كنت أنوى أن أخصص مقالي هذا لاستعراض عدد من دروس العالم الحديث..عسى أن يتعلم واضعو السياسة في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى ما لم يتعلموه وأغفلوه - عن عمد أو عن غير عمد - وهى دروس انتهت بفشل ذريع للاستعمار الجديد الذي أرادت الولاياتالمتحدة إدخاله في عالمنا الجديد.. ونحمد الله أنه سقط سقوطاً فاحشاً..!! ولكنى رأيت أن أؤجل ذلك إلى مناسبات قادمة.. ذلك أن الأحداث الجارية فرضت على - وعلى غيري – التركيز على أحداث ثلاثة لها أولويتها وتأثيرها: (1) نشاط الإرهاب القادم مع بدء الدراسة في المدارس. (2) زيارة رئيس مصر المنتخب إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأممالمتحدة وقمة المناخ. (3) بعض المواقف الإعلامية الغريبة في الصحف وبعض القنوات الفضائية..!! الحدث الأول يتمثل في أن الإرهاب – وهو يحتضر – حاول إرهاب أولياء الأمور والتلاميذ وهم يبدأون العام الدراسي.. ونسى مخططو الإرهاب أن الشعب المصري لا يرتعب.. ولا يخاف.. وأنه مصمم وقيادته على استئصال هذا الورم الخبيث ليس من مصر وحدها بل فى منطقتنا العربية كلها. وفى خضم هذه الضوضاء الجوفاء نجح الإرهاب في عملية غادرة.. خسيسة.. بجوار مبنى وزارة الخارجية.. مضيفاً إلى شهدائنا الأبرار والأحباء.. شهيدين من أبناء الشرطة المصرية.. وهو أمر لن يؤدى إلا لزيادة إصرارنا على تطبيق الآية الكريمة «ولكم في القصاص حياة». إلا أن ذلك الحادث يثير عدداً من التساؤلات..أرجو بحثها ومواجهتها بحسم تتمثل في: (1) كيف يتكرر سيناريو إرهابى في حادثين أصابا كمينين للشرطة تحت شجرتين..بنفس الأسلوب وفى غيبة من إجراءات أمنية كان لابد من تطبيقها؟! (2) كيف أمكن للمجرمين الذين نفذوا العملية الخسيسة الوصول إلى مكان التنفيذ دون لفت نظر بعض أفراد الشعب؟! المطلوب يا سادة من الشعب كله..الانتباه..ومحاولة رصد أية تحركات مشبوهة.. والإبلاغ عنها فوراً.. ومن ثم يجب تيسير عملية الإبلاغ هذه..!! الشعب له دور رئيسي في اجتثاث جذور الإرهاب الأسود؟! (3) لماذا لم تنجح جهودنا حتى الآن في وقف تسرب معدات التخريب.. ومن وقف التمويل ؟! أيها السادة المسئولون..بصراحة أقول لكم «اعقلوها وتوكلوا» والله معكم..ولا تنسوا أبداً الآية الكريمة «إن ينصركم الله فلا غالب لكم». الحدث الثاني يتمثل في رحلة الرئيس المصري المنتخب إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة (69) للأمم المتحدة..!! والمغزى الأول لهذا الحدث.. أن الرئيس المصري – في مواجهة حملة مغرضة – قرر مواجهة العالم – أصدقائنا وأعدائنا على السواء– لمجرد أن يثبت للعالم أن مصر هي مصر.. رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط..!! ولعل أبلغ ترجمة لهذا المغزى ما ورد في حديث للرئيس إلى إحدى وكالات الأنباء العالمية قبل سفره مباشرة.. بأن له هدفين: (1) حماية مصر من الإرهاب. (2) تجاوز الأزمة الاقتصادية، يا لها من فلسفة تضع العالم أمام مسئوليته المباشرة في مقارنة الإرهاب عالمياً.. ثم الالتزام بدعم جهودنا للخروج الآمن والسريع من أوضاع اقتصادية تسببت فيها آمال خائبة لتوطيد الفوضى في المنطقة!! وأود أن أؤكد هنا أنى– بخلاف الكثيرين غيري – لن أحاول تحليل زيارة الرئيس إلا بعد استكمالها وعودته بسلامة الله.. منصوراً.. إلى الوطن..!! ويكفيني الآن وإلى ذلك الحين أن أقول إن هذه الزيارة: (1) تعبر عن شجاعة وحسم. (2) تضع العالم أجمع أمام مسئولياته الجسيمة في مواجهة إرهاب أصبح يهدد..دول العالم جميعاً.. شرقاً وغرباً. (3) تقدم للعالم مثلاً يحتذي لما يجب أن يكون عليه العمل في منظمة «الأممالمتحدة» التي تضم كل دول العالم دون مجاملات.. ودون محاورات.. ودون مؤامرات!! يا سيادة الرئيس.. أبعث إليك من القاهرة.. رسالة كلها ثقة في أنك «نعم» من يتحمل المسئولية الجسيمة التي حملتها معك و«نعم» من يصارح العالم بالمطلوب في شجاعة وحسم. الحدث الثالث الغريب واللافت للنظر.. يتمثل في بعض المواقف الإعلامية المحيرة التي لمسناها في عدد من الصحف والقنوات الفضائية.. على مدى الأيام العشرة التي سبقت زيارة الرئيس لنيويورك..!! أنا لا أفترض «سوء النية» ولكن من الضروري أن تثير تلك المواقف العديد من التساؤلات خاصة أن بعضها قدمه إعلاميون كبار.. وأذكر من هذه المواقف: (1) محاولة تقييم أداء الرئيس المنتخب لأربع سنوات بعد ال(100) الأولى من توليه المسئولية..!! وبصرف النظر عن النتائج التي أوردها البعض «هنا.. وهناك» أود أن أذكر الجميع بأن الرئيس تم انتخابه لمدة 4 سنوات قابلة للتجديد - إذا وافق الشعب في نهاية السنوات الأربع - ومؤدى هذا أننا لا نحاسب رئيس الجمهورية بالقطعة..كما نحاسب مدير الكرة في أحد الأندية وفق نتيجة كل مباراة كرة قدم..!! أليس كذلك يا سادة..!!. (2) محاولة التنبؤ بما سيقوله الرئيس في نيويورك..والمقابلات التي سيحضرها.. و.. و.. وغير ذلك مما يندرج تحت مسمى «التنبؤ بالغيب».. يا سادة.. قيموا الأمور وفق سيرها.. قليل من «الصبر».. يشفى «الفضول» – مغرضاً كان أو غير مغرض..!!. (3) أقول لكل من لميس الحديدي وعادل حمودة – وكلاهما إعلامي كبير (ليس في السن ولكن في المقام)!! أقول لأخي عادل حمودة – رغم اختلافي مع بعض آرائه – إنني أوافق على كل كلمة قالها في تحليله الرائع لمواقف الصحفي الكبير (سابقاً) محمد حسنين هيكل.. بل وقد يكون لدى الكثير يمكن أن أضيفه!! والآن أوجه حديثي إلى الابنة لميس الحديدي.. أنت تعبرين عن ولائك لأستاذ تعلمت منه.. ولكن ذلك لا يعنى أن تتمسكي بكلامه في أحاديث متتالية..وأنا متأكد أنك تشعرين– كإعلامية ناجحة – أن الحديث يخفى «أمراً في نفس يعقوب»..!! وأخيراً نجحت هذه المرة في اللحاق بمسيرة «أحمس المصري» (الشهير بعبدالفتاح السيسى).. ونهتف: «مصر فوق الجميع.. وتحيا مصر.. ولسوف تحيا»..!!