تعالى صراخ وبكاء إحدى السيدات أمام مستشفى طب الأطفال بالمنصورة، التي تشكو من الإهمال الشديد الذي لحق بنجلتها "ندا"، حيث تقول إنها طفلتها الوحيدة "3 سنوات ونصف" ترقد في العناية المركزة منذ 18 /9 /2014 وحتى اليوم في غيبوبة وغياب كامل عن الوعي، بسبب خطأ طبيب التخدير الذي تم تحرير ضده محضر للشرطة بهذه الواقعة. تروي الأم غادة عبدالفتاح السيد، 32 سنة، ربة منزل، القصة قائلة إنني متزوجة من محمد أحمد سرور، 42 سنة، ونقيم بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، بجوار عمله بأحد مصانع الغزل، وقد رزقنا الله بطفلتنا "ندا" وهي الابنة الوحيدة، وتبلغ من العمر 3 سنوات ونصف، وقد أصابها ورم بالركبة ليتبين وجود صديد بالركبة، على أثره تم إجراء عملية لها في شهر يناير الماضي بمستشفي طنطا، إلا أنها كانت تعاني من التهاب في العظام ويؤثر هذا على حركة المشي ويشكل "عرجاً" تتألم منه، وقام أحمد أبو الوفا فني الإشاعة بمستشفى كلى المنصورة كفاعل خير بالمشورة لإجراء الكشف عنده بمستشفى الكلى الجامعي الشهير "بغنيم" رائد الكلى والمسالك البولية. تضيف: حال دخولنا للمستشفى تم استدعاء طبيب تخدير من الخارج صديق لفني الإشاعة، يدعى كريم المتولي، وبعد إعطائها حقنة عضل لإدخالها حجرة الأشعة لإجراء أشعة رنين على الركبة ودخول ابنتي في غيبوبة كاملة دون حراك، وبعد ظهور حالة من الارتباك على الاثنين، اكتشفنا أن وجودنا بشكل غير رسمي وبدون تذكرة دخول، خصوصاً مع تدهور الحالة وسؤالنا لماذا لم تفق البنت من الغيبوبة، التي قال إنها ستفيق بعد عشر دقائق، أعقبها إعطاؤها حقنة أخرى بالوريد ودخولها مرة أخرى لإجراء أشعة رنين. ثم أخذ طبيب التخدير يحاول إفاقتها تارة بوضعها على جهاز التنفس الصناعي، وتارة بقرصها في أنحاء جسدها دون فائدة، ولمدة 4 ساعات دون فائدة إلى أن قام بقرصها أسفل الذقن لتقول كلمة واحده "آه" وقال لنا هي كويسة خذوها للمنزل وسوف تفيق في المساء أو على الأكثر في الصباح إلا ان هذا لم يحدث. وتضيف في الصباح ذهبنا بها لأحد مستشفيات المحلة بعد أن عانت طوال الليل من تشنجات، وعض فمها وقد أسعفها الأطباء بحقنة للتشنجات إلا أنها لم تستجب فطلبوا منا الذهاب لمستشفى طنطا، وهناك تم وضعها في العناية المركزة وطلبوا منا رقم طبيب التخدير بالمنصورة الذي اتفقوا معه بنقل الحالة عنده وأنه سوف يحجز لها بمستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة لمعرفته بتطورات الحالة. وعلى رغم انه أكد لنا أنه سيكون موجوداً وقال لنا إن أطباء مستشفى الأطفال سيستقبلون الحالة إلا أننا مع وصولنا للمستشفى ظلت ابنتي في سيارة الإسعاف لمدة ساعة نظرا لاستكمال الإجراءات لعدم معرفتهم بالحالة وهروب طبيب التخدير وعدم رده على المحمول، وقد تم الكشف عليها وقاموا بإدخالها لغرفة العناية نظرا لحالتها الحرجة وعملوا لها اللازم ولكن لا توجد استجابة وهي في غيبوبة منذ 14 يوماً والأطباء يردون بعدم استجابتها للعلاج، حيث أكد لي أحد الأطباء بأنها حصلت على جرعة زائدة من المخدر، كما أننا علمنا بأن نتيجة التحليل بوجود نسبة كبيرة من الترامادول مازالت مستقرة بالدم. وصرخت الأم وانهارت في البكاء عاوزة بنتي فقد دخلت المستشفى على رجليها وكانت تلعب وتجري، وخرجت محمولة مرابعة في غيبوبة، أطالب المسئولين بمساعدتي، عايزة بنتي، عاوزة حق بنتي، وحسبي الله ونعم الوكيل في طبيب التخدير. وقد حملنا صرخة الأم واصطحبنا والد الطفلة ندا في لقاء مع الدكتور احمد كمال منصور الرفاعي، مدير مستشفى الأطفال الذي أطلعنا على حقيقة الحالة، قائلا إنها في العناية المركزة وإنها تعاني من ضمور ووفاة في جذع المخ وصعوبة "وفاة إكلينيكية" وموضوعة على جهاز التنفس الصناعي، وأننا في انتظار معجزة إلهية لعودتها للحياة، وأننا قدمنا لها ما يمكن عمله وهي في يد الله. أما والد الطفلة فقد أكد لنا أنه ممتن لأطباء مستشفى طب الأطفال، وانه قام بإبلاغ نقطة المستشفى بالواقعة وحرر محضراً يحمل رقم 13049 إداري قسم شرطة أول المنصورة لسنة 2014 اتهم فيه كلاً من فني الإشاعة وطبيب التخدير فيما حدث لابنته الوحيدة، مؤكدا على انه يجب مجازاتهم على الإهمال والخطأ الطبي الذي جعل ابنته في حالة الموت الإكلينيكية الحالية, انه لن يترك حقها أبدا! من ناحية أخرى أكد محمد مندي المحامي أنه جاء متطوعا وان حالة البنت فى غيبوبة منذ 14 يوماً محيرة، فوجود نسبة الترامادول تسهم في الإفاقة والاستيقاظ في حين أن رأي الأطباء يؤكدون على أن نسبة المخدر في الغالب ستكون السبب في الوفاة لزيادة نسبتها بالنسبة لسن الطفلة. أكد ان النيابة استجوبت المتهمين وأمرت بندب الطب الشرعي لبيان حالة الطفلة وأسباب الغيبوبة الحالية، كما أمرت بالإفراج المؤقت عن المتهمين لحين ورود تقرير الطب الشرعي، وما نريده هو حق أسرة الطفلة، وإذا كان طبيب التخدير هو السبب فالأمر لابد من وقفة حتى لا تهدر الأرواح وكفانا لعباً بحياة مرضانا.