نجح أمس مبعوث الأممالمتحدة في اليمن «جمال بن عمر» في عقد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثى الشيعية. وقال المبعوث خلال مؤتمر صحفي مقتضب عقده فى صنعاء نقلته وكالة «شينخوا» الصينية إن الحكومة اليمنية والمتمردين وافقا على وضع حد لهذه الاشتباكات الدامية في العاصمة والتي أسفرت عن 200 قتيلا منذ يوم الثلاثاء الماضي وأضاف «بن عمر» ان الرئاسة بحاجة الى وقت لتحضير مراسم التوقيع، ولكنه لم يشر الى ميعاد توقيع الجانبين. وقال شهود عيان في إن مقاتلين حوثيين شيعة وقوات الحكومة اشتبكوا لليوم الرابع على التوالي في العاصمة اليمنية صنعاء رغم الإعلان عن اتفاق توسطت فيه الأممالمتحدة من المقرر أن يجري توقيعه في وقت لاحق وتحدث السكان عن سماع دوي قصف عنيف طول الليل أمس السبت في منطقة بالعاصمة قرب مقر معسكر الفرقة الأولى مدرعة وقرب جامعة الإيمان. ولم تتوقف المعارك خلال الليل بالرغم من حظر تجول ليلي فرضته السلطات في4 أحياء شمال صنعاء التي شهدت معارك دامية منذ الخميس الماضي. وتركزت المعارك حول حرم جامعة الإيمان، معقل السلفيين في حزب الإصلاح الإسلامي، والذي يسعى المتمردون الشيعة للسيطرة عليه بحسب مصادر مختلفة. كما فرضت الحكومة حظر التجوال فى شمال غرب صنعاء، حيث استخدم الجانبان الاسلحة الثقيلة فى معارك شرسة توسعت نحو وسط العاصمة، كما سمع المواطنون دوى الانفجارات وتصاعدت الأدخنة فى مناطق الصراع. وأعلن مسئول فى وزارة الداخلية اليمنية – الذي رفض الكشف عن هويته - عن فرار ألاف الأشخاص من منازلهم فى جنوبصنعاء والمحافظات الاخرى، بعد ان استولى المتمردون على مناطق «وادى ضهر» و«شملان» فى الشمال، مضيفا أنه مازال الالاف من الاسر محاصرون فى تلك المناطق دون كهرباء منذ 3 أيام. وأعلنت مصادر طبية، مقتل 55 شخصا من بينهم 10 مدنيين على الاقل السبت الماضي ليزيد بذلك عدد القتلى الى اكثر من 200 قتيلا منذ اندلاع الاشتباكات يوم الثلاثاء الماضي. وأوضحت الوكالة انه بعد اندلاع الاشتباكات الدامية، واجهت الحكومة اليمنية مأزق انسحاب المتمردين الحوثيين من المحادثات، بعد ان رفضوا اى «تدخل اجنبى». وأوضحت الوكالة ان القتال بين المتمردين والجيش اليمنى اشتد يوم الخميس الماضي، بعد قصف المتمردين للتليفزيون الوطنى فى اليمن، الامر الذى أثار الجيش ودعاه للقيام بهجوم مضاد قوى. وقال شهود عيان ان مبنى التليفزيون اشتعل بالنيران بعد اصابته بقذائف»الهاون»، مما دعا التليفزيون اليمنى ببث رسالة مطالبا الحكومة والمجتمع الدولى لانقاذ الموظفين المحاصرين داخل المبنى. وأشارت إلي أن ارتفاع اسعار الوقود بصورة مبالغ فيها»، كانت «الشرارة» التي أدت لاندلاع الاحتجاجات، مما أثار مخاوف من تصاعد العنف، ووصول الامر إلي حرب فى المدينة، وذلك بعد قيام انصار جماعة الحوثيين بحظر الطرق و التخييم امام عدد من الوزارات، مما شل جزءا من الحكومة. وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية ان جامعة «صنعاء» - والتى تعد من اكبر الجامعات فى البلاد -، أعلنت إغلاقها بعد سقوط قذيفة داخل حرمها الجامعى، كما أعلنت وزارة التعليم اليمني عن اغلاق جميع المدارس فى صنعاء بدءا من أمس. واتهم الرئيس اليمنى «عبد ربه منصور هادى» المتمردين، بتخطيطهم لتنفيذ انقلاب مسلح، وحثهم على الانسحاب من العاصمة. وقدم الرئيس «هادي» في وقت سابق من الشهر الجاري، صفقة تسوية مع المتمردين، من ضمنها خفض اسعار الوقود، داعيا الحوثيين للانضمام إلى الحكومة الجديدة، ولكن تم رفض الصفقة من قبل الحوثيين.