بحمد الله وفضله اكتشفت منذ شهر أننى مصاب بمرض السرطان فى الغدد الليمفاوية، يقال إن الذين يصابون بفيروسات كبدية فى الغالب يصابون بأورام سرطانية، ويقال إن الأسباب متنوعة وكثيرة وتلعب الوراثة دورا كبيرا، المشكلة التى تقابل أى مريض فى مصر، سواء كان مريضا بفيروس أو بأورام أو القلب أو نزلة برد أو مغص كلوى، تضارب آراء الأطباء، وارتفاع تكلفة العلاج. بعض الأطباء اقترح على إجراء جراحة وإزالة الورم باللوزة والغدد المصابة حولها، ثم الخضوع لقرص كيماوي، أطباء آخرون رأوا إزالة اللوزة بورمها والإبقاء على الغدد المصابة وعلاجها بعد ذلك بالكيماوى، بعد مقارنة بسيطة أخذت بالرأى الثانى وخضعت لجراحة وأزلت اللوزة اليمنى بأورامها، وبعد أيام أكد تحليل العينة إصابتى بالسرطان. يعنى هموت خلاص الموت لا يرتبط بمرض المشكلة الثانية التى قابلتنى خلال عملية البحث عن علاج كانت فى تقدير كمية العلاج، بعض الأطباء أكدوا حاجتى إلى أربع جلسات كيماوى وعلاج آخر لعدم تحور المرض، بعدها الخضوع إلى بعض جلسات الإشعاع، فى مستشفى المعادى العسكرى رأوا أننى أحتاج من 6 إلى 8 جلسات كيماوى بالإضافة إلى علاج عدم التحور ولم يذكروا العلاج بالإشعاع، ماذا أفعل؟، وكيف لى أن أختار؟، هل أخضع للرأى الأول وهو لأشهر وأكبر طبيب أورام، أم إلى الرأى الثانى وهو لمستشفى نثق فى قدراته وتاريخه؟، هل أخضع للكيماوى وعلاج عدم التحور فقط أم نخضع كذلك للعلاج بالإشعاع؟. المشكلة الثالثة التى أعانى منها، هى تكلفة العلاج الكيماوى وعدم التحور والإشعاع، منين؟، مشروع العلاج الخاص بنقابة الصحفيين لا يتضمن علاج السرطان ولا الفيروسات الكبدية، وكذلك مشروع العلاج التابع للجريدة، والحل؟، قررنا اللجوء للقوات المسلحة للعلاج، نقدم طلبا إلى وزير الدفاع الفريق صدقى صبحى وننتظر الموافقة، وبالفعل يخوض هذه التجربة رئيس التحرير ببسالة وصبر أحسده وأشكره عليها، لكن المفاجأة التى أدهشتنى هى الروتين الذى ضرب مصر فى مؤسساته، هو بعينه الموجود فى وزارة الدفاع، فطلب العلاج يمر على ثلاثين مكتبا قبل أن يصل للوزير، فتمر الأيام بدون حساب أو تقدير لحالة المريض، وإلى أن يصل الطلب للوزير ويوقع عليه يكون المرض انتشر فى جسد المريض أو أن المريض قد حان أجله، وساعتها لا يصبح لهذا القرار قيمة أو نفع، والطريف أن يصل القرار إلى المريض أو الورثة بعد فوات الأوان، والحقيقة أن نفس الشىء تصادفه فى العلاج على نفقة الدولة أو فى التأمين الصحى. على أية حال تكلفة علاج السرطان فى مصر تفوق قدرات الفقراء والطبقة المتوسطة، جلسة الكيماوى أكثر من ألفى جنيه، وعلاج عدم التحور يحقن حسب الوزن، والجلسة تتكلف 30 ألف جنيه، العلاج بالإشعاع مرتبط بدرجة المستشفى، فقد تصل التكلفة إلى 10 آلاف جنيه، وقد تصل إلى 20 ألف جنيه. بحسبة بسيطة جدا المريض بالسرطان فى مصر له الله عز وجل، إما أن يتحمل روتين الحكومة، سواء فى وزارة الدفاع أو فى وزارة الصحة، أو يتلقى العلاج على نفقته الخاصة، وبالطبع الاختيار الثانى لا يقدر عليه سوى شريحة بعينها وهم الأثرياء، أما أبناء الطبقات الكادحة والمتوسطة فعليهما أن ينتظرا ما يسفر عنه الروتين، إذا كان المريض مازال على قيد الحياة خير وبركة، يذهب إلى مستشفيات الحكومة أو العسكرية ليعيدوا فحصه: هل انتشر المرض أم مازال كما هو؟، مشكلة المشاكل إذا كان المرض قد انتشر، فعليك يا جميل المحيا أن تحصل على قرار جديد بالتكلفة الجديدة، وموووت يا حمار.