متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    رئيس شعبة القصابين يوضح أرخص كيلو لحم في مصر (فيديو)    سعر الذهب في اليمن اليوم.. الأحد 28-4-2024    شعبة السيارات: تراجع في الأسعار حتى 15% -(فيديو)    أول تعليق من شعبة الأسماك بغرفة الصناعات على حملات المقاطعة    قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعشرات الانفجارات في المنطقة (فيديو)    عاجل.. إسرائيل تشتعل.. غضب شعبي ضد نتنياهو وإطلاق 50 صاروخا من لبنان    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة قرى غرب جنين    المجموعة العربية: نعارض اجتياح رفح الفلسطينية ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار    الكرملين: مصير زيلينسكي "محسوم"    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    تعرف علي موقف الخطيب من التجديد ل علي معلول    باريس سان جيرمان يتعادل مع لوهافر ويتوج بطلا للدوري الفرنسي    ملف يلا كورة.. أزمة صلاح وكلوب.. رسالة محمد عبدالمنعم.. واستبعاد شيكابالا    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    وزير الرياضة يهنئ الخماسي الحديث بالنتائج المتميزة بكأس العالم    المندوه: هذا سبب إصابة شيكابالا.. والكل يشعر بأهمية مباراة دريمز    الفرح تحول لمأتم.. مصرع عروسين ومصور إثر سقوط سيارة الزفاف في ترعة بقنا    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    بعد جريمة طفل شبرا، بيان عاجل من الأزهر عن جرائم "الدارك ويب" وكيفية حماية النشء    مصرع وإصابة 12 شخصا في تصادم ميكروباص وملاكي بالدقهلية    مصدر أمني يكشف تفاصيل مداخلة هاتفية لأحد الأشخاص ادعى العثور على آثار بأحد المنازل    ضبط 7 متهمين بالاتجار فى المخدرات    قطار يدهس شاب أثناء عبوره مزلقان قليوب    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    تملي معاك.. أفضل أغنية في القرن ال21 بشمال أفريقيا والوطن العربي    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    ضبط وتحرير 10 محاضر تموينية خلال حملات مكبرة بالعريش    انخفاض يصل ل 36%.. بشرى سارة بشأن أسعار زيوت الطعام والألبان والسمك| فيديو    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السفير الروسي بالقاهرة يشيد بمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي    فيديو.. سفير روسيا لدى مصر: استخدام الدولار في المعاملات التجارية أصبح خطيرا جدا    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    لميس الحديدى: نعمت شفيق تواجه مصيرا صعبا .. واللوبي اليهودي والمجتمع العربي"غاضبين"    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    كيف تختارين النظارات الشمسية هذا الصيف؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    "مدبولي" يصل الرياض للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    تليفونات بنى سويف يصدر بيان حول إصابة ' ابراهيم سليمان '    "الإسكندرية السينمائي" يمنح وسام عروس البحر المتوسط للسوري أيمن زيدان    شرايين الحياة إلى سيناء    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدارس.. قاتلة!
1600 تلميذ ضحية التعليم فى 4 سنوات
نشر في الوفد يوم 25 - 10 - 2014

فتحت حادثة مقتل الطفل «أدهم» بمدرسة النشرتي الابتدائية، دهساً تحت عجلات سيارة الوجبات المدرسية، ملف الإهمال والتقصير والافتقار إلي الأمن في مدارس الأطفال.. وقبل أن يجف دم الطفل البرىء..
يقع 200 تلميذ صغير ضحية تسمم بوجبة ألبان فاسدة، في مدرسة الباشتلي الابتدائية في السويس، كل هذا يحدث، ولم تسمع من المسئولين بوزارة التربية والتعليم إلا التبريرات والكذب أحياناً، دون أن يتجرأ مسئول واحد ليتحدث عن الحقيقة.
لقد تحولت المدارس إلي قاتل للأطفال أحياناً، ومصدرة لإصابتهم بالتسمم والأمراض أحياناً أخري.
