مرحلة تحول حقيقية تعيشها الفنانة يسرا اللوزي بعد أداء دورها في مسسل «دهشة»، كورديليا أو «نعمة» هي الشخصية الأصعب بين الأدوار النسائية في المسلسل لأنها مختلفة عن تسلط شقيقاتها وحبهم للمال، فحبها لوالدها هو سر اختلافها وملامحها الرومانسية كانت السبب الرئيسي لترشيحها للدور، صعوبات كثيرة واجهتها «اللوزي» أثناء التصوير وصعوبات أكثر ستواجهها في اختيارها لأدوارها بعد نجاحها في المسلسل.. حاورناها فكان هذا الحوار: هل ستؤثر ردود الفعل التي حققها مسلسل «دهشة» في اختياراتك القادمة؟ - بالفعل كل عمل أقدمه يؤثر في اختياراتي القادمة، ولكن «دهشة» حالة خاصة أعتبرها لا تتكرر كثيراً في حياة الفنان، فهو نقله لكل من شارك فيه لأنه اعتمد في تقديمه علي الإحساس، وعندما تابعت ردود الفعل مع الجمهور وجدت أنهم تأثروا بالحوار بيني وبين الدكتور الفخراني، ومنذ الحلقات الأولي وجدت إشادة بمستوي الحوار الأبوي بين الأب والابنة التي تعشق والدها وتعانده في نفس الوقت، وأنا أعتقد أنني سأفكر كثيراً إذا عرض عليّ عمل صعيدي ولن أقبل بأن يكون أقل من هذا المستوي. ما الصعوبات التي واجهتها في تجسيدك لشخصية «نعمة»؟ - التخوف الأول الذي واجهني أثناء التصوير من الأساس هو رهبة الوقوف أمام يحيي الفخراني لكنه ساعدني علي تخطيها منذ اللحظة الأولي لمقابلته بتواضعه الذي جعل كل من في «اللوكيشن» يشعرون بأنهم أسرة واحدة، وأعطانا درساً فيه، الجميع يتحدث في التفاصيل وأمام الكاميرا الكل مشغول بدوره، التخوف الثاني كان من المقارنة بين «نعمة» وكورديليا في شخصيات شكسبير المقتبس عنها المسلسل، فهي شخصية مقدمة من قبل وقدمها فنانون كبار ولكني بمجرد أن قرأت السيناريو لبست الشخصية وكانت الصعوبة أمامي كيفية تقديم فتاة صعيدية، كما هو متعارف عن فتيات الصعيد، لكن المخرج قرر أن يقدمني بملامح رقيقة كفتاة مصرية واعتمد في الشخصية علي الأداء الهادئ الذي يوضح علاقة الشخصية بوالدها ولذلك شعرت بأن كورديليا مختلفة تماماً عن «نعمة» في التفاصيل. كيف ترين إعادة عرض الأعمال الأدبية في شكل صعيدي؟ - فكرة جيدة للغاية ولكن بشرط أن تكون مكتوبة بشكل جيد ومقدمة بشكل يضيف إليها، أعمال شكسبير «هاملت» أو «الملك لير» أو غيرهما من الأعمال قدمت كثيراً مسرحياً وسينمائياً بأشكال مختلفة وفي كل مرة تحقق نجاحاً تثبت أن المعالجة هي صاحبة هذا النجاح، فعند تقديم «الملك لير» في شكل صعيدي بهذا الأداء حقق نجاحاً كبيراً مع الجمهور لأنه تناول طمع وجشع الأبناء في 2014 وكأن شكسبير كتبها لهذا الوقت وحقيقة المعالجة التي قدمها الكاتب عبدالرحيم كمال، كانت رائعة لأنه استطاع توظيف الطابع الصعيدي علي العمل الإنجليزي فجعل نجاحها مضاعفاً. قدمتي الشخصية الصعيدية في فيلم «ساعة ونصف» ولكن ظهرتي بشكل مختلف باللهجة الصعيدية في «دهشة» ما سر هذا الاختلاف؟ - الشخصية في «ساعة ونصف» ظهرت في مشاهد قليلة للغاية ووقتها لم أتعاون مع مصحح لهجات، ولم يكن العمل بالشكل الذي يقتضي التركيز اللغوي بقدر ما كان يعتمد علي الموضوع الذي يجمع أكثر من فئة من الجمهور في القطار، فدور كل فنان في الفيلم كان 6 مشاهد لن ينشغل الجمهور وقتها باللهجة بقدر اهتمامه بالأحداث لكن البنت الصعيدية في «دهشة» كان لها شكل آخر، خاصة أن العمل حالة خاصة وأعتبره أول عمل صعيدي حقيقي لي لأنني شعرت وكأنني واحدة من أهل الصعيد والمخرج شادي الفخراني ساعدني كثيراً في تعلم اللهجة من خلال مصحح لهجة ظل معنا طوال أيام التصوير. هل ترين أن نجاحك في تجسيد الفتاة الرومانسية خاصة بعد مسلسل «آدم وجميلة» كان سبباً لترشحك للعمل؟ - أنا من المحظوظين أن يفكر الفنان الكبير يحيي الفخراني في أن أقف أمامه، وسبق أن اختارني أن أشارك معه في مسلسله «المرسي والبحار» لكنني وقتها كنت مشغولة بالامتحانات ورشحني أيضاً للعمل معه في مسلسل «محمد علي» لكنه لم ينفذ وكلها كانت أدواراً رومانسية، لذا فأعتقد أن رؤيته لي كفتاة رومانسية قبل عرض مسلسل «آدم وجميلة» لكني لا أنكر أن «آدم وجميلة» كان نقلة في مشواري الفني، خاصة أن العمل حقق نجاحاً رغم عرضه علي قنوات مشفرة والجمهور تابعه حتي الحلقات الأخيرة وحقق نجاحاً أكبر في عرضه الثاني. كيف ترين الفارق بين المسلسلات ال 60 حلقة والأخري 30 حلقة؟ - تجربة مسلسلات ال 60 حلقة مهلكة للغاية رغم أنها تحقق نسبة نجاح وارتباطاً أكبر بين الجمهور والفنان، لكنها تحرم الفنان من المشاركة في أي أعمال أخري، بالإضافة إلي أنه يمثل أكثر من 10 أفلام وهذه الصعوبة التي يقع فيها الفنان عندما يوافق علي هذه النوعية من الأعمال لكن الجمهور ارتبط بها حتي قبل نجاح المسلسلات التركية والدليل أن مسلسلات الأجزاء كلها هي الأبرز في تاريخ الدراما مثل «ليالي الحلمية» و«المال والبنون». ولكن البعض انتقد بطء إيقاع المسلسل؟ - علي العكس المسلسل ذو طابع إيقاع سريع والدليل أنه نجح مع الجمهور وارتبطوا به بل صنع موسماً جديداً للدراما بعيداً عن دراما رمضان، المسلسل قصة رومانسية اجتماعية يفتقدها الجمهور كثيراً عندما حقق مسلسل «العشق الممنوع» نجاحاً كان بسبب قصته الرومانسية وهذا ما حدث مع «آدم وجميلة» الجمهور المصري يحتاج إلي عمل يعيش ويتعايش معه ومع أدق تفاصيله ولذلك العمل نجاحه نابع من ارتباط الجمهور بهذا الإيقاع. كيف ترين فرق العمل بين البطولة المطلقة والبطولة الجماعية؟ - التمثيل لا يقاس بحجم الدور بقدر قياسه بكيفية الدور، عندما أقف مشهداً واحداً أمام الفنان الكبير يحيي الفخراني وأقدم عملاً فهذه بطولة بالنسبة لي وأيضاً جسدت في مسلسل «خطوط حمراء» مع أحمد السقا في 7 حلقات فقط، ورغم ذلك حقق نجاحاً مع الجمهور، إذن الدور الجيد هو الذي يحقق نجاحاً وليس البطولة المطلقة أو الظهور من الحلقات الأولي حتي الأخيرة. ماذا عن أعمالك القادمة؟ - لن أشارك في أي أعمال قادمة بسبب ظروف صحية خاصة بالحمل.