عضو "قيم البرلمان": الحوار الوطني فكرة ناجحة .. وتفعيل توصياته انتصار للديمقراطية    رئيس جامعة الأقصر يشارك باجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    متظاهرون إسرائيليون يغلقون شارع «أيالون» ويشعلون النار وسط الطريق    وزير الرياضة يهنئ الخماسي الحديث بالنتائج المتميزة بكأس العالم    اليوم عيد.. وزير الرياضة يشهد قرعة نهائيات دوري توتال انرجيز النسخة العاشرة    ضبط دقيق مهرب وسلع غير صالحة وسجائر مجهولة فى حملة تموينية بالإسكندرية    في ثالث أيام مهرجان الإسكندرية.. تفاعل كبير مع «شدة ممتدة» و «النداء الأخير»    التمساح سابقا.. مدينة الإسماعيلية تحتفل ب162 عاما على وضع حجر أساس إنشائها    لميس الحديدي: رئيسة جامعة كولومبيا المصرية تواجه مصيرا صعبا    قطارات السكة الحديد تغطي سيناء من القنطرة إلى بئر العبد.. خريطة المحطات    شرايين الحياة إلى سيناء    محافظ القاهرة: استمرار حملات إزالة التعديات والإشغالات بأحياء العاصمة    "مستحملش كلام أبوه".. تفاصيل سقوط شاب من أعلى منزل بالطالبية    مصر تواصل الجسر الجوى لإسقاط المساعدات على شمال غزة    تعليق ناري من أحمد موسى على مشاهد اعتقالات الطلاب في أمريكا    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية «بيكلموني» التريند في 3 دول عربية    عزيز الشافعي عن «أنا غلطان»: قصتها مبنية على تجربتي الشخصية (فيديو)    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    افتتاح المدينة الطبية بجامعة عين شمس 2025    ما هي مواعيد غلق المحال والكافيهات بعد تطبيق التوقيت الصيفي؟    سمير فرج: مصر خاضت 4 معارك لتحرير سيناء.. آخرها من عامين    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    «الحياة اليوم» يرصد حفل «حياة كريمة» لدعم الأسر الأولى بالرعاية في الغربية    حبست زوجها وقدّمت تنازلات للفن وتصدرت التريند.. ما لا تعرفة عن ميار الببلاوي    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    80 شاحنة من المساعدات الإنسانية تعبر من رفح إلى فلسطين (فيديو)    غدا.. إعادة إجراءات محاكمة متهم في قضية "رشوة آثار إمبابة"    أمل السيد.. حكاية مؤسِّسة أول مبادرة نسائية لتمكين المرأة البدوية في مطروح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    طاقة نارية.. خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد من هذا القرار    أنس جابر تواصل تألقها وتتأهل لثمن نهائي بطولة مدريد للتنس    بالصور.. مجموعة لأبرز السيارات النادرة بمئوية نادى السيارات والرحلات المصري    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    عاجل.. وزير الخارجية الأميركي يتوجه إلى السعودية والأردن وإسرائيل مطلع الأسبوع    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة| الأنابيب الكيني يفوز على مايو كاني الكاميروني    ليفربول يُعوّض فينورد الهولندي 11 مليون يورو بعد اتفاقه مع المدرب الجديد    النيابة تطلب تحريات إصابة سيدة إثر احتراق مسكنها في الإسكندرية    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    بلينكن في الصين.. ملفات شائكة تعكر صفو العلاقات بين واشنطن وبكين    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    ضبط عاطل يُنقب عن الآثار في الزيتون    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    عمرو صبحي يكتب: نصائح لتفادي خوف المطبات الجوية اثناء السفر    أستاذ «اقتصاديات الصحة»: مصر خالية من شلل الأطفال بفضل حملات التطعيمات المستمرة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أسامة إبراهيم أحد أبطال حرب أكتوبر ل«الوفد»:
بطولات.. أحياء وشهداء ملحمة العبور لا تنسى.. وندالة الجيش الإسرائيلى بلا حدود
نشر في الوفد يوم 01 - 10 - 2014

بطل لم تغن له الشعراء ربما تنطبق هذه المقولة على اللواء «أسامة إبراهيم أحد أبطال حرب أكتوبر والذى أوقف ب«3» كتائب من رجال الصاعقة قوات «شارون» فى الثغرة والتى كانت تتشكل من «3» ألوية دبابات
ولواء مظلات فكان أمام كل دبابة من دبابات شارون بطل من جنود الجيش المصرى.. فأطلقت الموسوعات العسكرية العالمية على مهمته وصف «المهمة المستحيلة».
أكد اللواء «أسامة» فى حواره ل«الوفد» أنهم حاربوا قوات تتسم بالخسة والسفالة والحقارة والجبن والوحشية والدموية لأنهم قتلوا الأسرى المصريين، ووصف الدور الأمريكى فى حرب أكتوبر بأنه ألعن دور لأن طائرة الاستطلاع الأمريكية أرسلت صور القوات المصرية ودبابتها بالسنتيمتر إلى إسرائيل فقامت بالثغرة، وكانت إسرائيل تعرف خلال الحرب القرارات التى سوف تصدرها الأمم المتحدة قبل صدورها لتحاول كسب مكاسب ميدانية على أرض المعركة، ولم يفلحوا لأن قوات «شارون» فوجئت بعد قرار وقف اطلاق النار أن رجالنا على بعد (20) مترًا منهم فقط.
كيف ترى حرب أكتوبر بعد مرور 41 عامًا عليها؟
حرب أكتوبر فخر لمصر وللعرب بعد أن نسينا طعم النصر خلال القرن الماضى مع العدو الإسرائيلى الذى بدأنا حروبنا معه بحرب فلسطين 48 وبدايتها كانت قوية ولكن نهايتها معروفة للجميع، وبدايتها كانت قوية ولكن نهايتها معروفة للجميع، ثم حرب 56، ثم حرب يونية 67 وكلها هزائم ففى حرب 1956 كنا بنحارب (3) دول انجلترا وفرنسا وإسرائيل، وفى حرب يونية 67 حدثت أخطاء قاتلة ولكن حرب اكتوبر هى الحرب الوحيدة، التى كانت بلا أخطاء قاتلة.. وقد يقول البعض الأخطاء كانت فى الثغرة وتقول الحرب حققت أهدافها بانسحاب اليهود من سيناء وهل يوجد منتصر ينسحب؟ بالطبع لا والثغرة كانت مصيدة للجنود الإسرائيليين وكان سيقضى عليها أجلاً أم عاجلاً، ووضعت لها الخطة وعين لها قائد لتصفيتها.
وفيم الاختلاف بين حرب أكتوبر والحروب السابقة عليها؟
أولاً مصر العظيمة أعلنت قائلة: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، والشعب المصرى تحمل كل الصعاب من أجل تحرير الأرض ومن هنا كانت قوة مصر وعظمتها.. ثانياً: صاحب هذه الحرب هو السياسى المصرى الذى اتخذ القرار ووفر الأجواء الداخلية لخوض هذه الحرب، ثم القائد العسكرى المصرى الجيد الذى كان يقول للجندى اتبعنى ولا يقول له تقدم للأمام وأهجم، والأهم هو الجندى المصرى الذى يظل فى مكانه فى نفس العظمة والقدرة والمقدرة لأنه لا يوجد جندى شىء وآخر جيد، ولكن يوجد قائد جيد وآخر غير جيد، وكذلك السياسى الفاهم والمخطط وغير الفاهم ومن لا يستطيع التنبؤ والتخطيط وقادة أكتوبر إلا فيما ندر كانوا قادة عظاما وكذلك الجنود.
بعد الهزيمة عبء ثقيل.. كيف تعايشتوا معه؟
بعد الهزيمة القوات المسلحة عاشت أياماً سوداء لأنها شعرت بالمهانة من الشعب وأطلقت النكات و«أحمد فؤاد نجم» قال شعرًا يسخر به من الجنود.. مع أن الهزيمة كانت بسبب أخطاء سياسية، والثغرة فى أكتوبر كانت لأخطاء سياسية أيضاً، ولكن الأخطاء السياسية فى 67 بدأت بقرار طرد قوات الأمم المتحدة من سيناء والجيش المصرى منهك فى حرب اليمن منذ 1962 وأصبح مهلهلاً ثم أتت به القيادة السياسية وأدخلته فى حرب لم يكن مستعداً لها بل فوجئ بها، ودائماً وأبداً وبنسبة «90٪» المنتصر فى الحروب هو من يبدأ بالضربة الأولى، وهذا ما فعلناه فى حرب أكتوبر ولهذا انتصرنا فى 1973.
ومتى بدأت تتغير النظرة الى الجنود قبل أكتوبر 1973؟
بدأت تتغير النظرة الى القوات المسلحة وانتهت النكت والسخرية من الجنود عندما اتخذ «عبدالناصر» القرار بدخولنا حرب الاستنزاف لأن الجنود المصريين كانوا على شط القناة والجنود الإسرائيليين كانوا فى سيناء على الشط الآخر للقناة متحصنين فى نقاط قوية يلعبون ويلهون وتدور الحرب الكلامية والشتائم بين الطرفين طوال ال«24 ساعة» وهذا ولد كبتًا شديدًا جدًا لدى الجنود المصريين وكان لابد له من تنفيس فى عمليات الاستنزاف من كمين أو إغارة، الى أن انفجر هذا الكبت الانفجار الشديد له فى حرب أكتوبر.
وكيف تم تنفيذ أول عملية كمين فى حرب الاستنزاف وكنت قائد الكتيبة التى خرجت منها مجموعة التنفيذ؟
أول عبور بعد الهزيمة كان للمجموعة «39» التى نسفت الذخيرة والأسلحة التى تركناها فى سيناء.. ولكن أول كمين ينفذ ضد القوات الإسرائيلية كان من خلال الكتيبة «53» التى كنت أقودها، حيث كنا فى «كسفريت» ومنتظرين تنفيذ أى أمر سواء بالكمين أو الإغارة حتى صدر الينا الأمر بتنفيذ أول كمين فأدخلنا «20» فرداً فى الليل بقيادة الضابط «المنزلاوى» وعبروا القناة وقاموا بعمل أول كمين و قتلوا «8» جنود ودمروا دبابة ثم عادوا ولم يخدش جندى مصرى واحد واليهود من غيظهم قذفوا منطقة «الزيتية» فى السويس وقدموا شكوى ضدنا فى الأمم المتحدة، وجاء إلينا الفريق «محمد فوزى» وزير الحربية حينها مع قيادة الجيش الثالث واجتمعوا معنا واستمعوا إلى الجنود الذين عبروا عما حدث وحصلوا على نوط الشجاعة.. والعملية الثانية أيضًا كانت من الكتيبة (53) حيث ادخلنا (80) فردًا واستشهد «فاروق نجم» قائد السرية، ثم توالت عمليات العبور سواء للكمين أو الإغارة والكل كان يتسابق حتى يشترك فى هذه العمليات.
مجموعة من الذئاب
متى علمت بموعد الحرب وأين كان موقعك؟
كنت قائدًا ل«4» كتائب وكنا احتياطى قيادة عامة وكنا أكبر قوة للأعمال الطارئة السريعة الجاهزة لتنفيذ أى عملية،لأن أى قوات أخرى كانت مدربة على العمل الذى ستنفذه خلال الحرب، والعميد «نبيل شكرى» قائد الصاعقة كان يفخر ويقول إنه يقود مجموعة من الذئاب، وكنت من أوائل ذوى القادة الرتب الصغيرة الذين علموا بميعاد الحرب مبكرًا بيومين يوم 4 أكتوبر لأن كان لدى كتيبة ستتجه خلف خطوط العدو بالطيران الهليكوبتر لتعطيل امداد العدو حتى لا يصل إلى القناة قبل عبور الجنود المصريين.