لو كان الحادث في دولة تحترم أطفالها لكانت أطاحت بوزير أو حكومة لأنها مسئولة عما يقع من ضحايا أبرياء، تكتوي قلوب أسرهم بالآلام والحسرة علي فقدان فلذات أكبادها، بعد أن حرمهم الموت من ثمار تعليم أطفالهم.. من المسئول؟.. لا أحد يعترف.
في بداية العام الدراسى 20 سبتمبر الماضى، لقى 4 أطفال مصرعهم.. البداية كانت من مدرسة الراعي الصالح بمدينة بورفؤاد في بورسعيد في 30 سبتمبر الماضي، عندما لفظ التلميذ مصطفى محمد سلامة «10 سنوات»، أنفاسه الأخيرة بعد إصابته بحالة من الإعياء وسقوطه مغشياً عليه، بينما نفت إدارة المدرسة إهمالها في التعامل مع حالة الطالب، وقالت إنه لم يتوف داخلها، في حين تؤكد مصادر طبية أنه وصل المستشفى جثة هامدة.
وفي 14 أكتوبر الجاري، توفي يوسف محمد، الطالب بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة عمار بن ياسر بالمطرية، بعد سقوط زجاج نافذة بفصله عليه، وإجرائه عملية له بمستشفى عين شمس التخصصي لاستخراج قطع زجاج من رقبته التي اخترقتها عند محاولته فتح إحدى النوافذ.. وقال أهالي الطفل إن المستشفى رفضت توقيع الكشف الطبي لمدة ساعة كاملة عليه، ما أدى إلى زيادة النزيف لدى الطفل ووفاته.
والأحد الماضي، أي بعد 6 أيام من الحادث، قتل طالب آخر اسمه يوسف سلطان زكي عبدالعال، التلميذ بالصف الأول الابتدائي في مدرسة الصغيرات بمركز مدينة النجيلة في مرسى مطروح، بعد سقوط بوابة المدرسة عليه.
وبعد 48 ساعة من مقتل تلميذ مرسى مطروح، قُتل رابع طالب خلال شهر منذ بدء الدارسة في المدارس، اسمه أدهم محمد أحمد عبدالعال، الطالب بالصف الثالث الابتدائي، بعدما لقي مصرعه تحت عجلات سيارة تغذية مدرسية صباح الثلاثاء الماضى.
ففى 11مارس 2014 قتلت «هايدي» ذات الأعوام الأربعة، حيث سقط عليها باب مدرسة رياض الأطفال بمدرسة النساجون الشرقيون بقرية «السدس»، التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، بينما وقع «هشام» في بالوعة للصرف الصحي، اعتقد الطالب أنها محكمة الغلق، فهوت ليلقى مصرعه غرقاً وخنقاً.
لقد بلغ عدد ضحايا العام الماضى 269 طالباً وطالبة ما بين خطف وتسمم وموت، إلا أن ظاهرة الإهمال مازالت مستمرة.. ولم تعالج حتى الآن رغم تغير الوزارة، ففى أول شهرين دراسيين شهدت المدارس مصرع 12 طالباً داخل مدارسهم أثناء اليوم الدراسي، وخطف 3 طلاب من أمام مدارسهم، وإصابة 254 طلاب بحالات تسمم، وكانت أشهر الحالات وقعت فى اليوم الدراسى الاول 21 سبتمبر، حيث تسمم 25 طالباً وموظفاً فى الأقصر بمدرسة الشهيد زكريا الابتدائية بمنطقة القرنة غرب الأقصر بعد أن تناولوا وجبة طعام جاهزة من أحد المحالّ المجاورة للمدرسة.
كما شهدت مدرسة الجديدة الابتدائية، التابعة لمركز الحامول بكفر الشيخ تسمم149 طالب وطابة ونقلهم لمستشفى بلطيم المركزى بسبب تناولهم وجبات فاسدة.
وفي يوم 24 سبتمبر، توفيت الطالبة إرينى عادل زكى جرجس بالصف الثانى بمدرسة ملوى الثانوية بنات بمحافظة المنيا إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية أثناء طابور الصباح.
