طبعاً كلنا نعلم ان الرئيس البطل عبدالفتاح السيسي وحكومة المهندس إبراهيم محلب لديهم طموحات هائلة ولكن التحديات أكبر تفوق تصور أي أحد وأصبحت المناصب القيادية في مصر مسئولية جسيمة تنوء بها الجبال ولم تعد منظرة وأبهة. ونعلم أن أولويات الحكومة حاليا تحكمها ظروف صعبة للغاية ولذلك لا حديث عن الطموح، فالخبز والأمن أهم أولويات الحكومة وهي أشبه برجل المطافي عليها أولاً أن تطفئ النار ثم تلحق تطفئ ناراً أخرى وهكذا من إبطال مفعول قنابل إلى انفجار في محطة كهرباء إلى أزمة بنزين وسولار وبوتاجاز إلي تدبير نحو 20 مليار جنيه شهريا مرتبات وأجور للموظفين والعاملين بالجهاز الإداري المترهل للدولة لتدبير أقساط وفوائد الديون الخارجية والداخلية إلي تدبير فلوس العيش والسكر والزيت وهلم جرا، ناهيك عن انفلات طلاب وطالبات الجامعة أعضاء الجماعات الإرهابية. والمشاكل اليومية لا تنتهي ولكن هل كتب علينا أن نظل هكذا نلهث وراء أكل العيش والبحث عن الأمن. هذا يحبس الدولة كلها في فكر الفقر يعني لا مجال لفكر خارج الصندوق ولا تحدثنا عن تنمية وانطلاق نحو العالمية ولا إنتاج ولا تصدير ولا خروج من دوامة التخلف. وهنا يحضرني تصور عجيب هل يمكن ان تستمع الحكومة لأي أفكار جديدة بالطبع لا ولو جاء المهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس الوزراء وحدثهم عن أن التكنولوجيا هي المفتاح السحري لحل مشاكل الفقر والبطالة والجهل والمرض وان العالم كله الآن يطبق نموذج الحكومة الذكية وأن وسيلة التواصل بين الناس وحكومتهم أصبحت الاسمارت فون أو الموبايل الذكي وأن ذلك الاقتصاد الرقمي يقضي على كل أشكال الفساد والمحسوبية وأن التكنولوجيا يجب أن تكون اهتمام الحكومة الأول وقبل الخبز أحيانا. أظن لن يسمعه أحد بالطبع لأن تلال المشاكل أمام الحكومة يجعلها لا ترى بعيداً ويحجب رؤية الواقع من حولنا والذي يقول إن الدنيا تغيرت كثيرا جدا خلال 4 سنوات توقفت فيها الحياة تقريبا في مصر. والآن ماذا ينتظرنا بعد الإغراق في فكر الفقر ومتى نفكر كما يفكر العالم من حولنا متى نرى ملامح التكنولوجيا تغير وجه الوطن متى نرى الطالب لديه التابلت أو الآي باد وتخلص من تخلف شنطة الكتب والسبورة متي نرى التعامل مع المصالح الحكومية عبر الموبايل دون أوراق وأختام متي يدار كل شيء في مصر إلكترونيا متي نتخلص من الأرشيف وأوضة الفئران متى ينتهي فقر الفكر. الحقيقة أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقيادة هذا الوزير النشط الطموح لديه مسئولية تاريخية في نقل مصر نقلة نوعية ووضعها في مصاف الدول الكبرى التي كانت لا شيء وحققت كل شيء بالتكنولوجيا وهنا لا أؤمن ابدا بسياسة خطوة بخطوة لا لا لا. ينبغي القفز بكل قوة ولنبدأ فوراً من حيث انتهى الآخرون. مفيش حاجة اسمها السلم من أوله لابد من طموح جامح والبعد عن فكر الفقر.