وضعت تركيا نفسها فى دور القائد لمنطقة الشرق الوسط بدعمها للأنظمة الإسلامية التى ظهرت فى أعقاب "الربيع العربى"، إلا أنها رفضت طلب الولاياتالمتحدة بالدعم ضد إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش), ولكن أنقرة رفضت. نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن "أوميت بامير" السفير التركى المتقاعد أن تركيا تحولت من دولة تتبع سياسة "منازعات صف" مع الدول المجاورة "لمنازعات مع الكل", فعلى سبيل المثال قطعت مصر وإسرائيل العلاقات الديبلوماسية مع تركيا بسحب سفرائهما إضافة لإصرارها على استمرار نظام بشار الأسد فى سوريا الذى أربك علاقتها مع إيران وأثارت حفيظة السعودية ودول الخليج الأخرى بدعمها لأنظمة الإخوان فى المنطقة العربية, حتى دولة قطر التى كانت تدعم تطلعات تركيا, بدأت فى تأييد دول الخليج. قالت الصحيفة الأمريكية إن تركيا بدلاً من أن تتخذ دور القائد لديموقراطية ورخاء الشرق الأوسط أخذت فى تمديد مشكلات المنطقة محاولة تنفير أمريكا منها ببناء تحالفات تدعم "داعش" وهى من الأمور التى تسببت فى حرمانها من مقعد بالأمم المتحدة. رأى ياسين أقطاى, ديبلوماسى تركى, أن تركيا ليست مخطئة، وإن كان خطأها هو الديموقراطية ودعم حقوق الإنسان فى منطقة الشرق الأوسط التى أصبحت تفتقد العملية الديموقراطية، ورأى أيضا فرانسيس ريتشاردوني, سفير سابق لتركيا فى الولاياتالمتحدة أن أمريكا لا تستطيع إهمال دور تركيا المؤثر وذلك لأنها ثانى أكبر جيوش حلف الناتو ووضعها الإستراتيجى له قوة حاسمة بين الدول. وعلى الرغم من إصرار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على قمع المتظاهرين فى "جيزى بارك" عام 2013 وحظر الإنترنت وحماية المقربين منه ضد الإتهامات لحماية وجه تركيا فى المنطقة إلا أن الصحيفة رأت أن أردوغان يميل لدعم شعوب الشرق الأوسط وليس الحكومات وذلك أفقدها ثقة المنطقة، خصوصاً بعد رفضها دعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى.