراد، والذي اطلق علي نفسه اسم حزب "الاحرار" لم يكن له نصيب من اسمه .. سواء من حيث اعتباره" حزبا" او من حيث اعتباره يضم ايا من " الاحرار" ! فيما خسر اليسار معركته في مصر قبل ان تبدأ بوصمه بالحزب الشيوعي الملحد.. واذا كان الناس سيهرولون الي حزب الرئيس الوليد " الوطني"- فان قواعد الوفد الشعبيه في المحافظات لم تكن قد اندثرت بعد او تآكلت خلال 18 عاما( او 22 عاما باضافة 4 سنوات من حكم السادات وقت بدء التفكير في التجربه) هي كل عمر الثوره انذاك.. وبالتالي فان اقوي منافسه سيواجهها الرئيس وحزبه هي منافسة الوفد بكل عراقته والباشا بكل بريقه الذي لم ينطفيء !
- كان السادات عازما علي منع الوفد وسراجه من العوده.. في الوقت الذي كان سراج الدين فيه قرر اعادة الوفد .. وبدا صراع ارادات غير متكافيء ، فالسادات صمم علي طرح فكرة الديمقراطيه ذات الانياب والمخالب .. والتي بدأها مع بدايات العام 1974 حينما اعلن تجربة المنابر كما ذكرنا ..
- لقد فكر السادات في التعدديه الحزبيه بعد ان هداه تفكيره الي ان " حرب اكتوبر لن تنتهي الابالحل السياسي وذلك بعد الانتصار ".. واعلن تلك الايام مقولته الشهيره ان 99% من اوراق اللعبه في يد الولايات المتحده ..ومن هنا بدأ التفكير في التعدديه الحزبيه
- وطبقا لشهادة الدكتور مصطفي خليل احد ابرز معاوني السادات ( امين عام الاتحاد الاشتراكي ونائب رئيس الحزب الوطني ورئيس الوزراء سابقا)فان السادات شكل لجنه مستقبل العمل السياسي برئاسته .. فكانت نتيجة التصويت في اللجنه تصب في قناة تشكيل المنابر السياسيه وليس الاحزاب ، ثم اجريت الانتخابات للمنابر عام 1976 ،وفاز منبر الوسط بالاغلبيه ،وبعدها صدر قانون الاحزاب، والذي نص علي ان تمولها الدوله، كما تم تشكيل لجنة الاحزاب.
- بعد ذلك تاسست احزاب جديده بلغ عددها في النهايه حوالي 19 حزبا اغلبها انحصر في مقره وصحيفته .. وفي عام1978 تاسس حزب الوفد الجديد بزعامة فؤاد سراج الدين باشا،احياء لحزب الوفد العريق، كما تاسس حزب العمل الاشتراكي بمبادره من رئيس الجمهوريه ، عندما امر 20 نائبا من نواب حزب مصر(الذي تخلي عنه السادات) وانشأ حزبا جديدا برئاسته باسم "الحزب الوطني" ، والذي "هرول" اليه اعضاء حزب مصر متخلين عن الحزب السابق تماما، وهو مااثار صحفيا كمصطفي امين ،فكتب منتقدا هذه الهروله الي حزب الرئيس من دون تفكير او برنامج ولا يحزنون .. فقط هرولوا اليه لانه حزب الرئيس .. وتلك كانت بدايه مشبوهه لهذا الحزب الذي انتهي ايضا نهايه محمومه ومريعه .. يستحقها !