وكيف تم تنفيذ هذه العملية؟
المدهش أن العساكر حينما علموا أنهم ذاهبون لتنفيذ المهمة قاموا بتجهيز أنفسهم ومعداتهم وهم يغنون ويرقصون لأنهم ذاهبون للشهادة وبالفعل استشهدوا جميعًا.. وكانت الكتيبة (83) بقيادة «سمير زيتون» ويده اليمنى كانت مبتورة ولكنه طلب من المشير الاستمرار حتى تحرير الأرض وصدرت لها الأوامر وتحركوا بالطائرات الهليكوبتر من مطارى «الصالحية» و«أبوصوير» يوم «5» أكتوبر وجزء هبط فى منطقة «رمانة» و«بلوظة» وجزء آخر هبط فى منطقة «الطاسة».
ووصل ربع القوة فقط لأن بعض الطائرات دمرت فى الطريق ومع هذا أوقفوا اللواء المدرع الذى كان يقوده «شارون» وواجهوا (3) فرق ولهذا «شارون» قال فى كتابه: تقابلنا مع وحدات الكوماندوز المصرية الذين عطلوا قواتى (8) ساعات وعطلوا نجاحات الحرب (3) أسابيع، والمدهش فى الجندى المصرى أن هذه الكتيبة لم يقع منها جندى واحد فى الأسر لأن الجميع استشهدوا بالكامل.. بعد أن وصلت القوات الإسرائيلية ولكن كان الجيش المصرى قد عبر خلال (6) ساعات، إذن رجال الصاعقة كانوا أول من عبروا وأول من أطلقوا النيران.
ولكن كيف اشتركت فى الحرب؟
بدأت الحرب وكنت قائد الجنود مثل النار، والحرب كانت نتائجها جيدة بالنسبة لمصر ونحن كاحتياطى عام لم نشترك وكنا نذهب يومياً إلى قائد الصاعقة ونقول له نحن فى مذلة ونريد أن نحارب إلى أن استدعانى «نبيل شكري» قائد الصاعقة يوم 19 أكتوبر، وقال: العدو اخترق ثغرة فى الدفرسوار بكتيبة مدعمة ستذهب برجالك وتقضى عليهم ثم ستخبر الجيش بإرسال قوة مشاة لتحتل المكان بعد تطهيره.. وركبنا السيارات وذهبنا إلى الإسماعيلية ب(3) كتائب ووجدت مقدم شرطة عسكرية ينتظرنى ويقول لى تعال معى إلى قيادة الجيش، فقلت: لدى مهمة وسوف أتأخر لأنى سأمر فى الليل فقال: الفريق «سعد الشاذلي» رئيس أركان القوات المسلحة يعلم انك قادم وأرسلنى إليك لتقابله.. وذهبت إلى قيادة الجيش وتقابلت مع اللواء «عبدالمنعم خليل» قائد الجيش الثانى وكان يعرفنى جيداً ورحب بى ثم جاء الفريق «الشاذلي» بعد (15) دقيقة حليق الذقن يرتدى «أفرول» نظيفًا مهندمًا «قول هذا حتى أرد على من قالوا انه كان خائف ومرتعدًا وكان يعرفنى لأنه كان قائد سلاحى المظلات والصاعقة وكان رجلاً عسكريًا محترفًا لأعلى درجة وسألني: لماذا جئت يا أسامة فقلت: سيادتك ذاهب إلى الدفرسوار، فقال: لماذا؟ فقلت هناك سرية إسرائيلية معها بعض الدبابات اخترقت وسأتعامل معها وبعد الانتهاء سترسل سيادتك قوات مشاة لتحتل المكان.. فأشار إلى الخرائط المعلقة على حوائط الموقع وقال: يا «أسامة» هنا يوجد لواء مدرع وهنا لواء مدرع آخر، وهناك لواء مشاة ميكانيكى تعرف تدمرهم يا «أسامة»؟.. إذن المعلومات التى لدى وحصلت عليها فى الصباح تغيرت فى المساء.. فقلت سيادتك تعرف امكانياتنا وإن شاء الله سندمرهم.. فقال: ولهذا ستذهب إلى جزيرة الفرسان بقواتك وتأتى فى الصباح وسأعطيك مهمة الدفاع عن الإسماعيلية.. فقلت يا افندم أنا لدى مهمة من وزير الحربية.. فقال: لا.. لا كما أقول لك اتفضل.. فقلت: تمام يا افندم.