أما في يوم 26 سبتمبر، فتم الإعلان عن خطف الطالب القبطى مايكل نبيل سعد حنا حنا بالصف الأول الابتدائي من مدرسته بأسيوط.
وفي يوم 2 أكتوبر، تم الإعلان عن مصرع الطالب أحمد عصام السيد بالصف الثانى بمدرسة كفر الحمام بالشرقية بعد قفزه من أعلى سور مدرسته.
وفي يوم 3 أكتوبر، اعتدى طلاب على زميلهم ب «مطواة» ويصيبونه بجرح طوله 5 غرز بمدرسة أشليم الثانوية بالمنوفية.
وفي اليوم نفسه، تعرض «5» طلاب بمدرسة الأمل للصم والبكم وضعاف السمع بمحافظة المنيا للتسمم، وهم: هانى ممدوح عبده، وسامى عبدالعظيم ممدوح، وكرم محمد حامد، وأحمد خالد فكرى وحسام عزت فتحى مراد.
وفي يوم 8 أكتوبر تم الإعلان عن أن هناك طالباً صعقته الكهرباء بمدرسة عيون موسى للتعليم الأساسي بمحافظة السويس.
وفي اليوم ذاته، حدثت وفاة الطفل فارس أحمد حسن، بالصف الأول بمدرسة المنشية البحرية الابتدائية بمحافظة الإسكندرية، إثر ابتلاعه «قلم رصاص» أثناء الفسحة.
وفي يوم 10 أكتوبر لقى التلميذ «بشار رضا مرعي» بالصف الثاني بمدرسة عرب أبومساعد الابتدائية بالجيزة مصرعه، وذلك بعد سقوطه من أعلي السلم داخل المدرسة.
وفي يوم 11 أكتوبر لقيت تلميذة مصرعها، إثر انزلاق قدميها من أتوبيس مدرسة بقرية أم القصور بأسيوط، مما أدى إلى سقوطها أسفل الأتوبيس.
وفي يوم 22 أكتوبر لقى الطفل محمد صلاح الدين التلميذ بالصف الرابع الابتدائى مصرعه غرقًا، إثر سقوطه فى بئر صرف صحى داخل مدرسته بأسيوط.
وفي اليوم نفسه، تم اختطاف الطالب مؤمن فيصل أمين محمد يوسف بالصف الخامس الابتدائى بمدرسة منشأة دمللو الابتدائية بالقليوبية، من أمام المدرسة صباحاً.
وفي 28 يوم أكتوبر تم الإعلان عن وفاة الطالب محمود محمد أحمد مقبول بالصف الخامس بمدرسة كوم الحاصل الابتدائية بمحافظة المنيا، وذلك إثر قيامه بالتزحلق من على سور السلم من الناحية المطلة على الفناء فسقط مغشياً عليه.
في يوم 29 أكتوبر، قامت سيارة نقل كتب بدهس رأس تلميذ ابتدائي بمدرسة الإصلاح الابتدائية، ببا في بني سويف أثناء عودتها للخلف أمام المدرسة.
وفي 6 نوفمبر، تم الإعلان عن وفاة طالب بالصف الثاني بمدرسة الادريسي الإعدادية بالإسكندرية أثناء هروبه من أعلي سور المدرسة، حيث اصطدم بكابل كهرباء هوائي خارج المدرسة مما أدى لوفاته على الفور.
وفي 9 نوفمبر، تم الإعلان عن مصرع الطالب إبراهيم سيد إبراهيم بالصف الثالث بمدرسة الغنايم الإعدادية بنين بأسيوط، وذلك بعد أن سقط فاقداً للوعي فجأة أثناء حصة التربية الرياضية.
وفي اليوم ذاته، أصيب 57 تلميذاً بمدرسة ابتدائي بمركز البلينا بسوهاج بتسمم إثر تناولهم «بطاطس شيبسي» فاسدة.