- لقد تقدم سراج الدين باوراق انشاء الحزب الي لجنة شئون الاحزاب ، في 4 فبراير 1978 ،والتي رخصت له بتاسيس الحزب ، وكانت المفاجاه المذهله انه مع طلبه اليها السماح للحزب الوليد بممارسة نشاطه الجماهيري ، قامت قيامة السادات واركان حزبه وكتيبة اعلامه..وشنوا اعنف هجوم علي الباشا والوفد .. ناعتينه بانه حزب العهد البائدوالفاسد، محذرين من ان الحزب سوف يؤثر علي التجربه الحزبيه الوليده.. فكان ان اتخذ الباشا اذكي قرار في ذلك الوقت .. فقد اتخذ قرارا بتجميد نشاطه طواعية ، وفي غمرة هذه النشوه من جانب خصوم الوفد تجاهلوا ان الوفد لم يتخذ قرارا رسميا لابحل الحزب ولا حتي ارسل الباشا القرار الي لجنة شئون الاحزاب وفي حواري معه قال الباشا : كان قرارا قانونيا سليما وذكيا.. اعلنا تجميد النشاط، ولم نحل الحزب ، ولم نرسل القرار بالتجميد الي لجنة شئون الاحزاب.. ويضيف : في اليوم التالي لاعلان القرار طلبت اللجنه ان ارسل اليهم صوره من القرار .. وتجاهلت ذلك ولانهم نسوا امر هذه الورقه فاننا لم نرسلها ابدا ولذا كان موقفنا القانوني سليما عندما قررنا عام 1983 استئناف النشاط الحزبي .. ورغم ان ذلك تم عبر معركه قضائيه لكن كان موقفنا القانوني سليما تماما..
- لقد رفعت هيئة قضايا الدوله دعوي قضائيه بعدم جواز عودة الوفد الي العمل السياسي، وذلك علي الرغم من ان الرئيس المخلوع حسني مبارك كان قد افرج عن سراج الوفد ( وكل من اعتقلوا في نهاية عصر السادات ) واستقبله مع رموز مصر من الساسه والمفكرين ، بعد ان آلت اليه رئاسة الدوله ، الا انه لم يثن هيئة قضايا الدوله عن المنحي الذي ذهبت فيه .. وهو رفض عودة الوفد الي الحياه السياسيه.. وفي دفاع اساطين القانون امام المحكمه ( وكان الوفد يضم كوكبه منهم مثل وحيد رافت وعاطف البنا ومحمود السقا ومحمد عصفور وعبد العزيز محمد واحمد الخواجه واحمد شنن وغيرهم ) اكدوا وجوب رفض الدعوي، لان الوفد لم يحل نفسه ، وانما اعلن تجميد نشاطه فقط، ولذلك قررت المحكمه رفض دعوي الحكومه وحكمت بشرعية استئناف الوفد لنشاطه، ليعود بشكل رسمي في 1984 ويخوض الانتخابات البرلمانيه في هذا العام .
- وعلي الرغم من ان " سراج الوفد" في عام 78 19 آثر عدم الصدام مع النظام ، الا ان السادات لم يتواني عن مضايقة سراج الدين ، وكان اسمه اول الاسماء علي قوائم المعتقلين فيما عرف باسم " مذبحة سبتمبر" 1981 التي اسماها اعلام السادات ثوره وكانت في الحقيقه عورة نظامه السياسي كله!
- كانت عودة الوفد وسراجه الي الساحه بمثابة زلزال سياسي رهيب اجتاح مصر من اقصاها الي اقصاها، وليست مصر وحدها ، بل المنطقه العربيه كلها،وبدا كما لو ان رياح الديمقراطيه تهب علي العالم العربي ،وان احدا ما اي احد ،لن يمكنه الوقوف في مواجهة طوفان الديمقراطيه القادم بقوه من المحروسه.
- ويقول فؤاد سراج الدين في حديثي معه في 2 فبراير 1989 :عودة الوفد اثرت دور المعارضه اثراء كبيرا .. سواء عن طريق صحيفته" الوفد" التي اصبحت الصحيفه اليوميه الحزبيه الوحيده القادره علي منافسة الصحف القوميه..او عن طريق نوابه في البرلمان ، بخلاف مؤتمراته السياسيه وندواته الجماهيريه ،فبهذه الاسلحه قدر للوفد ان يؤثر في الحياه السياسيه والحزبيه المصريه وان يكشف عن كثير من قضايا الفساد مازالت محل تحقيق من المدعي الاشتراكي.
