شهدت الجامعات المصرية خلال العام المنصرم أحداثاً عنيفة واشتباكات دامية، إذ تحول الحرم الجامعى إلى ساحة حرب بين الطلاب الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية وبين قوات الشرطة المجاهدة لاستعادة الأمن داخل الأروقة الجامعية. وازدادت وتيرة العنف والصراع "الطلابي-الأمنى" عقب قرار الحكومة بالسماح لقوات الشرطة بدخول الجامعات للسيطرة على الحراك الطلابى الغاضب والمنفلت الذى حول الحرم والمدن الجامعية لشعلة نيران أتت على الأخضر واليابس. ومع اقتراب بدء العام الدراسى الجديد للجامعات المصرية، استعدت الجامعات لمواجهة التطرف الطلابى بأساليب مختلفة، إذ حظرت جامعة القاهرة الأسر ذات الظهير السياسى بها، مؤكدة عدم السماح باستخدام الجامعة لتكون منبرا للشعارات السياسية والحزبية، ووضع منظومة كاميرات مراقبة أمام المقر الرئيسى للجامعة والكليات من الخارج، بالإضافة إلى توافر شبكة معلومات عن الطلاب الذين يثيرون العنف أو التظاهر. جاء ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه طلاب جماعة الإخوان بجامعة الأزهر عن بداية تظاهراتهم من اليوم الأول لبداية العام الدراسى المقرر السبت القادم تحت عنوان "سنبدأ فعاليتنا من اليوم الأول". وأكدت جامعة الأزهر أنه سيتم فصل أى طالب يثبت تورطه فى أعمال شغب، وقال الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس الجامعة، أنه سيتم فصل كل من يشترك فى أعمال العنف، وجعل قرار الفصل سواء لعضو من أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب نافذا ولا يجوز الطعن عليه وفقا لقرار مجلس الوزراء وتعديله للقانون 103 الخاص بتنظيم العمل بجامعة الأزهر، مشيرا إلى أنه إذا حدث أى محاولة للشغب فغير مستبعد استدعاء الشرطة للتدخل. وأكد الدكتور عبد الحى عزب رئيس جامعة الأزهر، توقيع الجامعة عقداً مع شركة حراسة خاصة تقوم بتأمين البوابات الخاصة للجامعة ومنع دخول الطلاب الذين لا ينتمون للجامعة، مشدداً على أنهم مستعدون لاستقبال العام الدراسى الجديد، وعدم السماح بممارسة العمل السياسي، والعنف داخل الجامعة أو المدن الجامعية، خلال جولته بفرع البنات، للإشراف على أعمال رفع الإشغالات والمخلفات من حرم الجامعة، الناجمة عن أعمال الصيانة والترميمات، التى تضررت جراء مظاهرات طلاب جماعة الإخوان الإرهابية. وكشف رئيس الجامعة ل"بوابة الوفد"، أن الجامعة ستواجه أى خروج عن اللوائح والتقاليد بكل حزم، مضيفا أنه تم تدريب وتأهيل أفراد الأمن المكلفين بتأمين الحرم الجامعي، والتعاقد مع شركة أمن خاصة للسيطرة على الأبواب والمداخل الرئيسية، مع زيادة ارتفاع السور المحيط بالجامعة لمنع التسلل من الخارج، بالإضافة لتركيب كاميرات مراقبة لتسجيل عمليات الشغب. وقال اللواء يحيى العراقى، نائب مدير أمن القاهرة لقطاع شرق، أن وزارة الداخلية تتابع لحظة بلحظة خطة تأمين جامعة الأزهر، لاستقبال العام الدراسى الجديد، مشيراً إلى أن قوات الأمن ستكون فى وضع استعداد خارج أسوار الجامعة، مؤكداً أنها ستدخل إلى حرم الجامعة فى حالة الطوارئ فقط إذا طلب رئيس الجامعة ذلك. واستعدت جامعة القاهرة لاستقبال طلابها الجدد والقدامى فى العام الجديد، إذ اتخذت إدارة الجامعة التدابير الخاصة بتأمين منشآت الجامعة والعملية التعليمية خلال العام الجامعى الجديد، حيث شمل ذلك الانتهاء من منظومة كاميرات المراقبة فى الحرم الجامعى والكليات والمدينة الجامعية، وتركيب الألواح الصاجية لسد منافذ أسوار الحرم الجامعي، ودعم الأمن الإدارى ب200 فرد يتم