كشفت وسائل إعلام تركية أن طهران حذرت أنقرة من أى تدخل برى فى سوريا أو العراق عشية صدور قرار البرلمان التركى بتفويض الحكومة استخدام الجيش خارج الحدود. وقالت وسائل الإعلام التركية إن وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف اتصل بنظيره التركى مولود شاووش أوغلو وأبلغه بأن «طهران» قلقة من اتخاذ تركيا إجراءات قد تعقد من عملية التصدى للإرهاب على الأرض. ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو أن تركيا لا ترغب بسقوط بلدة «كوباني» السورية ذات الغالبية الكردية المحاذية لحدودها مع سوريا، بأيدى مقاتلى «داعش» جاء هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه أستراليا انضمامها إلى التحالف الدولى ضد التنظيم. وقال داود أوغلو، خلال حوار مع صحفيين بثته قناة تليفزيونية تركية فى وقت متأخر الليلة الماضية «لا نريد سقوط كوباني. سنفعل كل ما فى وسعنا للحيلولة دون ذلك. وتأتى هذه التطورات فى أعقاب تحذير أصدره الزعيم الكردى المسجون عبد الله أوجلان بشأن عملية السلام الكردية التركية. فقد حذر «أوجلان» من أن عملية السلام بين حزب العمال الكردستانى وتركيا ستنتهى إذا سمح ل«داعش» بارتكاب مجزرة فى كوباني. يشار إلى أن كوبانى تتعرض لهجمات من مسلحى التنظيم منذ منتصف سبتمبر، الأمر الذى أدى إلى هروب قرابة 150 ألف نسمة من البلدة. وعلى صعيد متصل، أقر البرلمان الأسترالى شن الجيش غارات جوية ضد تنظيم داعش فى العراق، والالتحاق بالتحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة هناك. ووصف رئيس وزراء استراليا تونى أبوت تنظيم «داعش» بأنه «عصبة موت» أعلنت الحرب على العالم»، ويجب وقفها. وفى بيان رسمى قال «أبوت» إن الموافقة على القوة العسكرية «قرار لم تستهن الحكومة باتخاذه» غير أن العراق لا يجب أن يترك وحيدا» فى قتاله ضد المسلحين المتطرفين وأضاف رئيس الوزراء الاسترالى أن حكومته صرحت أيضا بنشر قوات خاصة لمساعدة الجيش العراقى وتقديم المشورة له. وتوقع «أبوت» أن يستمر العمل العسكرى «شهورا وليس أسابيع. وميدانيا، سيطر تنظيم داعش على أكثر من مدخل لمدينة عين العرب السورية «كوبانى بالكردية» الحدودية مع تركيا، فيما استمر القتال بين مسلحى التنظيم والمسلحين الأكراد بما يشبه حرب الشوارع فى الجبهتين الشرقية والجنوبية الشرقية. وفجر مسلحو «داعش» محطة الوقود الرئيسية وسط «كوبانى» بقذائف الهاون، ما أحدث انفجارًا هائلًا وصل دويه إلى الجانب التركى من الحدود. وذكر ناشطون أن الانفجار فى كوباني، ذات الغالبية الكردية، أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين صفوف المقاتلين الأكراد ويضيق مقاتلو «داعش» الخناق منذ عدة ايام على عين العرب ثالث أكبر مدينة كردية سورية التى يدافع عنها المقاتلون الاكراد قدر المستطاع فى ظل عدم تكافؤ فى الاعداد والأسلحة. وأفاد المرصد السورى لحقوق الانسان ان المدينة خلت من سكانها بشكل شبه كامل، بحسب ما أفاد المرصد. وقال مدير المرصد رامى عبدالرحمن «نزح حوالى ما بين 80٪ إلى 90٪ من سكان «كوبانى» والقرى المجاورة خوفا من هجوم وشيك على المدينة على أيدى «داعش». لكنه اشار إلى استمرار «وجود بضعة آلاف من المدنيين فى المدينة» التى كانت تعد قبل الحرب 70 الف نسمة واستقبلت عددا مماثلا من النازحين الهاربين من مناطق سورية أخرى.