اتشحت عزبة "الحلوس" بالسواد وانتشر الرجال والنساء على مداخل العزبة، الواقعة بمركز الإسماعيلية، فى انتظار وصول جثمان المجند "إبراهيم محمد عبدالحليم" أحد شهداء تفجيرات الشيخ زويد التى وقعت أمس الجمعة، صرخات النساء ودموع الرجال وآهات الأطفال كانت عنوان العزبة، الأب والأم كانا فى طريقهما لمطار ألماظة لاستقبال جثمان ابنهما. تقول هويدا عبدالحليم، شقيقة المجند الشهيد: "ذهب أخى "هيما" على قدميه للتجنيد وعاد محمولاً على الأكتاف فى نعش ملفوف بعلم مصر، لم أصدق بعد أن حبيب قلبى راح وأن الإرهابيين الخونة قتلوه فى لمحة بصر"، وتابعت: "تبقى على انتهاء فترة تجنيده 25 يوماً فقط كنا نعدهم باليوم حتى يعود وتنتهى فترة قلقنا عليه التى ظلت طوال عام منذ التحاقه بالتجنيد"، وقالت: "نحتسبه عند الله شهيداً وحسبنا الله ونعم الوكيل"، وقالت: "إبراهيم خريج بكالوريوس حاسب آلي، طيب القلب وحنون، وكان مجاملا لا يترك عزاءً أو عرساً دون أن يشارك فيه"، وأضافت: "نحن 11 ولداً وبنتاً، وكان ابراهيم ترتيبه التاسع". وقال "محمد السيد"، خال الشهيد": "كلنا أيد واحدة فى مواجهة الإرهاب ومواجهة كل من يحاول تخريب البلاد وقتل الشهداء"، وبصوت خانق قال حسين، 12 سنة، شقيق ابراهيم الأصغر: "كنت انتظره فى إجازته كل مرة بلهفة وكنت فى قمة سعادتى عندما كان يأتى من إجازته"، وقال "عندما علمنا من التلفزيون بالخبر اتصل والدى على تليفونه ليطمئن عليه ولكن الهاتف كان مغلقا، وحاولنا الاتصال بزملائه دون جدوى حتى أخبرنا أحدهم أن إبراهيم بخير ولم يتعرض لشيء، وفوجئنا فى صباح اليوم بتليفون من قيادة الجيش يخبرنا بأن إبراهيم سقط شهيداً، وان جثمانه فى مطار ألماظة"، وببراءة الأطفال انخرط حسين فى البكاء وهو يردد "منهم لله.. حسبنا الله ونعم الوكيل"، الأصدقاء والأهل هنا أعلنوا الحداد فور علمهم بالخبر ووقفوا فى صفوف على مدخل العزبة انتظاراً لوصول جثمان الشهيد. وقال عاطف وجيه، "صديق الشهيد": "إننا فى حرب خفية ولا نعلم من القاتل والمعتدى، وهناك تمويل من الخارج بأيادٍ داخلية لتخريب أمن البلاد وقتل الجنود"، وطالب الرئيس السيسى بسرعة محاسبة الجناة والقصاص لدماء الشهداء.. واختتم حديثه ب"حسبنا الله ونعم الوكيل".