في سابقة أولى للتفاوض مع جماعة الإخوان، طرح الرئيس عبد الفتاح السيسى فكرة "المصالحة مع جماعة الإخوان بشرط نبذ العنف"، إلا أن الجماعة الإرهابية أبت إلا أن تهدر دماء المصريين. فسرعان ما عبث الإرهابيون بدماء الأبرياء، ورتبوا لكثير من السحقات الدموية والتفجيرات بكل قسوة وعنف، لترد على مبادرة السيسي للمصالحة بالرفض القاطع، ولتجعل دماء المصريين التي سالت على الأرصفة تحكم عليهم باستحالة المصالحة مع هؤلاء الخونة. فبعد أن أحال الرئيس السيسي فكرة عودة الإخوان للحكم إلى الشعب جاءت تفجيرات وزارة الخارجية، وقنابل طنطا، وانفجار مزلقان الزقازيق، لتصيب الذعر في نفوس المصريين ويجعلهم يزدادون إصرارا على معاداة الإخوان. فكان أول انفجار يحمل معنى اللا إنسانية هو قطارات الزقازيق، فبداية الأحداث كانت فى تمام الساعة الواحدة من صباح أمس، حيث استيقظ أهالى قرية الزنكلون التابعة لمركز الزقازيق، على صوت انفجار هزّ أرجاء القرية بأكملها. وعندما سارع الأهالى لاستطلاع الأمروانتقلت قوات الحماية المدنية بصحبة قيادات الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، تبين قيام مجهولين بزرع عبوة ناسفة بجوار قضبان السكة الحديد، ما أدى إلى حدوث الانفجار الذي تسبب في تطاير جزء من قضبان السكة الحديد بمسافة 90 سم بالاتجاهين وبعد حوالي ساعة من انفجار العبوة الناسفة الأولى، انفجرت عبوة ثانية بجوار قضبان السكة الحديد أمام عزبة عبدالشفيع التابعة لجزيرة السعادة دائرة مركز الزقازيق، ما أدى إلى تطاير القضبان بمسافة مترين بالاتجاهين، وتوقفت حركة القطارات بخط "الزقازيق – الإسماعيلية" لوقت دام حوالي 8ساعات. وفى السياق ذاته، شهدت المحافظة بأكملها حالة من الغضب الشديد بين ركاب القطارات على أرصفة المحطات، ونشبت اشتباكات بينهم وبين المسئولين، بسبب تعطل حركة القطارات، وتوقفت المحافظة عن العمل لوقت طويل أدى إلى تعطل الكثير من مصالح المواطنين، فضلاً عن إثارة الذعر فيما بينهم. وواصل الإرهابيون دمارهم بإغراق مصر بدماء الأبرياء من شهداء الشرطة والمدنيين المصابين، إثر انفجار قنبلة زرعت فوق شجرة أمام كمين متواجد بالباب الخلفي لوزارة الخارجية الكائنة وسط مسجد السلطان أبو العلا ومدرسة أبو الفرج الابتدائية. ولم يرحم الإرهاب الأطفال، ففي تمام الساعة العاشرة من صباح أول يوم دراسي، فزع الأطفال لسماعهم دوى انفجار قنبلة بجوار المدرسة ليسفر عنه استشهاد ضابطي شرطة، أولهما المقدم محمد محمود أبو سريع، والذى كان يشغل منصب رئيس مباحث ليمان 430، والذى يبعد حوالى 10 كيلو متر عن سجن وادى النطرون، وأحد الشهود الرئيسيين بقضية الهروب من سجن وادى النطرون. والثاني هو المقدم محمد محمود أبو سريع، من قوة الإدارة العامة للأندية والفنادق والمنتدب للعمل بمديرية أمن القاهرة متأثرًا بإصابته، فضلاً عن حدوث إصابات بعدد من رجال الشرطة المعينين بتلك المنطقة يحصون ستة أشخاص بينهم مدني كان مارا بشارع 26 يوليو أثناء الانفجار. ويختتم يوم النكسة الثاني بانفجار قنبلة أمام حى ثان المحلة، ما أصاب سكان المنطقة بالذعر والهلع، وانتقل خبراء الحماية المدنية والمفرقعات إلى المكان لتمشيطه، وتم العثور على قنبلة أخرى، فنجحت القوات بالفعل فى تفكيكها وإبطال مفعولها، مما أدى إلى إخلاء قوات الأمن مدرسة عمر بن عبد العزيز ومدرسة أحمد العرابى، الموجودين بجوار حى ثانى المحلة. وبعدها انفجرت قنبلة بدائية الصنع أمام مبنى الجامعة العمالية بطنطا، بجوار نادى فندق نادى الشرطة، وعلى الفور انتقلت الحماية المدنية للتوصل إلى أسباب وملابسات الحادث، وتمشيط المنطقة للتأكد من خلوها من مزيد من القنابل. كما تم العثور على جسمين غريبين بشارع شوقى بطنطا، وانتقلت الأجهزة الأمنية عقب تلقى البلاغ، للتأكد من احتواء الأجسام محل البلاغ على مفرقعات من عدمه، وعقب ذلك وجدت قوات الحماية المدنية قنبلة أخرى بجوار سوبر ماركت "مترو" بشارع سعيد بطنطا، وتم التعامل معها وتفكيكها قبل أن تنفجر. كما انفجرت عبوة ناسفة أمام شركة الغزل والنسيج بطنطا، وانتقلت الأجهزة الأمنية وقامت بتمشيط المنطقة، وعثرت بالمكان على قنبلة أخرى لم تنفجر بعد، فكان شعار الغربية أمس هو "يوم الانفجارات الأسود".