- ويضيف : دور الوفد في تقديري كان كبيرا وهو وسام علي صدر كل اعضائه،لكن الوسام الاروع في تقديري كان وسام الراي العام واكد ان جهدنا لم يذهب هباء
- -----------------------------------------------
- اول انتخابات يخوضها وفد سراج الذين
- ------------------------------------------------
- تم تعديل قانون الاحزاب قبل الانتخابات المقرره في 84 لتجري الانتخابات وفق القائمه النسبيه المشروطه،بحيث يجب علي كل حزب ان يحصل علي 19% من اصوات الناخبين، وكانت النسبه عاليه جدا ، وبالنسبه لحزب كالوفد عمره في الحياه السياسيه لايتعدي الشهور الثلاثه، فانها كانت تعجيزيه! لكن بقدر ماكانت كذلك فانها كشفت عن تحدي فؤاد سراج الدين باشا لنفسه ولنظام ديكتاتوري مستمر وبقوه وبقسوه منذ عهد انور السادات ..
- فبرغم اننا قد نحكم علي الخطوه التي خطاها بعايير اليوم بانها كانت فادحة الثمن، الاانها كانت بمقاييس تلك الايام كانت " ضربة معلم" !لقد نظر سراج الدين حوله فلم كقوه منظمه آنذاك سوي التيار الدين ممثلا في تنامي قوة "الاخوان المسلمون" تلك القوه التي تنامت وتعاظمت في عهد السادات ، الذي اعطاهم الفرصه للانتشار في المجتمع ،ليواجهوا التغلغل الناصري وتغلغل اليسار في صفوف الجماهير ، وبصفه خاصه في اوساط العمال ،وفي صفوف الحركه الطلابيه . لقد كان السادات يسعي الي توطيد حكمه وارساء قواعد شعبيته، فكان لابد ان يتحالف تحالفا غير مقدس مع التيارات الدينيه، وبنفس المنطق كان علي فؤد سراج الدين باشا ان يتحالف معهم ، ليتجاوز شرط وعقبة نسبة ال10%" ،فتلاقت مصالحه مع جماعة الاخوان" التي اراد الاستفاده من قواعدها التصويتيه،وارادت الاستفاده منه بالوجود ضمن حزب شرعي لطالما خاضت معارك قضائيه مستمره من اجل ان تحصل لها علي حزب دون جدوي ..
- بالطبع كان التفكير " الوفدي" اشبه بزلزال يهز عرش مبارك الذي لم يكن توطد بعد ، فكل استطلاعات الراي الرسميه اشارت الي الي احتمال ان تفوز المعارضه بحوالي 25% من مقاعد البرلمان المقبل وهو مازعج اللواء حسن ابوباشا وزير الداخليه انذاك ورئيس الوزراء فؤاد محي الدين ومن قبلهم مبارك نفسه !
- في هذه الاجواء المحمومه التقي سراج الدين ومرشد الاخوان عمر التلمساني ليقررا خوض الانتخابات عبر تحالف سياسي تحت اسم الوفد الجديد.. وهو التحالف الذي هز كيان المجتمع المصري هزا عنيفا .. وبسببه فتحت النار علي حزب الوفد بعنف ، فالمعروف ان الوفد هو حزب الوحده الوطنيه ،وشعاره هو وحدة الهلال مع الصليب ، فيما كان الاخوان يرون باستمرار ان الاقباط مواطنوان من الدرجه التانيه ، وان عليهم ان " يدفعوا الجزيه وهم صاغرون" بنص تعبير استخدمه بعد ذلك مرشد اخر هو مصطفي مشهور .
- في هذه الانتخابات (84 ) نجح 8 ممن رشحهم الاخوان علي قوائم الوفد ،ونجح من الوفد والتحالف 23 نائبا.. وتزعم الهيئه البرلمانيه للتحالف المستشار ممتاز نصار .. الذي اطلق عليه لقب زعيم المعارضه في مقابل زعامة كمال الشاذلي لاغلبية الحزب الوطني.. وبلغ اجمالي عدد نواب المعارضه في هذا البرلمان حوالي 60 نائبا.
- كان من بين الفائزين علي قوائم الوفد شقيق مبارك وهو سامي مبارك الذي حاول مبارك منعه من الترشح بل والفوز دون جدوي، وكان نجاحه وباغلبيه كاسحه( حوالي 70% من الاصرات في دائرته) سببا في تخلص مبارك من ابوباشا.