إبراهيم الرفاعي
مهمتك كانت بديلة لمهمة الشهيد إبراهيم الرفاعي.
الراحل «إبراهيم الرفاعي» كان يريد القتال أيضاً فقالوا له اذهب إلى قيادة الجيش الثانى وتلقى الأوامر من هناك وبالفعل ذهب إلى القيادة وقالوا له اليهود عملوا ثغرة فاذهب بقواتك واعرف أين مواقع القوات الإسرائيلية، وكانت على بعد 35 كيلو مترًا مكعب قاعدة صواريخ إسرائيلية استطلعها واعرف ماذا يدور فيها إذن هو كان فى مهمة استطلاع وخرج «الرفاعي» برجاله على قاعدة الصواريخ فوجدها مدمرة وأمسك بنظارة الميدان ليعرف ماذا يدور فأطلقت احدى دبابات العدو طلقة واحدة أصابته واستشهد فى منطقة «المنايف» وجاءوا به وأنا مازلت واقفًا مع الفريق «الشاذلي» فقال: الله يرحمه.
ماذا فعلت بعد أن تم تغيير مهمتك بواسطة رئيس أركان القوات المسلحة؟
أرسلت إشارة إلى القيادة العامة تقول أمر رئيس أركان القوات المسلحة بتغيير المهمة وما هى أوامركم وذهبت إلى جزيرة الفرسان فأرسل لى «الشاذلي» لأقابله بعد أن جاءته رسالة من القيادة العامة تقول: يقوم «أسامة» بتنفيذ مهمته وبمنتهى القرف والزهق قال لى «الشاذلي» اقرأ هذه وقرأتها فقال: وقع بالعلم.. ووقعت وقلت له: أوامر سيادتك؟ فقال: مفيش أوامر اتفضل وكان فى منتهى العكننة وبالطبع تأخر الوقت ولن أدخل بقواتى فى وضح النهار
ولماذا أطلقت الموسوعات العسكرية العالمية على مهمتك وصف المهمة المستحيلة؟
بالطبع كانت مهمة مستحيلة فبعد تأخرنا زاد الموقف سوءاً وأنا لدى ما يقرب من الألف عسكرى يواجه الجيش الإسرائيلى الذى كان عبارة عن «شارون» لديه (3) لواءات مدرع ومعه لواء مظلات والقائد «أدان» معه (3) لواءات مدرع ولواء مشاة ميكانيكى ويكفى أن أقول إن كل دبابة لدى «شارون» كان يقابلها عسكرى من قواتي.
وماذا فعلت؟
أرسلت مجموعتى استطلاع عن طريق الدفرسوار ورجع منهم الربع وقالوا القوات الإسرائيلية أصبحت فى كل مكان، وأبلغونا عن زملائهم الذين استشهدوا وفى المساء ركبنا السيارات ودخلنا بعض القرى منها «أبوعطوة» ووزعت كتيبة على يمين ترعة الإسماعيلية وكتيبة على شمالها وكتيبة فى المنتصف ومشينا كالوحوش وساعة زمن واشتبكنا مع الجنود الإسرائيليين وخلال المعركة اتصل بى زميلى «على هيكل» قائلاً تعال قابل قائد الجيش الثانى وكدت أجن لأنى فى خضم المعركة وسألت عن الفريق «الشاذلي» فقال «رحل» وكلمت المقدم «مدحت» وأوصيته بالمعركة فقال لن نتراجع (1) سم، وذهبت لمقابلة اللواء «عبدالمنعم خليل» وقلت ياافندم نحن مشتبكون وسيادتك استدعيتني! فقال: أبلغك انك وقواتك أصبحتم تحت قيادتى المباشرة لأنى كنت أتبع الوزير.
هنا هل تم تهميش دور الفريق سعد الشاذلي؟
لا.. بل غضب ومشي!