وفي يوم 13 نوفمبر، سقط طالب بالصف الأول الإعدادي بمدرسة الدكتور البرادعى الإعدادية بمحافظة الجيزة من نافذة فصل بالدور الثالث بين حصتين، ما أدى إلى إصابته بشرخ فى الحوض وكسر بالفخذ اليمنى.
وفي اليوم نفسه، قامت طالبة بالصف الثانى بمدرسة بورفؤاد الإعدادية بنات بمحافظة بورسعيد بإلقاء نفسها من الدور الثانى بالمدرسة، مما إدى لإصابتها بارتجاج فى المخ وكسر فى الفك السفلى.
وفي 19 نوفمبر تم الإعلان عن وفاة طفل بمرحلة رياض الأطفال بمدرسة الكردى التجريبية للغات بإدارة منية النصر التعليمية بالدقهلية، إثر سقوطه من أتوبيس المدرسة أثناء عودته لمنزله.
وفي 20 نوفمبر تم الإعلان عن خطف طالب بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة النغاميش الإعدادية بسوهاج من أمام المدرسة من بين زملائه، عن طريق أفراد مسلحين مستقلين سيارة.
وفي 21 نوفمبر تم الإعلان عن وفاة تلميذة بمرحلة رياض الأطفال بمدرسة النجوم الخاصة بمحافظة الجيزة، إثر رجوع أتوبيس المدرسة للخلف الذي يحمل لوحة رقم 5205 رحلات جيزة بعد نزول الطلاب بالمدرسة.
وفي نفس اليوم، تم الإعلان عن وفاة الطالب أشرف حاتم أحمد النجار بالمدرسة الإعدادية بنين بديرب نجم بمحافظة الشرقية والمقيد بالصف الثاني الإعدادي، حيث كان ضمن فريق كرة القدم بالمدرسة وكان يلعب دورة تدريبية بملعب المدرسة الزراعية الثانوية بديرب نجم، وأثناء الدورة تعلق الطالب بإحدى العوارض وسقط على الأرض وتم نقله إلى المستشفى وتبين وفاته.
وفي اليوم نفسه، أصيب 20 تلميذاً بمدرسة الحمادية الابتدائية دائرة مركز سوهاج، بتسمم إثر تناولهم وجبة مدرسية «لبن معلب» داخل المدرسة.
وكان عام 2012 من أسوأ الأعوام فى الحوادث الأكثر تأثيراً التى تركت أثراً نفسياً سيئاً عند عامة المصريين، حيث استيقظت محافظة أسيوط يوم 16 نوفمبر 2012 على مقتل 47 تلميذاً نتيجة تصادم بين أتوبيس إحدى المدارس بمنطقة منفلوط أثناء عبور الأتوبيس قيادة السائق على حسين على – توفى إثر الحادث - لمزلقان السكة الحديد بقرية المندرة دائرة مركز منفلوط بالقطار رقم 165 القادم من أسيوط تجاه المنيا.
وفي عام 2011/2012 أصدر المركز المصري لحقوق الإنسان تقريراً حدد خريطة العنف داخل المدارس المصرية، كاشفاً عن 21 حالة طعن باستخدام «مطواة» أو سكين أو «كاتر»، و6 حالات اغتصاب وهتك عرض، و3 حالات انتحار، و41 حالة عنف من مدرسين ضد الطلاب، و338 حالة تسمم، و29 حالة عنف واقتحام مدارس، و9 ضحايا.
رئيس اتحاد المعلمين:
691 قنبلة موقوتة حول المدارس.. و«المعزول» مسئول عن كوارث التعليم
تقرير: مجدي سلامة
حذر عبدالناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين، من توالي كوارث المدارس خلال الفترة القادمة.. وقال ل «الوفد»: بحسب بيانات هيئة الأبنية التعليمية فإن هناك 694 سوراً مدرسياً في حالة خطرة ويحتاج إلي صيانة عاجلة، ولكن لم يتم إصلاح سوي 3 أسوار فقط، وهو ما يعني وجود 691 سوراً مدرسياً تمثل قنابل موقوتة حول المدارس.
وأضاف: هناك مدارس آيلة للسقوط لا يزال التدريس بها، في محافظات بني سويف والمنيا والجيزة وغيرها، مشيراً إلي أن مصر تحتاج بشكل عاجل إلي 10 آلاف مدرسة جديدة ولكن هيئة الأبنية التعليمية لا تستطيع سوي بناء 300 مدرسة جديدة كل عام لأن ميزانية الهيئة لا تتعدي 2.5 مليار جنيه سنوياً.
وقال: الحكومة زعمت أنها تمكنت من بناء 1050 مدرسة جديدة ولكن الحقيقة أنها لم تبني هذا العام سوي 105 مدرسة فقط.
وأوضح رئيس اتحاد المعلمين المصريين، أن ميزانية التعليم في مصر متدنية للغاية.. وقال: «اليونسكو أشار إلي أن الحد الأدني للإنفاق علي التعليم يجب ألا يقل عن 6.5٪ من الناتج القومي الإجمالي ولكن الحكومة حددت 4٪ من إجمالي الناتج القومي للتعليم، وكانت هذه المخصصات في العام الماضي تبلغ 81 مليار جنيه منها 64 مليار جنيه للتعليم قبل الجامعي، وأغلب هذه المبالغ ينفق كأجور لمليون و500 ألف معلم وإداري وعامل بالمدارس».
وأضاف: في العام الحالي بلغت مخصصات التعليم 94 مليار جنيه، وحتي الآن لم يتم تحديد المبالغ المخصصة للتعليم قبل الجامعي من هذا المبلغ.
وكشف رئيس اتحاد المعلمين المصريين أن محمد مرسي الرئيس الإخواني المعزول يتحمل جانباً من الانهيار الذي أصاب المدارس.. وقال: «حينما كان مرسي رئيساً لمصر أصدر قراراً جمهورياً بقانون يحمل رقم 23 لسنة 2012 ينص علي تحويل حسابات المدارس وجميع المبالغ الموجودة بها إلي الحساب الموحد بوزارة المالية بهدف التقليل من عجز الموازنة علي حساب أموال المدارس».
وأضاف: «قرار مرسي غل يد مدير أية مدرسة في صيانة المدرسة، لدرجة أن تجديد «حنفية» في المدرسة لا يتم سوي بتقديم طلب لمدير الإدارة التعليمية الذي يرفع الطلب بدوره إلي وكيل الوزارة ومنه إلي وزارة التربية والتعليم لتبت في الأمر، وتقرر ما إذا كانت تصرف المبلغ المطلوب لتجديد «الحنفية» أم لا».
وواصل: التقيت وزير التربية والتعليم محمود أبوالنصر وطالبته بالعمل علي إلغاء قرار مرسي، ووعدني بذلك، ولكن شيئاً لم يحدث حتي الآن.
إلى متى تستمر كوارث المدارس؟
مشروع «الغذاء بالمدارس» يكشف عن غياب «التعليم» وإهمال «الصحة»
تقرير: نشوة الشربيني
مع غياب الضمير والرقيب داخل وزارتي التربية والتعليم والصحة، نتوقع المزيد من حالات التسمم والقتل في المدارس، بسبب «وجبات الموت» التي تقدم لأبنائنا، والنتيجة الضحايا تزداد كل يوم، ويتم بنفس السيناريو السابق وهو تسمم الغذاء.. فإلي متي تستمر كوارث المدارس التي تنفذ بشكل متكرر وبنفس السيناريو تقريباً؟
الدكتور محمد إبراهيم معوض، الكيميائي رئيس معهد الدفاع المدني ودراسات الكوارث، يقول: لابد من اتباع الأسس العلمية في تخطيط وإدارة مواجهة الكوارث، الذي ينص علي مجموعة مبادئ أساسية، أولها الحرص علي علاج الخلل الكارثي في الوزارات الخدمية من جذورها من الإهمال والفوضي واللامبالاة التي تعيشها هذه المؤسسات التعليمية والصحية في مصر علي حد سواء، وثانياً جمع الأدلة المادية للوقوف علي أسباب الكارثة وإرسالها إلي المعامل المركزية لدي وزارة الصحة لتحليلها للتعرف علي السبب الحقيقي للتسمم أو الوفاة سواء كان تم بشكل كيميائي أو تعرض الوجبات المدرسية لميكروب أو تلوث عن طريق المبيعات الحشرية حتي يمكن تجنب حدوث هذه الكوارث مرة آخري، وثالثاً ضرورة الالتزام بمعايير الجودة الصحية والسلامة المهنية في الأشراف والرقابة علي الأغذية التي تتوجه للمدارس بصفة دورية.
