خمسة عشر يوماً على الرصيف فى انتظار سرير واحد «فاضى» داخل معهد الكبد القومى بمدينة شبين الكوم: افترشنا الأرصفة وانتقلت العائلة من أسوان إلى المنوفية لتسكن على الرصيف من أجل الحصول على علاج سوفالدى لإنقاذ رب الأسرة المريض الذى يبلغ من العمر «39 سنة»، رواية يحكيها محمد سعيد أحد المنتظرين على الأرصفة أمام أبواب المعهد، كغيره من الآلاف المرضى الراغبين فى الحصول على العلاج الجديد. مئات من المرضى يفترشون الرصيف فى انتظار الدخول منهم من قدم منذ عدة أيام على أمل أن يصل إلى سرير ويتلقى العلاج الجديد، ليصاب بصدمة كبرى بعدم وجود العلاج فى المعهد. حيث أكد الدكتور عمر الشعراوى، طبيب مقيم بمعهد الكبد القومى بجامعة المنوفية، أن المعهد يشهد يومياً حالات من المعاناة الشديدة من قبل المواطنين خاصة أن الأعداد التى تحضر على أمل تلقى العلاج تصل إلى الآلاف يومياً وهو ما يفوق إمكانيات المعهد، إضافة إلى عدم توفر العلاج الجديد فى المعهد مما يهدد بكارثة كبرى، فمعهد الكبد القومى يعتبر قبلة لمرضى الكبد فى مصر ويحضر إليه الآلاف من المحافظات الأخرى ولكن لا يوجد به علاج سوفالدى. وأضاف «الشعراوى»: يوجد آلاف المرضى عندهم الفيروس لكنهم مازالوا يتمتعون بصحة جيدة لأن المرض لم يتمكن منهم، ومن المفترض أن تحصل هذه الفئة على حقها فى العلاج وتنال الفرصة لأن يأخذوا العلاج، ولكن غير متوفر هذه الفئة دى بعد عدة أسابيع هتنضم لفريق المضاعفات ولو ما لحقنهاش نعالجهم دولقتى مش هنعرف نعالجهم تانى لأن المرض سيتضاعف. وأضاف محمد معوض، أحد المرضى: إحنا عاوزين الحكومة تريحنا، المفروض أنها تدور على الأسباب ولكن فى مصر الحكومة عاوزة اللى يدور عليها، حرام عليكوا إحنا الطبقة الرابعة وطول ما فيه طبقات طول ما هتفضل مصر مش هتتقدم. وأضاف أحد الموظفين فى المعهد أن الإنترفروم كانت نتيجته 50٪، ومن بداية الشهر حتى اليوم تم تسجيل 3600 حالة تطلب العلاج وتقوم بإجراء كافة الفحوصات الطبية، إضافة إلى الطوابير الكبرى التى لا تستطيع أن تسجل وتقوم بالفحص وتضطر للتزاحم فى الأيام المقبلة. فيما أكد الدكتور اليف علام، مدير المعهد: إن العلاج يأتى من وزارة الصحة، وهناك مراكز خاصة واللى المعهد بيعمله إنه بيعمل «فايبر وسكان» لأنه مش موجود فى مراكز الصحة. وأضاف «علام» أن جامعة المنوفية قامت بإرسال عدد من الخطابات إلى وزير الصحة وإلى رئيس الوزراء من أجل الحصول على كمية من الدواء الجديد ولكن لم تصل حتى الآن ولم يتم الرد علينا. مشيراً إلى أنه فى حالة عدم تواجد العلاج فما باليد حيلة مش هنقدر نعمل حاجة للمرضى. وفى كفر الشيخ، يواجه مرضى فيروس «سى» الموت للحصول على عقار «سوفالدى» بسبب الزحام الشديد أمام مركز أبحاث الكبد الوحيد بالمحافظة، حيث طالب المرضى وزير الصحة ورئيس الوزراء بفتح منافذ بجميع مراكز المحافظة لاستلام العقار، وخاصة بعدما شهد مركز أبحاث الكبد تكدس من المرضى الذين افترشوا الأرض أمامه، فضلاً عن بعد المسافة بين سكن المرضى والمركز. ومن جانبه، أكد الدكتور محمد جلال، مدير مركز الكبد، استشارى الكبد والجهاز الهضمى، أن سبب الزحام الشديد والشكوى من سوء التنظيم ويعود لتردد 3 فئات على المركز يومياً وهم 500 مريض يحصلون على حقن «الإنترفيون» يومياً بالمركز، بالإضافة لبعض المرضى الذين لم يستوفوا أوراقهم بعد. وأضاف الدكتور يوسف خليفة، مدير العيادات الخارجية، المسئول عن تلقى الملفات الخاصة بالمرضى، أن عدد الذين استوفوا أوراقهم بشكل سليم وانطبقت عليهم الشروط 120 حالة فقط من بين ال10 آلاف تقدموا حيث سيتم إرسال هذه الملفات للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية تمهيداً لصرف العلاج «سوفالدى» لهم يوم الخميس المقبل، مشيراً إلى أنه جار استيفاء أوراق 250 آخرين. وأكد «خليفة»: هناك مرضى لا تنطبق عليهم الشروط لإصابتهم بفيروس «بى» ومنهم من يعانى تليفاً بالكبد دون إصابته بالفيروس ومنهم من لا يعانى أى أمراض أو فيروسات كبدية، حيث إنهم تقدموا للحصول على العقار بشكل وقائى، وناشد المرضى بالحضور فى مواعيدهم المحددة فقط، لأن قوة المركز تصل ل30 طبيباً فقط بجميع تخصصات وأقسام المركز حتى لا يحدث زحام. يذكر أن محافظة كفر الشيخ تعتبر من أكثر محافظات مصر إصابة بالفيروس، والأمراض الكبدية طبقاً لإحصائيات وزارة الصحة وتصل نسبة الإصابة بين المواطنين حوالى 750 ألف مريض بالمحافظة بنسبة 20٪ من السكان.