وهل يحق لقائد أن يغضب ويمشى فى المعركة؟
ماذا سيفعل؟! لقد طلب (100) طلب ولم يتحقق حتى يوقف دخول القوات الإسرائيلية إلى الثغرة، منها طلب لواء مدرع من الأمام ويهجم به ويمنع انسحاب أى عسكرى و«السادات» رفض و«الشاذلي» قائد محترف وبعدما عينه الرئيس «عبدالناصر» قائدا لمنطقة البحر الأحمر اليهود غيروا القائد الإسرائيلى الذى يقابله لأنهم كانوا كل يومين أو ثلاثة يضربون البحر الأحمر ويعودون بأسرى وفى احدى المرات فكوا رادارا وعادوا به و«الشاذلي» قال: لا يوجد انسحاب وكل جندى يدافع عن موقعه حتى آخر طلقة وآخر رجل ولا ينتظر النجدة.
وكيف بنيت خطتك فى مواجهة هذه اللواءات المدرعة؟
بالاتفاق مع اللواء «عبدالمنعم خليل» قائد الجيش الثانى عدلنا أوضاعنا لأننا كنا قوة صغيرة العدد فاعتمدنا على الكمائن داخل المنازل الكثيرة التى كانت فارغة من السكان فى عزبتى «العمدة» و«أبوعطوة» كل (5) أفراد ومعهم قائدهم داخل منزل، الطائرات كانت تقذفنا يومياً بالقنابل والصواريخ ولكنها لم تعرف أى المنازل بها الجنود الذين كانوا داخل حفر داخل المنازل ومن كان يقترب من اليهود كنا ندمره وكل يوم تهجم القوات الإسرائيلية وندمرهم.. وذات يوم حاولوا الاقتحام فى الفجر وكان الفلاحون زارعين (ذرة عويجة) وتحطب من الشمس وفجأة سمعنا خشخشة عالية داخل حقول الذرة وسمعنا أصواتا فى الأجهزة الإسرائيلية فصرخ الجنود فى لحظة واحدة.. يهود.. يهود وتم فتح النيران عليهم بكثافة عالية من الرشاشات والقنابل والبنادق داخل حقول الذرة واستمعنا إلى أصوات صراخهم وكان الضرب بجنون وهيستيريا عالية وانتقام وفجأة صمتوا جميعاً وهذا كان اللواء الإسرائيلى المظلات الذى كان مع «شارون».
وكيف تم وقف «شارون» من التقدم نحو الإسماعيلية؟
هذا الهجوم الكبير بدأ فى 22 أكتوبر قبل قرار وقف اطلاقه وإسرائيل كانت تعرف القرارات قبل صدورها من الأمم المتحدة وكانوا يريدون أن يكتسبوا مكاسب ميدانية على أرض المعركة.. وفى العادى كانوا يرسلون بعض الدبابات المنفردة وكنا ندمرها.. وفجأة وجدنا حوالى (120) دبابة تدخل علينا بمنتهى القوة والحسم والسرعة فتصدينا لهم ودمرنا (26) دبابة واستشهد الأفراد الذين فى أول الكمين فاخترق (4) دبابات ولكن الكمائن الأخرى دمرتهم ولهذا المكان الوحيد فى حرب 73 الذى وجدت مصر به دبابات مدمرة وجثثا متفحمة هى ال(4) دبابات التى اخترقت ولم يستطيعوا سحبها لأنهم كانوا يسحبون الدبابات المدمرة أولا بأول وأيضاً الجثث التى تقتل.
وهل اتصل بكم الرئيس «السادات» خلال المعركة؟
كانت تأتى إلينا أكثر من إشارة تقول: مصر تفخر بكم وتعتمد عليكم أو نثق فى رجولتكم توقيع الرئيس «السادات».
