تتبع الولاياتالمتحدةالأمريكية سياسات متناقضة تجاه منطقة الشرق الأوسط، من خلال مواقفها وتصريحاتها المتناقضة ومبادئها وسياستها المتغيرة. المواقف الأمريكية من الإرهاب و"داعش" و"جبهة النصرة" والجهات الداعمة لهم، إضافة إلى دعمها إشاعة الفوضى والتشجيع على تقسيم الوطن العربي واضحة، يؤكد أن سياسة أمريكا مبنية على المصالح الضيقة وليست مصالح استراتيجية ترعى فيها أهمية بناء علاقات مع الشعوب والأمم. التصريحات الصادرة خلال اليومين الماضيين عن "جو بايدن" نائب الرئيس الأمريكي تثبت تخبط السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، خاصة عندما يعتذر لتركيا ويلقي اللوم على الإمارات، في ما يتعلق بتمويل ودعم الإرهاب. وتقدم نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تقدم باعتذار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تصريحاته التي ذكر فيها أن أردوغان اعترف بارتكاب بلاده أخطاء بالسماح للمقاتلين الأجانب بالعبور إلى سوريا. وكان أردوغان قد نفى في تصريحات للصحفيين أمام مسجد السلطان أحمد بإسطنبول مزاعم بايدن قبل اعتذاره، حيث قال الرئيس التركي "إنه (بايدن) سيصبح ماضيًا بالنسبة لي لو أنه حقا استخدم مثل هذه التعبيرات". وذكرت المحطات الفضائية الإخبارية التركية اليوم الأحد أن بايدن تحدث مع أردوغان عبر الهاتف أمس السبت، بحسب ما أفاد به البيت الأبيض، الذي قال إن "نائب الرئيس اعتذر عن أي تلميحات بأن تركيا أو أي حلفاء أو شركاء آخرين بالمنطقة قد قاموا بشكل متعمد بدعم أو تسهيل نمو تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أو متطرفين آخرين في سوريا". تأتي هذه المناوشات الكلامية بين الجانبين في وقت يتوقع فيه قيام تركيا، الدولة الحليفة بمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بتحديد دورها الذي ستلعبه في قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواجهة مسلحي تنظيم داعش الذين تمكنوا من الاستيلاء على بعض المناطق في سورياوالعراق، ومنها ما مناطق تماس مع الحدود التركية. وكان بايدن قد قال في وقت سابق خلال خطاب له بجامعة هارفارد، إن حلفاء الولاياتالمتحدة بالمنطقة، ومنها تركيا والسعودية وقطر، قد أسهموا في ظهور داعش وإن أردوغان، والذي وصفه ب"الصديق القديم"، قد أخبره أن تركيا سمحت لعدد كبير من الأشخاص بالدخول (إلى سوريا) وذلك على الرغم من أن تركيا تعمل في الوقت الحالي على تأمين المناطق الحدودية. من جانبها أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن استغرابها لتصريحات نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن دعم دول متحالفة مع الولاياتالمتحدة للجهاديين وطالبت بتوضيح رسمي لهذه التصريحات. وكان نائب الرئيس الأمريكي قد تناول في خطابه حول سياسة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط في جامعة هارفرد أن "مشكلتنا الكبرى كانت حلفاؤنا في المنطقة". وأضاف أن الأتراك أصدقاء كبار لنا وكذلك السعودية والامارات العربية المتحدة وغيرها، لكن همهم الوحيد كان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لذلك شنوا حربًا بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى كل الذين يقبلون بمقاتلة الأسد. وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام" إن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش "أبدي استغرابه من هذه التصريحات وأشار إلى بعدها عن الحقيقة خاصة فيما يتعلق بدور الإمارات في التصدي للتطرف والإرهاب. وأضاف أن التصريحات المشار إليها تتجاهل الخطوات والإجراءات الفاعلة التي اتخذتها الإمارات ومواقفها التاريخية السابقة والمعلنة في ملف تمويل الإرهاب وذلك ضمن موقف سياسي أشمل في التصدي لهذه الآفة. وطالب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "بتوضيح رسمي لتصريحات نائب الرئيس الأميركي التي خلقت انطباعات سلبية وغير حقيقية حول دور الإمارات وسجلها خاصة في هذه الفترة التي تشهد دعما إماراتيا سياسيا و عمليا لجهود التصدي لتنظيم داعش بشكل خاص ومكافحة الإرهاب بشكل عام". وأكد أن "توجه الإمارات ضد الإرهاب يمثل التزاما وطنيا رائدا يدرك خطر التطرف والإرهاب على المنطقة وأبنائها".