قتلت الشرطة الكندية مسلحًا في البرلمان الكندي في أوتاوا يوم الأربعاء، ولا تزال تبحث عن مسلحين آخرين محتملين، إثر إطلاق النار على جندي ومقتله وإصابة شرطي بالقرب من مقر البرلمان. وفرضت الشرطة طوقًا أمنيا محكمًا حول مكان الحادث بعد أن قام شخص واحد على الأقل "يحمل بندقية صيد" حسب شهود بإطلاق النار على جندي كان يقف أمام نصب الجندي المجهول الواقع إلى جانب مقر البرلمان. وأفاد مراسل لفرانس برس أن الجندي أصيب وقام رجال إسعاف بنقله بعد أن أجروا له تنفسا اصطناعيا لإنقاذ حياته. إلا أن وزير العمل جيسون كيني أعلن في وقت لاحق في تغريدة على تويتر وفاة الجندي متأثرا بجروحه، كما أعلن أن عنصرا في الشرطة كان يحرس البرلمان أصيب بجروح في إطلاق النار. وسرعان ما وصل عشرات الجنود المسلحين إلى وسط مدينة أوتاوا وسجل إطلاق نار في ثلاثة أمكنة مختلفة بينها نصب الجندي المجهول والبرلمان وجوار مركز تجاري. وأكدت الشرطة مقتل أحد المهاجمين الذين قالت إن عددهم قد يصل إلى ثلاثة. وحسب شهادات متعددة فإن المهاجم أو المهاجمين أطلقوا النار في البداية على أحد الجنود المتمركزين أمام نصب الجندي المجهول قبل أن يسيطروا على سيارة رسمية تحت التهديد للاقتراب من أبواب البرلمان، لأن الإجراءات الأمنية تحول دون دخول السيارات غير الرسمية إلى المكان. وتمكن المهاجمون بعدها من الدخول إلى المبنى المركزي للبرلمان حيث قاعة الاجتماعات. وسمع بعد ذلك دوي انفجار قوي اتبع بإطلاق نار غزير من عناصر الشرطة حسب ما جاء في شريط فيديو نقله صحافي يعمل في جريدة غلوب أن ميل، كان موجودا داخل البرلمان وصور الشريط بواسطة هاتفه المحمول. وقال الموظف في البرلمان مارك اندري فيو لفرانس برس "دخل شخص البرلمان راكضا وكان عناصر من الشرطة يلاحقونه ويصرخون طالبين من الجميع الاحتماء" مضيفا أنه سمع "نحو عشرين طلقة رصاص" أطلقت داخل البرلمان. وقال متحدث باسم رئيس الحكومة ستيفن هاربر الذي يوجد مكتبه داخل المنطقة المطوقة أمنيا أن الأخير أجلى من المكان وهو بخير. كما نقل الزعيمان المعارضان اليساري توماس مولكير وجوستان ترودو من الحزب الليبرالي إلى مكان آمن. وطلب من سكان وسط أوتاوا الابتعاد عن نوافذ منازلهم ومكاتبهم لأن أحد المسلحين فر "على الأرجح" إلى سطح البرلمان. وشوهد قناصة من الشرطة ينتشرون على أسطح الأبنية المجاورة. وأفادت وسائل الإعلام أن القواعد العسكرية أقفلت وطلب من العسكريين البقاء حيث هم وعدم التنقل بلباسهم العسكري. ورفعت السلطات الكندية الثلاثاء درجة الحذر من هجوم إرهابي من الدرجة السفلى إلى الدرجة الوسطى للمرة الأولى منذ عام 2010. وجاء هذا القرار بعد مقتل عسكري وإصابة آخر في سان جان سور ريشيليو في مقاطعة كيبيك بعد صدمه عمدا بسيارة كان يقودها شاب في الخامسة والعشرين من العمر قامت الشرطة بعدها بإطلاق النار عليه وقتله. واعتبرت الحكومة الكندية الحادث عملاً إرهابيا. وهي المرة الأولى التي يقع في كندا اعتداء على علاقة بالتطرف الإسلامي. وأفادت أجهزة الاستخبارات الكندية أن الجاني يدعى مارتن رولو كوتور واعتقل في يوليو الماضي بينما كان يستعد للسفر إلى تركيا. وهو واحد من بين نحو 90 كنديا موجودين حاليا على الأراضي الكندية ويشتبه بأنهم قد يعدون لارتكاب اعتداءات. ومن بين التسعين هناك 80 عادوا مؤخرا من مناطق حرب وخاصة من العراقوسوريا حسب ما قالت مطلع الشهر الحالي الحكومة الكندية. ودعت الحكومة الكندية السكان إلى توخي الحذر بعد أن قررت المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سورياوالعراق.