وأضاف الدكتور «معوض»: هناك قاعدة عامة تسمي قاعدة السببية «4 إم»، بمعني ضرورة التركيز علي أضلاع الكارثة التي تتمثل في العنصر البشري، والإدارة التعليمية، والمناخ أو البيئة المرتبطة بوقوع الكارثة، الوسيلة التي نفذت الكارثة في ظل غياب مفتشي الأغذية بوزارة الصحة عن حماية الطلاب من التلوث والقتل وطريقة التوزيع، لأنه من غير المعقول أن يتسبب جميع التلاميذ في حدوث ذلك بنفس الوقت، منوهاً إلي ضرورة إعطاء وزارة الصحة شهادات صحية تضمن خلو جميع المتعاملين من مصنعي أو موردي أو موزعي الغذاء من الأمراض المعدية.
الدكتور زينات طبالة، خبيرة التعليم ومدير مركز دراسات التنمية البشرية بمعهد التخطيط القومي، تري أن هناك خللاً عاماً في منظومة مؤسسات الدولة، من غياب للضمير وغياب المسئولية واللامبالاة التي نجني آثارها السلبية علي أولادنا داخل المؤسسات التعليمية، ومن ثم نري زيادة في أعداد الكوارث المشابهة في إعدادها ونتائجها، الأمر الذي يتطلب إحياء الضمير عند كل موظف يعمل داخل وزارة التربية والتعليم وأيضاً وزارة الصحة، مع الحرص علي اتخاذ كافة الإجراءات الصحية اللازمة للمحافظة علي صحة التلاميذ، حتي لا يقال إن التلاميذ يقتلون بأيدي مفتشي الأغذية بوزارة الصحة.
الباحث فى شئون التعليم:
مدارس مصر.. خارج الخدمة
تقرير: أماني زايد
أيمن البيلي، الباحث في شئون التعليم، يري أن أوضاع المدارس في مصر باتت سيئة للغاية، فنجد أن المدارس في القاهرة والمدن تعاني من نقص الخدمات الأساسية والمرافق، فنحن لدينا 50 ألف مدرسة بهم ما يقرب من 18 مليون طالب ويعمل بهما نحو مليون و800 ألف عامل، بدءاً من وكيل الوزارة وحتي عامل المدرسة، وإذا نظرنا إلي المدارس قبل بداية العام الدراسي، نجد أن معظمها تقدم تقارير وهمية لمديري الإدارات بأن كل شيء علي ما يرام، من نظافة واكتمال في المرافق وغير ذلك، حرصاً من مديري المدارس علي البقاء في مناصبهم، ومن هنا تأتي الكارثة التي تدل علي سوء التخطيط في هيئة الأبنية التعليمية في رصد المدارس التي تحتاج لإحلال وتجديد أو ترميم، فهناك العديد من المدارس أنفق عليها أموالاً طائلة من أجل ترميمها مثل «المدرسة التجارية» بقليوب التي أنفق علي ترميمها في العام الماضي ما يقرب من 3 ملايين و600 ألف جنيه، وهناك أيضاً «مدرسة البدراوي» بسمنود غربية، التي أنفق علي ترميمها في العام قبل الماضي مليون جنيه، ثم عادوا في العام الماضي وأنفقوا عليها مليون و200 ألف جنيه من أجل ترميمها، رغم كونها حديثة الإنشاء، في الوقت الذي تظل فيه أحوال العديد من المدارس في غاية السوء، حيث نجد بعض المدارس المتهالكة، التي تتساقط أسقفها علي الطلاب، فضلاً عن وجود شقوق بالجدران، مما يهدد بحدوث فاجعة.
