رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى افتتاحيتها، أن الرئيس التركى "رجب طيب أردوغان" يلعب لعبة خطرة، مشيرةً إلى أن عدم تصدى تركيا ل"داعش" يهدد الأكراد. قالت الصحيفة إن "أردوغان"، الذى طمح إلى قيادة العالم الإسلامى فى الوقت الراهن الذى يمر به بأزمة إقليمية، تبقى دبابات جيشه وراء السياج الحدودى على بعد ميل واحد من الحدود مع سوريا حيث يحاصر داعش كوبانى وسكانها. وأوضحت الصحيفة أن هناك لائحة من الاتهامات التى توجه لأردوغان ولسياسته الساخرة، حيث يسمح ببقاء قواته على الحدود ويرفض مساعدة الأكراد، ومن ناحية أخرى يسمح للمقاتلين الأكراد أن يمروا عبر حدود تركيا، مشيرةً إلى أنه لم يرد فقط الإضعاف من قوة الأكراد ولكن يريد أيضاً اختبار إدارة "اوباما" لدفع الولاياتالمتحدة لمساعدته فى الإطاحة بنظام الرئيس السورى "بشار الأسد" الذى يكن له اردوغان كراهية. واعتبرت الصحيفة أن رفض تركيا المشاركة فى الحرب على "داعش" دليل على التوترات والارتباكات الداخلية التى من شأنها أن تؤثر على الاستراتيجية التى يعمل بها اوباما للقضاء على داعش. وأشارت الصحيفة إلى أن جميع الأطراف، أردوغان والأمريكان والأكراد، متفقون على أنه لابد من ضرورة الاستفادة من الغارات الجوية من خلال تقدم قوات برية، لافتة إلى أن أردوغان ربط مشاركة بلاده بتقديم واشنطن الدعم الكافى للمتمردين الذين يحاولون الإطاحة "ببشار الأسد، وإنشاء منطقة حظر جوى لردع القوات الجوية السورية، إضافة إلى قيامها ببناء منطقة عازلة على طول الحدود التركية لإيواء آلاف اللاجئين السوريين. وأكدت الصحيفة أن لا احد يستطيع أن ينكر وحشية الاسد مع السوريين خلال الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا، ولكن اوباما أصر بشدة على أنه لن يتورط فى الحرب على بشار، مؤكداً على أنه لابد من التركيز على القضاء على "داعش". تابعت الصحيفة أن سلوك "أردوغان" يجعله لا يستحق أن يكون حليفاً ل"الناتو"، فلهفة أردوغان الشديدة للإطاحة بالأسد عززت من نفوذ "داعش" والمسلحين الآخرين من خلال السماح للمقاتلين والأسلحة بالتدفق عبر تركيا، مؤكدة على أنه فى حالة رفض الرئيس التركى الدفاع عن كوبانى والمشاركة بجدية فى التحالف ضد "داعش"، فإنه بذلك يمكن تنظيم إرهابى وحشى مثل "داعش" من خلال السماح للمقاتلين أن يمروا عبر الحدود والسماح بتهريب الأسلحة لهم. ونوهت الصحيفة إلى أن موقف أردوغان أصبح معقداً فى الداخل حيث تردده فى مساعدة الأكراد السوريين أججت مشاعر الأقلية الكردية داخل تركيا مما أدى إلى قيامهم باحتجاجات ضد الحكومة التركية وسقوط أكثر من 21 قتيلاً. واختتمت الصحيفة بقولها: "إن أردوغان يخشى الدفاع عن كوبانى حتى لا يعزز من نفوذ الأكراد السوريين الذين يسيطرون بالفعل على مناطق حدودية، بينما يتزايد سعيهم وراء إقامة منطقة حكم ذاتى على غرار كردستان العراق، محذرة من أن سقوط كوبانى من شأنه تأجيج غضب الأكراد بلا شك".