ماذا قال «ديفيد اليعازر» رئيس أركان الجيش الإسرائيلى على معركتكم المهمة المستحيلة؟
«ديفيد اليعازر» قال بالنص فى مذكراته: أما قوات «شارون» فما كانت تكرر محاولة تقدمها إلى الإسماعيلية حتى وقعت فى كمين ضخم قامت به كتيبتان من قوات الكوماندوز المصرية ودارت معركة شديدة سقط فيها الكثير من القتلى والجرحى وقد استمرت عمليات إخلاء أرض المعركة من القتلى والجرحى حتى منتصف الليل ومع طلوع الصبح تبين لقوات «شارون» أن رجال الكوماندوز المصريين قد احتلوا مواقع على بعد (20) مترا فقط منهم.
وماذا قال «شارون»؟
«شارون» قال كلاما عاما لأنه توجد قاعدة عامة تقول: ان القائد المهزوم لا يكتب عن هزيمته وكلام «شارون» كان به إهانات لقياداته حيث قال: كانت ثلاثة أرباع قواتنا موجودة داخل سيناء فى الجبهة الشمالية وتبعاً لذلك كنا نستطيع أن نمارس على الجيش الثانى المصرى ضغطاً أكثر مما نستطيع فعله على الجيش الثالث ومن جهة أخرى كانت قوات الاحتياط المصرية تحد جناحينا فى حال تقدمنا جنوباً وهو ما حدث فعلاً وليس فى تقدمنا شمالاً.. ثالثاً: كانت قواتنا الجوية أقرب إلى الشمال وتستطيع بالتالى أن تقدم دعماً جوياً أفضل وأكثر فاعلية وأخيراً كان علينا فى كل حال أن نتقدم نحو الشمال لنوسع رأس جسرنا.
كيف تأكد لكم خسة الجيش الإسرائيلى وجبنه ودناءته؟
بعد وقف اطلاق النار أصبح بين قواتى وقوات «شارون» (20) مترا فقط وكانوا يرون جثث جنودهم ودباباتهم المدمرة ولا يستطيعون الحصول عليها وبعد عدة أيام جاءنى ضابط من قوات البوليس الدولى التابع للأمم المتحدة وقال لي: القائد الإسرائيلى طلب منى أن آتى إليك لأنه يريد جثث القتلى الإسرائيليين التى قتلوا لديكم.. فقلت: بلغه بأنه ليس لدى مانع لكن عليه أن يبلغ قيادة الجيش المصرى ولو وافقت سأنفذ على الفور لأنه ليس من سلطاتى أن أعطيه شيئاً وغادر المكان ثم جاءنى فى اليوم التالى نفس الضابط وكان من «نيوزيلاندا» ومعه «عربجي» من الفلاحين يجر عربة كارو وعليها جثث جنود مصرية والدم كان مازال نازفاً ولم يجف وقال لي: القائد الإسرائيلى يقول لك: أعطه الجثث الإسرائيلية وأرسل إليك هذه الجثث فغضبت جداً عندما شاهدت هذا المشهد وقلت له أبلغ هذا الحقير الجبان الذى أرسلك أننى لن أعطيه، أى حذاء لجندى إسرائيلى لأن هذا الدم مازال نازفاً والحرب متوقفة من عدة أيام.. إذن هؤلاء جثث أسرى، وتم قتلهم، ونحن لا يهمنا فى أى أرض ندفن.. وهذه الواقعة تدل على مدى خسة الجيش الإسرائيلى وسفالته ووحشيته ودمويته!.
وماذا عن الدور الأمريكى فى مساندة إسرائيل خلال حرب أكتوبر؟
الدور الأمريكى فى حرب أكتوبر كان ألعن دور ولا أتحدث عن الأسلحة المتطورة من طائرات ودبابات وصواريخ أعطتها أمريكا لإسرائيل خلال المعركة، بل أخطر شىء هو ما قامت به طائرة التجسس الحديثة التى كانت تطير على ارتفاع 30 كم وبالطبع لا توجد طيارة مقاتلة تستطيع الوصول إليها، وقد أرسلوها للتجسس على قواعد الصواريخ الروسية فيما بعد ودخلت روسيا أكثر من مرة وفى آخر مرة أرسلوا لها صاروخاً متعدد الطبقات الذى يصل الى القمر وأسقطوها، ولا أنسى قائدها طيار اسمه «ياورز» المهم أن هذه الطائرة جاءت إلينا قبل حدوث الثغرة بيوم واحد، وحسب كلام «هنرى كسينجر» وزير الخارجية الأمريكى حينها أنهم أرسلوا الصور والطيارة مازالت فى الجو وهذه الصور كانت توضح أماكن الدبابات والقوات المصرية بطريقة كاشفة لدرجة تستطيع عد الدبابات فى الصور، لأنها كانت بطريقة كاشفة جداً، وأرسلوا جميع أوضاع قواتنا بالسنتيمتر الى اسرائيل ولهذا استطاعوا أن يروا الفرق بين الجيشين الثانى والثالث وعملوا ثغرة واحدة فى الجيش المصرى ولكننا فتحنا ثغرات كثيرة فى جيشهم ومواقعهم دون الاستعانة بأمريكا أو غيرها.
