لا شك أننا جميعاً شعرنا بالفخر، ونحن نتابع فعاليات واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية، بعد الحضور المصرى القوى، وكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي أكدت من جديد أن مصر قادرة علي أن تعود إلي مكانتها، وتخطى كل العقبات والصعاب، أو المؤامرات والمخططات الخارجية ضدها وضد الأمة العربية.. عودة مصر بقوة في هذا المحفل الدولي المهم هى تأكيد لفرض المصريين إرادتهم وامتلاكهم زمام الأمور، وهو تأكيد آخر علي صواب الرؤية المصرية، عندما اكتشفت مبكراً المخططات الغربية لدعم جماعات وتيارات الإسلام السياسي للقفز علي السلطة فى مصر ومعظم الدول العربية بهدف إحداث فتن طائفية وعرقية، تنتهي بالفوضى الخلاقة وتقسيم معظم الدول العربية إلي دويلات وكيانات صغيرة، كما سماه هنرى كيسنجر ثعلب السياسة الأمريكية بسايكس بيكو الجديدة. ذهاب مصر إلي الأممالمتحدة بعد أن ضمدت جراحها، وانتصرت علي جماعات التطرف والإرهاب جعلها محط اهتمام معظم الدول وقادة العالم، وجعل الجميع يستمع إلي رؤيتها ونصائحها باهتمام كبير في ظل ما تشهده المنطقة من حروب وصراعات تهدد معظم الدول والشعوب العربية.. وإذا كانت مصر قد أفلتت من المخططات الغربية ومن سيناريو الفوضى الخلاقة، فإن ما يحدث في ليبيا وسورياوالعراق واليمن يؤكد استمرار الغرب في مخططاته تجاه العالم العربى!! للأسف الشديد سيناريو التقسيم يحدث الآن تحت مزاعم مواجهة الإرهاب، والجميع يعلم أن تنظيم ما يسمي «داعش» قد قام وتوحش بتوجيهات غربية وبأيدى وتمويل دويلة عربية ومساهمة تركية، حتي يكون سبباً للفوضى الخلاقة في العراقوسوريا وذريعة لعودة الغرب إلي المنطقة والعبث بها.. وقد أكدت الأحداث والمؤشرات أن البداية ستكون بتقسيم العراق، وكلنا يعلم أن إقليم كردستان العراق قد حصل على الحكم الذاتى في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق، ويسعى منذ فترة للانفصال تماماً عن العرق، والآن تقوم أمريكا ومعظم الدول الأوروبية بمده بشتى أشكال السلاح وجعله ترسانة للأسلحة تحت مزاعم مواجهة داعش.. والحقيقة أن حصول الأكراد على هذا الكم الهائل من السلاح هو تشجيع لهم على الاستقواء علي الدولة العراقية وإعلانهم الانفصال في أية لحظة، وبعدها يأتي الدور علي السنة والشيعة، ثم التحول نحو سوريا. حالة العبث بالوطن العربى تحتاج إلى وقفة من مصر تحديداً.. لأن مصر كما كانت قادرة علي مواجهة هذا السيناريو بداخلها وتحطيمه، قادرة أيضاً على إفساد هذا السيناريو في ليبيا ودول الخليج العربي علي أقل تقدير، لأن هذه الدول تمثل العمق الاستراتيجى للأمن القومي المصرى، وهو أمر يحتاج إلي سرعة تحرك من مصر وعدم التراخى بسبب المشاكل الداخلية، لأن التأخر يزيد الأمور تعقيداً ويزيد من الضغط الخارجى علينا.. لذلك فالأمة المصرية بكل مكوناتها حكومة وأحزاباً وأجهزة وإعلاماً وشعباً مدعوة لمواجهة هذا السيناريو البغيض. باختصار.. علينا أن نقف لحظات مع النفس ونتأمل ونحن في هذه الأيام المباركة.. لماذا هذه البقعة من العالم هي التي يستمر فيها نزيف الدم والتخريب والتدمير وتشريد ملايين الأطفال والنساء، ولماذا يعاني أبناء هذه المنطقة تحديداً حتي في أسعد أيامهم وفي أعيادهم.. ندعو الله أن يعيد هذه الأيام المباركة ومصر وشعبها وأمتها العربية فى خير وسعادة واستقلال.