ويصف أيمن البيلي، أحوال المرافق الأساسية داخل المدارس بالمرافق الرديئة، حيث يؤكد أن المدارس تخضع لإشراف المحليات أيضاً ومع ذلك لا نجد ترابطاً بين المحليات والتعليم، فلا نجد متابعاً من الإدارة المحلية يمر علي المدارس لتفقد أوضاعها، ومن ناحية أخري هناك العديد من المدارس تعاني من انفجار بالصرف الصحي، ما يعرض طلاب مصر لأمراض خطيرة، فضلاً عن تعرض الأطفال لخطر حدوث الصدمات الكهربائية العارية، ما يهدد حياتهم بالموت في كل لحظة، ومع ذلك نجد أن المتابعة في الإدارات التعليمية غائبة، رغم أنه من المفترض أن هناك إدارات متابعة وإدارات أمن مهمتها حماية المنشآت المدرسية، إلا أن أفراد إدارة الأمن تحولوا لمراكز قوي لتخويف وإرهاب المعلمين، بدلاً من تنفيذ عملهم، وفقاً للقرارات الوزارية، ما يدل علي سوء أحوال المدارس أيضاً تلوث خزانات المياه، التي لا يتم تنفيذها بشكل دوري، التي ترتفع فيها نسبة المعادن نتيجة لانتشار الصدأ علي جدرانها، فمع الأسف لا توجد متابعة لأعمال الصيانة أو الصرف الصحي أو المياه في المدارس، فضلاً عن تهالك أبواب المدارس، وبالأخص في الريف.
وفي النهاية نجد أن ما تم وضعه من خطط من قبل وزارة التربية والتعليم قبل بدء العام الدراسي يتحطم علي صخرة الفساد الإداري المنتشر في العملية التعليمية، فمدارس مصر تعاني من نقص الموارد الذي يحتاج لمزيد من المشاركة المجتمعية، لأن أعمال الصيانة في المدارس كانت تحصل عليه المدارس من المصروفات الدراسية التي كان يعود جزء منها لإدارة المدرسة لاستكمال الصيانة والخدمات، وهذا ما لم يحدث الآن.
الفساد في المدارس يهدد حياة أبنائنا التلاميذ
تقرير: فاتن الزعويلى
«ألا تخشى على أحفادك فهم تلاميذ مثل أبنائنا»، هكذا قال مؤسس رابطة أولياء الأمور للمدارس الخاصة للدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، فيما أكد خبراء القانون على أن ما يحدث من كوارث سببه الرئيسى هو غياب الرقابة والمسئولية كما أن النظام السياسى فى حالة خمول.
قال أحمد عودة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: فى الحقيقة نحن نأسف ونحزن على تلك الأحداث التى نراها يوماً بعد يوم وما كنا نراها إطلاقاً فى مصر ولكن عصابات الإرهاب وعصابات الإجرام ما تزال تعيث فى الأرض فساداً وإذا كانت وزارة الداخلية أو جهاز الشرطة يعنى شيئاً من القصور فيجب تكملة هذا القصور وتدارك الخلل بسرعة، كما نطالب أجهزة الأمن بتحقيق الأمن والضرب على أيدى الطائشين بيد من حديد، ونناشد القضاء المصرى بسرعة الفصل فى قضايا الارهاب وردعا لقضية المجرمين وبغير هذا لن يتحقق الأمن والأمان.
وأشار «عودة» إلى أن صور الأطفال المصابين أو المتوفين التى نراها كل يوم نتيجة إهمال الإدارات والمديريين المسئولين عن الرقابة وضبط العمل لأن فى كل مدرسة يوجد ناظر ومدرسون ومشرفون يتعين عليهم الإخلاص للعمل ومراقبة التلاميذ فى كل شبر من المدرسة لأنه قد تحدث جرائم فى الأحواش وعلى البوابات بل ربما قد تحدث جرائم فى الحمامات.