تخصيصهم للانتشار السريع، بالإضافة إلى تأمين البوابات الرئيسية للجامعة من خلال شركة أمن متخصصة تعاقدت معها وزارة التعليم العالى لتأمين بوابات الجامعات، ومن بينها بوابات جامعة القاهرة، لتبدأ فى عملها من اليوم الأول للدراسة لتأمين البوابات الرئيسية المؤدية للحرم الجامعي، وعددها 6 بوابات للدخول. وأكد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، عزم الإدارة الكامل على منع العمل الحزبى للأسر الطلابية داخل الجامعة حفاظًا على استقرار العملية التعليمية، مع احترام حق الطلاب فى التعبير الحر والمسئول عن الرأى وممارسة الأنشطة الطلابية المختلفة، والاهتمام بالشأن العام للوطن وشئونه السياسية دون ممارسة العمل الحزبى، مشيراً إلى أنه لن يسمح بأن تكون الجامعة ساحة لمنازعات ليست طرفاً فيها. وأضاف أنه تم وضع منظومة كاميرات مراقبة أمام المقر الرئيسى للجامعة والكليات من الخارج، وبالإضافة إلى توافر شبكة معلومات عن الطلاب الذين يثيرون العنف أو التظاهر، قائلاً: "هناك تنسيق على مستوى عال بين وزارة التعليم العالى ووزارة الداخلية، فى تواجد الشرطة بجوار الحرم الجامعي". ووسط حظر الجامعة للنشاط الطلابى السياسى داخل الأسر الطلابية التى تقوم على أساس دينى وسياسي، أعلنت بعض الحركات الطلابية كحركة "طلاب مصر القوية"، رفضها التام قرار منع الأسر ذات الطابع السياسى من العمل داخل الجامعة، مؤكدين أن الحركة ستظل تعمل داخل جامعة القاهرة وباقى جامعات الجمهورية، من أجل إيصال رسالتها وأداء دورها فى تفعيل الحياة الطلابية، داعية كل القوى الطلابية للتوحد من جديد من أجل مواجهة تلك الإجراءات. أما على صعيد جامعة عين شمس، فيقوم الأمن الجامعى بإجراء دوريات أمنية بكافة أرجاء الجامعة، فضلاً عن الإجراءات التفتيشية للطلبة المارين بأى من أبواب الجامعة سواء الباب الرئيسى للجامعة أو الباب الخلفى لها، مع عمل تجديدات وتحصينات لعدد من الأبنية بالجامعة، وعلى رأسها مبنى كلية حقوق الذى يتجمع أمامه طلاب الإخوان ويحتمون به فى حال اندلاع أى اشتباكات مع قوات الشرطة. وأكد الدكتور علاء حامد القائم بأعمال رئيس جامعة بورسعيد، انتهاء الجامعة من الاستعداد النهائى للعام الجامعى، مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بإستقبال حوالى 15 ألف طالب وتكليف إدارة الأمن الجامعى بمهام خاصة بمراقبة الطلاب ومنعهم من ممارسة أى أعمال تخل بالنظام وتعطل الدراسة وسيتم الاستعانة ب 200 فرد أمن جديد من أبناء بورسعيد سيعلن عنها قريبا. وأكد أنه يوجد تنسيق مع مديرية أمن بورسعيد للتواجد بالقرب من كليات الجامعة بالاتفاق مع اللواء إسماعيل عز الدين مدير الأمن للاستعانة بهم فى حالة وجود شغب، مشدداً على وجود عقوبات فورية تصل إلى الفصل مباشرة دون مجلس تأديب لكل من يخرب منشآت أو يعتدى على أفراد أو يعطل الدراسة. أما جامعة طنطا، فقد أكد الدكتور عبدالحكيم عبدالخالق رئيس الجامعة أنه لن يسمح بأى تجاوزات أو أى تعطيل للعملية التعليمية وأنه على ثقة من وعى أبنائه من طلاب الجامعة، مطالبا عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس بالتواجد بين الطلاب من أجل تصحيح ما قد ينشأ من مفاهيم خاطئة وشائعات مغرضة. جاء ذلك فى جولة رئيس الجامعة لكليات الصيدلة وطب الأسنان والعلوم والتمريض والهندسة والآداب والزراعة والتربية الرياضية رافقه خلالها الدكتور محسن مقشط نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب ومديرى الأمن والشئون الهندسية والعلاقات العامة والإعلام.