في سينما وحيد حامد يختلط «الهم الاجتماعي» بالواقع السياسي يقدم تجارب البشر معجونة بدم الحياة. ومن يتأمل أفلامه يكتشف أنه الكاتب الوحيد الذي حذر من خطر التيارات الدينية المتطرفة.. فهو يجيد قراءة أفكار «طيور الظلام» ويعرف كيف يتحول البريء إلي إرهابي.. يتعامل وحيد حامد مع شخصياته وكأنه طبيب نفسي يرصد الدوافع ويتوقع القرارات. عن حال السينما تحدث وحيد حامد قائلاً: أعتقد أنه قد حان الوقت كي تسترد السينما عافيتها.. مرت السينما المصرية بموجات كثيرة مثل سينما المقاولات، وسينما الفساد، وسينما المخدرات، وبعد مرور مساحة من الوقت تتغير الموجة السائدة، وفي الفترة الأخيرة سيطرت علي السينما الأفلام التي تعتمد علي «الفتوة والراقصة» ونجحت هذه النوعية في جذب الجمهور وجني نسبة كبيرة من الإيرادات.. ولم تحقق إيرادات لأنها الأفضل ولكن لأنها الأفلام الوحيدة الموجودة في دور العرض. ويواصل وحيد حامد كلامه قائلاً: اعتبر موسم عيد الأضحي الماضي بداية لتصحيح المسار، فقد ظهرت أفلام جادة مثل «الفيل الأزرق» بطولة كريم عبدالعزيز و«الجزيرة 2» بطولة أحمد السقا وإخراج شريف عرفة، ونجحت هذه الأفلام في إزاحة الأفلام الرديئة، باختصار شديد أعترف بأن العشوائية في السينما في سبيلها إلي الانقراض وسوف تختفي أفلام البلطجية والرقص المبتذل ويحل محلها أفلام تعتمد علي الفكرة والمحتوي الجيد. وعن أهم التحديات التي تواجه صناعة السينما قال: أتصور أن المشكلة الكبيرة التي تهدد الصناعة هي احتكار دور العرض، الأمر الغريب أن هناك شركات تمتلك دور العرض وتمارس عملية الإنتاج، وهنا تقع الأزمة لأن الشركة هنا سوف تهتم بعرض أفلامها وتترك الأفلام الأخري في مهب الريح.. والحل الأمثل للخروج من الأزمة هو عدم السماح لشركات التوزيع بالإنتاج، لأن هناك بعض المنتجين يستخدمون وسائل غير نزيهة لعرض أفلامهم.. والعدالة تقتضي أن شركات الإنتاج تكتفي فقط بالإنتاج ولا تراهن علي احتكار دور العرض. وبشأن موعد عرض فيلمه الجديد «قط وفأر» قال: أسبوع واحد فقط وينتهي المخرج تامر محسن من تصوير الفيلم ولكن من الصعب تحديد موعد العرض، فالشركة المنتجة هي المسئولة عن الأمر، ولكني أتمني أن يعرض في وقت مناسب حتي يحظي بنسبة مشاهدة عالية.. وبسؤاله عن فكرة الفيلم، قال: الفيلم يدور في إطار إنساني كوميدي ويقترب من الواقع السياسي ولكنه لن يناقش قضية سياسية بعينها، ولا تمتد أحداثه إلي الشواهد التي عاشها المجتمع المصري في السنوات الأخيرة. وأضاف وحيد حامد: بشكل عام لا أحب الحديث عن رسالة الفيلم ودائماً أراهن علي ذكاء المشاهد وأترك له حرية قراءة الفيلم كيفما يشاء.. من الحكمة دائماً أن تراهن علي ذكاء المتلقي ولا تقدم له شيئاً مباشراً والمحتوي، السينما متعة للعقل ومتعة للعين أيضاً. وبخصوص ما تردد عن نيته كتابة جزء ثان من فيلم «طيور الظلام» قال: فيلم طيور الظلام من العلامات المميزة في تاريخ السينما المصرية، وقد قلت كل شيء في أحداث الفيلم وأعتقد أن الرسالة بكامل محتواها ومعناها وصلت إلي الجمهور، فلماذا أفكر في عمل جزء ثان. وبشأن التعاون مع عادل إمام، قال: لا مانع من تكرار العمل مع عادل إمام، فهو صديق عزيز وتربطني به علاقة طيبة، ولكن حتي نعمل معاً يجب أن نجد الفكرة أولاً، ويجري البحث عن فكرة. وبخصوص مسلسل الجماعة قال: لن أتكلم علي المسلسل لأنه في مرحلة الكتابة وأتمني أن يحظي بإعجاب الجمهور والنقاد وقت عرضه.