وعن عدم معاقبة المسئولين عن الكوارث التى تحدث فى المدارس أرجعها «عودة» إلى تراخى المفتشين والمديرين وهم الذين يجب أن يحاسبوا على كل ما يحدث لأنهم مسئولون مسئولية كاملة عن أرواح الأطفال حتى لا تحدث هذه الكوارث مرة أخرى.
فيما رأى الدكتور حمدى عبدالرحمن، أستاذ القانون المدنى بجامعة عين شمس، أن المسئولية تقع على المهندس والمقاول الذى قام بالمبانى وهى تسمى المسئولية العشرية ثم تقع المسئولية على المالك ونحن فى القانون نسميه حارساً على البناء وطالما تهدم جزء من البناء فهو مسئول على هذا الخطأ.
وأضاف «عبدالرحمن»: هناك قاعدة فى القانون تقول «كل خطأ سبب ضرر للغير التزم محدثه بالتعويض»، كما أن هناك حالة خمول سياسى فى البلد وأحياناً نجد وزيراً يستقيل فى مشكلة وهو لا ذنب له فيها مثلاً وكل هذه الكوارث التى تحدث فى المدارس مسئولية المحافظ والمحليات وكل ذلك نتيجة خلل فى النظام لأننا نجد أن كل شيء يلصق بالوزير ولكن الوزير مسئوليته التفتيش على المدارس فقط.
وتابع: الخلل فى نظام الدولة من إدارات ومحليات، فالمنظومة كلها مختلة لأن نظام الرقابة والمتابعة والمسئولية غير موجود وكأنه لا يوجد قانون فى البلد، كما أننا نتحدث الآن عن جزئيات ولا نتحدث عن الكليات وهذه الجزئيات تحدث حلولاً جزئية ونعود للمشكلة مرة أخرى.
وأوضح خالد صفوت، مؤسس رابطة أولياء أمور المدارس الخاصة، أنهم بعد كفاح استمر أكثر من عام ونصف العام في مكافحة الفساد توصلنا إلي «يبقي الحال كما هو عليه» ويستمر الفساد ويسقط الإصلاح وتسقط كل المحاولات ليس فقد فساد من الموظفين وحسب بل فساد من الجميع، الجميع متهم بالفساد بمن فيهم أولياء الأمور، فنحن أيضاً فاسدون ولا نصلح أن نكون أولياء أمور لأبنائنا لأننا نخشي أن نواجه الفساد الذي وصل به الحد إلي أن يقتل أبناءنا من أجل طلب العلم و نحن نجلس نشاهد ونحزن وأقصي مجهوداتنا نكتب علي صفحات التواصل الاجتماعي برقيات حزن ونعي.
هل يعلم أى ولي أمر أن خوفه علي ابنه من محاربة الفساد قد يتسبب في قتله لأنه لم يطلب بحقه يوماً وترك العنان للفساد والفاسدين يفعلون ما يحلو لهم، تخشي أن تعترض علي مدير المدرسة أو تعترض علي مدير إدارة أو تقدم شكوي إلي الوزارة كي لا يتم التنكيل به أو بابنه فيصمت فيموت ابنه، معادلة قاسية لكنها الحقيقة، عندما تغيب الرقابة وتغيب العقوبات والمحاسبة توقعوا أي شيء.
ووجه «صفوت» رسالة إلى الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، قائلاً: «ألا تخشي علي أحفادك فهم تلاميذ في المدارس مثل أبنائنا، تأخذ الكثير من القرارات وتعدل القوانين ولكن دون فائدة فمازالت القوانين والقرارات حبيسة الأدراج كأنك تحرث في البحر، لا فائدة دون رقابة ومتابعة ومحاسبة لكل متواطئ أو فاسد نريد قوة ردع لكل فاسد مقصر، أما بالنسبة لمديري المديريات فهم ليس لهم دور في العملية التعليمية سوي التوقيع علي الأوراق، لقد همشت الإدارات دورهم وكبلت أيديهم».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.