لماذا البعض يهاجم الرئيس السادات على قبوله وقف اطلاق النيران واستكمال المعركة بالمفاوضات الدبلوماسية؟
القرار كان عبور القناة وقد عبرنا وانتهت المشكلة والإسرائيليون سيظلون فى الطل فى وديان سيناء، لأن القناة كانت أقوى مانع فى العالم، ومجرد العبور كان تحريكاً للقضية، ونحن كنا غير قادرين على تطوير الهجوم ووصولنا الى اسرائيل لانها كانت تملك المعدة الحربية الأقوى، وروسيا أعطتنا طائرات الميج «21» و«23» ولكنها وصلت متأخرة، والفريق «الشاذلى» عرف قوة إسرائيل ولم يجارهم فيها وعرف نقاط ضعفهم وحطمناهم منها،وبنى حائط الصواريخ ولهذا لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب من مدى حائط الصواريخ.. ولكن بعد الوقفة التعبوية تساءل صغار الضباط والشعب إيه اللى وقفنا؟ وسوريا قالت هذا الكلام أيضاً، و«السادات» تحت الضغط قرر التطوير بالعبور للأمام بالاحتياطى ولهذا حدثت الثغرة ولهذا رفض الشاذلى التطوير وطلب «الشاذلى» الحصول على بعض اللواءات للتصدى للثغرة ورفضت القيادة السياسية وفى النهاية الثغرة نتيجة لقرار سياسى خاطئ.
وكيف استقبلت هتاف يسقط حكم العسكر بعد 25 يناير؟
هذه المقولة ليست جديدة على الغوغاء والمتخلفين والمغيبين ومن لديه عقدة من الجيش لأن الجيش والشرطة هم أبناؤنا وأشقاؤنا، من يقول هذا فهو غبى وسافل ونفعى.. وقد نزلت فى 25 يناير حتى أشارك فى الثورة وأقسم بالله الإخوان كانوا يوزعون ورقاً فى الميدان ووصلتنى إحداها مكتوباً فيها الجيش يساعدنا آه يحكمنا لا والإخوان اخترعوا هذه الجملة.
ولماذا الإخوان تحديداً؟
الإخوان لا تنظر الا لمصالحها على حساب الوطن وإلا كانوا يحسبون إجمالى العلم والسياسة والاقتصاد والفكر العسكرى وهذا كله لا يتوفر للمحمد مرسى» ولا «حمدين» مثلاً ماذا يضايقهم فى الرجل العسكرى؟ أولاً هو يحصل على بكالوريوس تجارة فى إدارة الأعمال وإدارة القيادة يجعل فيها الضابط على فرقة ليتعلم كيف يقود، والإخوان قالوا «محمد مرسى» حاصل على دكتوراه من أمريكا فى الفلزات «الحديد» فماذا عن علمه سياسياً غير انه كان عضواً فى البرلمان بالحشد الإخوانى ولكنه كان دون رؤية سياسية أو إدارية أو اقتصادية.. إذن مسألة مدنى أو عسكرى غير واردة المهم الكفاءة والامكانيات والرؤية، وعلينا ان ننظر الى الرؤية والكفاءة وقد رأيناها فى «السيسى» الذى أثبت انه الأصلح لقيادة مصر!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.