- ايا ماكان الامر فان سامي مبارك توفي في المانيا ،وسقط مجلس الشعب هذا بحكم بعدم دستورية الانتخابات التي اجريت علي اساسه بعد ثلاث سنوات فقط وبدا الاستعداد لانتخابات جديده في 1987 .. ولكن بمعطيات جديده ومختلفه .. فقد اعلن الطلاق بين الوفد والاخوان طلاقا بائنا وان لم ينتهي التعاون والتنسيق بين اطراف المعارضه في الوفد وفي التحالف الذي كان!
- في حوار مع الباشا سالته سوالا واضحا عن هذا الامر .. بل انني وصفت هذا التنسيق بانه نوع من الغزل .. وكانت صيغة السؤال تقول : رغم طلاق الوفد والاخوان الاانكم مازلتم تغازلون التيار الديني( بشكل عام) وتمالئونه نكاية في اجهزة الامن ..
- واشعل فؤاد باشا سراج الدين سيجاره الكوهيبا الشهير ومع تاملاته في سحب الدخان العاليه المنبعثه من سيجاره وقتها رحت افكر في كيف ستكون اجابته وحاولت ان اتوقعها علي ضوء ماورد في حواره معي ..وبهدوء بدأ الباش الاجابه وقال :
- نحن لانغازل التيار الديني ولانساند الجماعات الدينيه، ولانماليءالمتطرفين، وقلنا ميت مره اننا ندين الازهاب.. وفي نفس الوقت لانقر تعذيب المتطرفين .. او غير المتطرفين في السجون ونحن مع تطبيق القانون علي الجميع.. لكننا نرفض مبدأ التعذيب.. لاننا ذقنا طعم الكرابيج علي ظهورنا في عهود سابقهولا نقبل ان تشوي سياط التعذيب ظهور المصريين .
- اذكر ان الباشا كان قال لي : الوفد يؤيد تطبيق احكام الشريعه الاسلاميه، مستدركا بقوله ان الحدود تحتاج الي بحث من ذوي الاختصاص!
- وقد بدا لي ان هناك ازدواجيه في المواقف الوفديه فما يعلنه الوفد في هذا الاطار له وجهان احدهما علني والاخر سري فقلت له ان مواقفكم العلنه من تطبيق الشريعه متناقضه مع مواقفكم السريه التي تحرم نشر اي مقالات او احاديث ( في الوفد لسان حال الحزب طبعا) تتعلق بتطبيق الشريعه وبهدوء قال سراج الدين ليست لنا مواقف معلنه واخري سريه ، ففي برنامج" الوفد " قلنا ان الوفد يعتبر الشريعه مصدرا اساسيا من مصادر التشريع ،وطالبت بتنقية القوانين الحاليه كلها من من اي شائبه تتنافي مع مع الشريعه، واعلنت هذا في ندوة موسعه عقدها د. رفعت المحجوب ( رئيس مجلس الشعب آنذاك )وحضرها مرشد الاخوان الراحل عمر التلمساني فاين هو التناقض اذن؟
- لم استسلم لاجابته فعدت لاساله بوضوح اكثر : هل انت مع تطبيق الشريعه وهل توافق علي اقامة الحدود وتحريم الفوائد البنكيه وهل تطالب البنك الدولي مثلا بان يتعامل معنا باسلوب اسلامي غير ربوي؟ فرد سراج الوفد بقوله:
- هذه المسائل تحتاج الي بحث وتفسير ،فحكاية تطبيق الحدود وقطع الايدي مسائل" مش بتاعة راي" والدليل ان المرحوم عمر التلمساني نفسه قال في الندوه آنفة الذكر انه مع تطبيق الشريعه الاسلاميه تدريجيا، وبعد التاكد من انها تنفع ولا تضر وتحقق المصلحه العامه واعترف ( والملام للباشا) انه كان اكثر تساهلا مني ومعقول جدا وبصراحه حكاية تطبيق الشريعه دون ترو او دراسه عمل غير صالح .
- سالت سراج الدين هل انت مع انشاء حزب ديني في مصر ؟
- البقيه والاجابه في الحلقه المقبله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.