نجحت جماعة أنصار الله الحوثية في إجبار السلطة في اليمن على تخفيض سعر البنزين والديزل بمقدار ثلثى الزيادة التى أعلنتها السلطة في عيد الفطر الماضى بواقع 1500 ريال يمنى للصفيحة 20 لترا واستطاعت الجماعة بالقوة تخفيض 1000 ريال على مرحلتين بعد حصارها للعاصمة صنعاء الأمر الذى جعل السلطة تخفض 500 ريال في أطار مبادرة طرحتها منها استقالة الحكومة كما طالب الحوثيون . إلا أن ذلك لم يرض جماعة أنصار الله ، وزادت من ضغطها على السلطة وحاصرت المؤسسات الحكومية ومواقع عسكرية حتى سقطت صنعاء في أيديهم لقمة سائغة بعد التوصل إلى اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذى تم توقيع مساء الأحد الماضى برعاية الأممالمتحدة عبر ممثلها في اليمن جمال بن عمر وخفض 500 ريال أخرى . وأيا كانت التطورات الميدانية التى عجلت بسقوط صنعاء في أيدى الحوثيين بصورة لم يتخيلها أى يمنى أو حتى حوثى فالجميع هنا متشائم من إمكانية تطبيق الاتفاق على الرغم من أن الدولة والحوثيين يؤكدون ضرورة تنفيذه خاصة بعد حديث الرئيس اليمنى أمس عن وجود مؤامرة خارجية مدعومة من الداخل . ويزيد من هذا الشعور أن عبد الملك الحوثى زعيم أنصار الله تحدث أمس في خطاب الانتصار الذى وجهه إلى الشعب اليمنى ومناصروه معتصمون في ميدان التحرير للاحتفال بالنصر لم يتطرق فيه إلى عدم توقيع جماعته على الملحق الأمنى الذى يتحدث عن تسليم محافظة عمران التى دخلوها في شهر يوليو الماضى وإعادة الأمور لسيطرة الدولة في صعدة ورفع الحصار عن صنعاء الأمر الذى أدي بالعديد من السياسيين إلى القول بأنهم لن ينفذوا الاتفاق إلا في البنود التى تتوافق مع مصالحهم خاصة وأنهم أصبحوا القوة الكبرى في البلاد وسوف توضح الأيام القليلة القادمة مدى التزام الحوثيين بالاتفاق خاصة بعد تسمية رئيس الوزراء الجديد خلال يومين على الأكثر . والمحير في الأوساط السياسية اليمنية هو موقف الجيش فجميع مواطنى صنعاء كانوا على يقين من أن الجيش سيتصدى للحوثيين الذين هددوا باقتحام العاصمة وفعلا تصدى لهم الجيش حينما حاولوا الاعتصام أمام مبنى مجلس الوزراء كما تصدى لهم عندما حاولوا اقتحام التلفزيون وبعد ذلك لم يحرك ساكنا إزاء الهجوم على مقر الفرقة الأولى المدرعة معقل اللواء على محسن الأحمر الرجل القوى في اليمن ، ولكن يبدو أن ما أطلق عليه هيكلة الجيش في عام 2012 جعل هذه الفرقة ضعيفة للغاية حتى وان قاومت اقتحامها في البداية ولكن بعد سقوط القاعدة التى تحمى التلفزيون استولى الحوثيون على الأسلحة الثقيلة وحاصروا بها الفرقة وضربوها بالدبابات والمدفعية وهرب اللواء الأحمر وانهارت الدفاعات واستولى الحوثيون على الفرقة. وفى تطور جديد تصدر خبر عن خطاب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي أمس موقع وزارة الدفاع الرسمي لأول مرة وهو الموقع الذى كان يصف الحوثيين بالجماعة المتمردة كما أن الحوثى أشاد بموقف القوات المسلحة التى رفضت ان تحارب شعبها والقي باللائمة على مقتل المتظاهرين على اللواء الأحمر . ومن ناحية أخرى ذكرت صحيفة اليمن اليوم لسان حال الرئيس السابق على عبد الله صالح والمقربة من الحوثيين أن هناك اتفاقا بين الدولة والحوثيين يقضى بانسحاب مقاتلى الجماعة من الأماكن التى سيطروا عليها فى صنعاء . ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أن وزارة الداخلية أبلغت قادة الوحدات الأمنية بالاستعداد لاستلام وتأمين هذه الأماكن عقب انسحاب الحوثيين منها وألا يصدقوا الشائعات الكاذبة ويحافظوا على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة .